Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/11/2009 G Issue 13554
السبت 19 ذو القعدة 1430   العدد  13554
التصحيح يفصح عن شروطه
رباطة جأش الدولار تفت عزم المخاطرين وقطاعات من الوزن الثقيل تصارع بقايا الانكماش

 

وليد العبدالهادي(*)

حقق الذهب سعراً جديداً كما كان متوقعا عند 1095 دولاراً للأونصة كان مدعوماً بحديث حول قيام منتجي هذه السلعة بعمليات شراء للذهب من حصصهم في صندوق النقد الدولي مثل الهند، من جهة أخرى وجدنا أنه بمجرد ما رفع المركزي الأسترالي سعر الفائدة 25 نقطة أساس للشهر الثاني على التوالي، بدأت عمليات الشراء تتدفق على الدولار استعداد أو ترقبا لقرار الفدرالي المرتقب بشأنها واستباقا لمطلع الربع الأول من 2010م لأن هناك ثقة بأن الفدرالي لن يتأخر كثيرا في تحريكها للأعلى، أما النفط ينظر إليه لما بعد شهر ديسمبر حيث احتمالية قيام أوبك برفع الإنتاج قد تضغط عليه مستقبلا، أما من حيث الأرقام فهناك في اليابان يكثر الحديث عن قاع لمعدلات البطالة وفي أوروبا نجد قطاع الخدمات الأكبر وزنا في تألق ملفت حتى القطاع العقاري الأهم في إنجلترا يشهد أياما وردية هذه الأيام، أما الحركة الفنية فعنفوان الدولار أثار زعزعة في نفوس أنصار تجارة العائد، أما شروط التصحيح القادم حيث تكثر البلبلة حوله هي: عنصر المفاجأة وإعلان الحكومات عن توقف برامج شراء الأصول وأي رفع مفاجئ للأسواق في أسعار الفائدة.

الدولار الأمريكي:

تتوالى المزيد من صفقات الشراء على الدولار امتدت إلى مستوى 76.75 أمام سلة عملاته يحاكي في حركته الذهب الأصفر، و بانتقالنا إلى لغة الأرقام الاقتصادية نجد أنها كانت متباينة حيث نبدأ بنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث إلى 3.5% مقارنة بانكماش للربع الثاني 0.7% مما يعطي انطباعاً بأن خطط الإنقاذ كانت فعالة في دعم الاقتصاد، حتى الإنفاق الشخصي للربع الثالث ارتفع 3.4% أما طلبات الإعانة للأسبوع الرابع من أكتوبر تقبع عند نفس مستويات القراءة السابقة لها بحوالي 530 ألف طلب وهذا جيد رغم مخاوف من أرقام البطالة المنتظرة، وبشأن المنتجين أظهر مؤشر شيكاغو لمديري المشتريات في أكتوبر تسجيلا لمستوى 54.2 مقارنة بالرقم السابق 46.1 جاء ذلك مدعوما بارتفاع طلبات المصانع لشهر سبتمبر 0.9% مقارنة بانكماش سابق 0.8% ومع ارتفاع طفيف في ثقة المستهلك إلى مستوى 70.6 لنفس الشهر يمكن القول بأن المنتجين والمستهلكين يبلون بلاء حسن، أما النفط لا يزال يعانق الحاجز النفسي لمستوى 80 دولاراً للبرميل ساعده على ذلك انخفاض مخزون النفط الخام وفقا لتقرير وكالة الطاقة الأمريكية إلى 0.4 مليون برميل مقارنة بحوالي 0.8 مليون برميل للأسبوع الماضي مما حسن شهية المضاربين في أسواق النفط خصوصا مع إعلان عن شراء (إكسون موبيل) ثلاثة حقول نفطية غرب كندا بقيمة 231 مليون دولار أمريكي، ومع كل هذه الأرقام نجد بأن الدولار ليس محط أنظار المتحوطين فقط فهناك من هو متفائل بعملة اقتصاد هذا البلد.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي:

كسر اتجاهه الصاعد مخلفا وراءه قمماً تصريفية وزاوية حادة مليئة بالشموع المفصلية حيث تم الكسر عند 1.47 وأبرز دعومه القادمة عند 1.44 للأسبوع القادم.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:

أصبح 1.65 محور التداولات الجديدة للزوج في المسار الجانبي وهو حتى الآن لم يفصح عن اتجاهه ويمثل مستوى 1.70 مقاومة شرسة ومستوى 1.57 أبرز دعومه والصراع بين قوى البيع والشراء مستمر ومستوى المخاطرة فيه عالية بناء على ذلك.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:

وصل مستوى 92 وكون قمة محيرة على مستوى الحركة اليومية وهو لا يزال هابطاً على مستوى الحركة الشهرية والأسبوعية وعالي المخاطرة مدعوم بتداولات مملة ولا تظهر اهتماما من تجار السوق.

اليورو:

عيون المستثمرين في أوروبا تترقب ما سيقرره المركزي بشأن أسعار الفائدة مع توقعات بأن يبقيها عند نفس مستوياتها على الرغم من حتمية التضخم الذي ينتظر هذه القارة، أما بشأن الأرقام فقد أعلن عن مؤشر مديري المشتريات المكون من القطاع الصناعي والخدمي الذي سجل أعلى مستوى له منذ بدء الأزمة المالية العالمية لكن الأهم تسجيل مستوى 52.6 للخدمات القطاع الأكبر وزنا في القارة الموحدة هذا لم يسعف اليورو في تحقيق المزيد من المكاسب والسبب الحركة الفنية التي توحي بتشبع هائل لعمليات الشراء.

الجنيه الإسترليني:

الملفت في بريطانيا هذا الأسبوع تحسن قوي لأسعار المنازل على المقياس السنوي في أكتوبر حيث قلص انكماشه إلى 4.2% مقارنة بانكماش سابق 5.6% في القطاع الأثقل وزنا في الناتج المحلي ويدل ذلك على عدم معاناة البائعين في تصريف المنازل نظرا لقوة الطلب، أيضا مؤشر مديري المشتريات الصناعي في أكتوبر وصل 53.7 والقراءة السابقة عند 49.5 أما الخدمات 56.9 والرقم السابق عند 55.3 دليل تحسن قدرة المنتجين على تلبية الطلب ونتيجة ضغوط تسويقية لتلبية حاجات ورغبات المستهلكين، أما الموافقات على القروض العقارية لنفس الشهر ارتفعت 65.2% مقارنة بالقراءة السابقة المرتفعة 52.3% وفيها مزيد للتأكيد على قوة القطاع، لكن الأسوأ في الأسبوع صافي ائتمان المستهلك الذي تراجع بنسبة 0.3% في سبتمبر مقارنة بسابقه دليل إحجام عن عمليات الاقتراض خصوصا مع أرقام مؤشر

GFK لثقة المستهلك في أكتوبر الذي

تراجع نقطة واحدة مقارنة بالقراءة السابقة المتراجعة عند مستوى 16، وكانت الحصيلة مسار جانبي للعملة الملكية تظهر رباطة جأشه أمام الدولار.

الين:

ارتفعت شهية المخاطرة لليابانيين بمجرد الإعلان عن أرقام معدل البطالة في سبتمبر حيث سجلت 5.3% مقارنة بالقراءة السابقة 5.5% ظنوا أنهم وصلوا إلى قاع معدل البطالة، لكن هذه الظنون مبررة لا سيما وأن أسعار المستهلكين على المقياس السنوي لشهر سبتمبر لا تزال منكمشة عند 2.2% مع تراجع ملفت في الإنفاق العائلي وتقليص انكماش أسعار المنازل حديثة النشأة، لكن لا ننسى أن شركات الأعمال تحسنت كثيرا من ناحية مخاطر الائتمان، ويترقبون الآن بشغف عن مصير برنامج شراء الأصول خصوصا بعد تلويح الحكومة بأنها قد تتوقف عن الدعم لكن تثبيت أسعار الفائدة عند 0.10% أعطى ارتياحاً كبيراً لدى المستثمرين في أسواق الأسهم مما أجل عملية التصحيح حتى إشعار آخر، طبعا كل هذا التباين انعكس على الين دون تغيير ملفت خصوصاً أمام الدولار.

(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الأربعاء الساعة 10 مساء بتوقيت جرينتش)

محلل أسواق المال


waleed.alabdulhadi@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد