تأليف - جون ماكسويل:
الناس أهم من العمليات
هذا هو الاكتشاف الذي عاد إليه المديرون ورجال الأعمال مؤخراً. فبعد رحلات مضنية عبر نظريات وممارسات إدارية متباينة مثل الإدارة بالأهداف وإدارة الجودة الشاملة والهندرة والإنتاج اللحظي والتحسين المستمر، لم يجدوا بداً من العودة إلى المبدأ الأول، وهو البشر أنفسهم. فأنت تستطيع أن تستأجر سواعد الأفراد وعقولهم لتصميم وتنفيذ العمليات، لكنك لا تستطيع امتلاك قلوبهم. العمليات لا تفكر ولا تتعلّم، أما البشر فهم الذين يفكرون ويتعلّمون وينافسون ويغيرون. لذلك كان من الخطأ أن نركز على العمليات ونهمل الأفراد. أما السؤال الأبدي الذي لا يتغير ولا يغيب أبداً عن أي بيئة عمل في أي زمان ومكان، فقد كان وما زال: كيف نقود الأفراد إلى أفضل وضع ممكن لمصلحتهم ومصلحة الشركة؟ من هنا يعود التحول من هندسة العمليات إلى قيادة السلوكيات أو هندسة العلاقات. ورغم هذه العودة ما زالت الممارسات والمفاهيم الإدارية فيما يتعلق بالإدارة غامضة في أذهان الكثيرين.
مكونات القيادة
القيادة هي ممارسة التأثير على الأفراد بحيث يتعاونون في سبيل تحقيق هدف مشترك.
ويرى علماء نفس الاجتماع أن الرغبة في القيادة هي إحدى الرغبات الغريزية التي تظهر لدى الإنسان، بمجرد إشباع الرغبات الأولية بتوفر الغذاء والمأوى والرفيق.
وأن لهذه الرغبة الغريزية شكلان أساسيان ومتقابلان:
- رغبة التوجيه:
وهي تتمثّل لدى القلة التى ترى في نفسها القدرة على تحمل مسئولية قيادة الآخرين وتوجيههم إلى هدف واضح ومحدد.
رغبة الطاعة
وهي تتضح لدى الأغلبية التي تشفق من هول مسئولية القيادة، ولكنها في الوقت نفسه تسعى لتحقيق هدف ما، فتفضل أن تنضوي تحت لواء قائد أو نظام تثق قيه وتمنحه ولاءها.
إذن عناصر القيادة ثلاثة، هي:
- قائد
- أتباع
- هدف مشترك
فإذا انطوت هذه العناصر الثلاثة داخل شكل من أشكال التنظيم، فإنها تكون مؤسسة. أما إذا فشلت في ذلك فهي تبقى مجرد (شلة) أو مجموعة.
مجال القيادة:
القيادة علاقة نسبية تعتمد على المجال الذي تتبلور داخله. فربة البيت مثلاً تعتبر قائدة لأولادها وبناتها الصغار، ولكن سمة القيادة تسلب منها داخل المجال الذي يجمعها مع زوجها أو رئيسها في العمل. كما يحدث لك أن ترغب في التطوع لقيادة فريق كرة القدم بالجامعة، ولكنك تشفق من مجرد التفكير في الترشيح لمنصب وزير التعليم.
وذلك هو نفس ما يشعر به وزير التعليم إذا رشح لقيادة فريق كرة القدم. فكل منا قائد في مجالات محددة، ولكنه سرعان ما يصبح تابعاً مطيعاً في مجالات أخرى.
م
جالات الخوف والمسئولية:
يعتقد معظمنا أن حب القوة ليس له نهاية، لأن آل الأفراد والمؤسسات والدول تسعى لامتلاك المزيد من القوة في كل لحظة دون أن يرتوي ظمأها. ولكن يبدو أن هناك بعض الحدود الصارمة على حب القوة، والتي تمارس تأثيرها علينا دون أن تلفت انتباهنا. فكما يحدث في رواية (كارمن) يصعب على البطل أن يستمر في حب الفتاة المغرورة التي لا تبادله حباً بحب فيتخلى عنها، بل يقتلها في النهاية. على نفس المنوال نجد الضعيف يستبشع الممارسة الصريحة للقوة ويستمرئ استعراضات الأقوياء فالأفراد يرحبون بالقوة طالما كانت في مجال تفوقهم وتنافسهم. أما إذا عجزوا عن التنافس في مجال ما فإنهم يتبعون قائداً. فالعجز يولد الخوف.
عدد الصفحات 262: pages
الرقم الدولي للكتاب 3-16871-312-0-:ISBN