Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/11/2009 G Issue 13554
السبت 19 ذو القعدة 1430   العدد  13554
ركن المستشار
عهد الأفعال وبرامج الابتعاث 3
سلطان بن عبدالله العماش

 

ذكرت في المقالين السابقين كيف أن عهد الأفعال للملك عبدالله أفرز العديد من المشاريع الطموحة التي تعنى بتطوير التعليم ليكون داعماً رئيساً للتنمية البشرية والاقتصادية للمملكة واقتصادها المتطور الذي هو في أمس الحاجة إلى مثل تلك المشاريع الكبيرة بدءاً بجامعة الملك عبدالله ومروراً باستحداث جامعات كثيرة انتشرت وتنتشر في جميع أنحاء المملكة ومشروع تطوير التعليم العام وانتهاءً بمشروع الملك عبدالله للابتعاث الذي استوعب حتى الآن عشرات الآلاف من الشباب السعودي.

مشروع الملك عبدالله للابتعاث مشروع يحسب لملك الأفعال كونه يشكل لبنة ضرورية من اللبنات العديدة التي قدمها الملك عبدالله لدعم الشباب السعودي وتطوير قدراتهم وتمكينهم من المهارات والمعارف والقدرات الضرورية ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وركائز مهمة في الاقتصاد وليصبحوا قادة المستقبل كما هم الرعيل الأول من المبتعثين في الستينيات والسبعينيات الميلادية الذين ساهموا بقوة في تطور المملكة العربية السعودية وتعزيز مكانتها بين الدول.

برامج الابتعاث أتت في وقتها، حيث شهد اقتصاد المملكة وناتجها القومي قفزات كبيرة ما يجعل الحاجة إلى الموارد البشرية من المتخصصين كبيرة جداً ولا يخفى على الجميع كيف أن الاقتصاد السعودي واجه وما زال تحدياً كبيراً في توفير الكوادر المؤهلة التي يحتاج إليها سوق العمل، فكان هناك خلل واضح في ميزان العرض والطلب من الكوادر البشرية في القطاع الخاص لصالح قلة الكوادر البشرية المؤهلة.

هنا يجب أن نقف احتراما للقرارات التي اتخذها الملك عبدالله وذكرتها آنفاً عندما قدم العديد من المشاريع الطموحة لدعم قطاع التعليم بشقيه العام والعالي ومن أبرزها مشروعه الطموح للابتعاث الذي بالتأكيد سنرى تأثيرها الإيجابي القوي عندما يقطف المجتمع والاقتصاد ثمارها خلال السنوات القليلة القادمة ونرى أفواج الخريجين من المبتعثين وقد عاد أغلبهم للمساهمة في دفع عجلة التنمية إلى الأمام وسد الخلل الحاصل في ميزان العرض والطلب.

الواقع يقول إن التاريخ سيخلد للملك عبدالله تلك القرارات الجريئة عندما اختار أن يستثمر في المواطن السعودي وبالتحديد في جانب مهم وهو التعليم وكأني بالملك عبدالله وهو يؤكد القول المشهور (تطعم الإنسان سمكة تسد حاجته ذلك اليوم، تعلمه صيد السمك تطعمه الدهر كله)، ولا عجب في حصول الملك عبدالله على العديد من الجوائز العالمية والتقدير المتوالي من قيادات العالم ومفكريها لرؤيته المستقبلية وجهوده الخيرة وما آخرها إلا حصوله على جائزة برشلونة ميتنج بوينت.

المفرح في برامج الابتعاث أنها استهدفت الشباب من مختلف مناطق المملكة ولم تكن حكراً على فئة أو منطقة بعينها على الرغم من عدم خلوها من الانتقاد، وهذا حال جميع المشاريع الناجحة، كما أن مشروع الملك عبدالله للابتعاث تميز بفتح المجال للابتعاث إلى دول عديدة في أمريكا وأوروبا وآسيا وأستراليا مما يساعد على تنويع مصادر العلم وتعظيم العائد على التعليم واكتساب فهم أكبر للثقافات المختلفة ورسم صورة أفضل عن المملكة العربية السعودية.

كما أن من أبرز ما انضوى عليه مشروع الملك عبدالله للتعليم من خصوصية هو تركيزه على التخصصات التي تحتاج إليها المملكة بقطاعيها العام والخاص، وهو قرار حكيم وصائب على الرغم من تحفظي على عدم ضم تخصصات دراسية أخرى مهمة للمشروع ولكن يجب ألا يدفعنا هذا إلى أن نغفل حجم التخطيط الذي أولته وزارة التعليم العالي للمشروع والنجاحات التي حققتها.

مرة أخرى هنيئاً لنا بملك الأفعال الملك عبدالله الذي حوّل الآمال إلى واقع وفتح الباب على مصراعيه للشباب السعودي الطموح ليحققوا طموحهم من خلال هذا المشروع وليكونوا لبنة نماء في بلد العطاء.

استفسارات

* من البرامج التي أسمع أنها تساعد المدير التنفيذي على التطور ومنها تدريب التنفيذي أو executive coaching فما هو؟

تدريب التنفيذي أو executive coaching هو أحد برامج تطوير الموارد البشرية وهو برنامج يقدم لمساعدة بعض التنفيذيين الذين يواجهون قصوراً في أحد الجوانب المهمة في أداء عملهم وخصوصاً ناحية الجوانب الإنسانية والسلوكية في محيط العمل فيقوم المستشار -في بيئة سرية تامة - بمساعدة التنفيذي على فهم جوانب القصور لديه ومحاولة رسم خريطة طريق تساعده على تحسين أدائه في هذا الجانب وليكون أداؤه عند اكتمال البرنامج متوافقاً ومسؤولياته، علماً بأن التنفيذيين عموماً يحتاجون إلى مثل هذا البرنامج لتقويم بعض الخلل لديهم ولكنه أسلوب يستخدم بكثرة في الشركات الغربية والأوروبية نظراً لأن التنفيذيين لديهم أكثر تقبلاً للاعتراف بقصورهم من التنفيذيين العرب المعروفين بحساسيتهم الشديدة نحو الاعتراف بالقصور. في أغلب الأوقات يمتد البرنامج لمدة تقارب ثلاثة أشهر يقوم فيها المستشار بمقابلة التنفيذي مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع ولمدة لا تتجاوز 90 دقيقة في أغلب الحالات وبعدها سيشعر التنفيذي بتغيير كبير للأفضل في جوانب القصور لديه.

* أنا مدير عام لإحدى شركات الصناعة المتخصصة وأحتاج إلى أن أفهم الطريق الأفضل لتحديد ومنح مكافأة الأداء للموظفين والتنفيذيين بأسلوب يلاقي استحسان الموظفين فبماذا تنصحني؟

سؤالك غاية في الأهمية وآمل أن أوفق في تقديم النصيحة في هذه المساحة الضيقة وللإجابة أقول إن من أهم وأبرز الجوانب التي تجعل من المكافأة ذات فعالية كبيرة لدى المتلقي أن تكون قريبة جداً من وقت الأداء الذي يستحق المكافأة بحيث يمنح المسؤول عن المبيعات مثلاً مكافأته بعد تحقيقه الهدف المنشود ولو بشكل أسبوعي أو شهري وأرى أن الانتظار إلى نهاية السنة لمنحها للموظف سيضعف كثيراً من جدواها. كما أن الخاصية الثانية لجعل المكافأة ذات قيمة أن تتوافق قيمة المكافأة مع مستوى الأداء مما يحقق خاصيتي الاستمرار والتطور عند الموظف. أما الجانب الأخير لتحدث المكافأة الهدف منها أن تكون ذات قيمة يحبها الموظف كأن تكون على شكل مكافأة مالية أو منح أيام إجازة أكبر أو غيرها. نظرية تكافؤ الأداء ببساطة تقول إن الأداء يجب أن يؤدي إلى نتيجة وأن النتيجة تؤدي إلى مكافأة وأن المكافأة يجب أن تكون من جنس العمل ومتوافقة وما يحبه الموظف.



alammash@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد