Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/11/2009 G Issue 13554
السبت 19 ذو القعدة 1430   العدد  13554
ثقافة التهذيب اليابانية وصنع القرار

 

يشتهر الشعب الياباني بآداب التعامل والتهذيب الكامل، ففي أي ثقافة أخرى يمكن أن تجد أحدهم يعتذر قبل أن يغلق سماعة الهاتف في نهاية المكالمة وفي أي مكان آخر يمكن أن يبادرك عامل السوبر ماركت بالاعتذار عن تأخره في خدمتك وهو يسلمك حقيبة مشترياتك.

لكن كل شيء يزيد عن حده يفسر بضده، فمن جانبه يرى روس كيرلي المدير لدى واحدة من الشركات الاستشارية في طوكيو أن العديد من الأجانب لا يفهمون الثقافة اليابانية وبالتالي يدركون أن ردود مثل: (دعني أفكر في الأمر) أو (أنها فكرة جيدة) أو حتى مجرد (نعم) لا تعني في واقع الأمر إلا (لا). وأضاف أن ثقافة التهذيب الفائق اليابانية من شأنها أن تعيق عملية صنع القرار في الدولة ككل. فحتى مفردات اللغة نفسها تختلف باختلاف المتحدث أو بتغير الشخص المتحدث عنه، فعلى سبيل المثال يختار الشاب في اليابان مفردات أكثر تواضعاً عندما يكون هو أو حياته محل الحديث، لكنه يغير المفردات تماماً عند حديثه عن الكبار لتصبح لغته أكثر احتراماً. وتتغيّر العديد من المفردات مثل (المنزل) و(الزوجة) و(الأكل) و(القراءة) تماماً من حال إلى آخر.

وفي ظل هكذا ثقافة يواجه المديرون صعوبة في التعبير عن غضبهم خاصة المديرة السيدة التي لا تستطيع التحرّر من قيود اللغة. ويميل المديرون في اليابان إلى اتخاذ القرار عن طريق الاقتراع والإجماع وهذا على حد تعبير كيرلي يمثِّل قمة الأدب.

وتجسد حالات الربح والخسارة الأدب الياباني في أجلى صوره ففي عام 2002 اندمجت 3 بنوك يابانية لتشكل بنك (ميزيوهو) أكبر مؤسسة مالية في العالم، لكن الإدارة حافظت على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالبنوك الثلاثة من باب الأدب والنتيجة أنها عانت تماماً من الفوضى في ظل تعدد الأنظمة.

لكن وعلى الرغم من انتقاداته إلا أن كيرلي يقر بأنه يشعر بالراحة عندما يعود إلى أجواء حضارة الأدب الياباني التقليدية خاصة إن كانت رحلته إلى نيويورك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد