من البديهي والمنطقي أن يحظى أي منجز يسجل باسم الوطن سواء على مستوى الأفراد أو الأندية والمنتخبات بدعم وإعجاب وتأييد كل مواطن مخلص ومحب لوطنه أو على الأقل إنصافه وعدم تشويهه والإساءة إليه.
العقلاء الانقياء هم وحدهم الذين أنصفوا الهلال واحتفوا بلقب القرن وها هم اليوم يتعاملون بالمثل وبمقدار الفرح والفخر والاعتزاز والإنصاف مع إنجاز الاتحاد وبلوغه النهائي الآسيوي، لم يتفرغوا للنيل منه والتشكيك به ومصادرته بحكايات وأوهام وطعن في الذمم وسلب للحقوق، ولم يحاربوا ويهاجموا كل من امتدح وبارك ودعم وساند العميد في مسيرته المشرفة وتمثيله الوطن.
في المقابل لا نقبل أن تأتي فئة متعصبة أو قناة عدوانية متوترة وتشكك مثلا بنزاهة حكمي الذهاب والإياب الإماراتي علي حمد والإيراني مسعود مرادي لمجرد التقليل من تفوق الاتحاد، مثلما فعلوا باتجاه الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء ومندوبه في منطقة غرب آسيا منصور عبد الله، واتهموه بالتزوير والرشاوى لا لشيء سوى تعكير أجواء وأفراح الوطن بانجاز الهلال.
الإنصاف لا يتجزأ ولا يفرق بين هذا اللون أو ذاك، والأحداث بزينها وشينها بأفراحها وأحزانها هي التي تحدد المواقف وتفضح عقول وأهداف وبواطن الأشخاص ومستوى تفكيرهم بل حتى تاريخهم وسيرتهم وثقافتهم بوضوح بلا أصباغ وبلا تلميع ولا تزيين أو تهويل.
بالمناسبة وقبل أيام قليلة من النهائي, ورغم ثقتي واقتناعي بإدارة الدكتور خالد المرزوقي للبعثة وبدهاء وعقلية المدرب كالديرون وبخبرة وتمرس نجوم العميد في مثل هذه المباريات المصيرية الحاسمة إلا أنني أخشى من أن تكون نظرتهم لفريق بوهانج الكوري على انه اقل مستوى وخطورة من ناغويا الياباني، بينما واقع ومعطيات الفريق تشير إلى العكس تماماً فهو أكثر تنظيما وانسجاما وأقوى هجوما من ناغويا بوجود هدافي الفريق البرازيلي دينلسون والمقدوني ريستيك.
الزعيم في أمسية
لم تكن احتفالية القناة الرياضية بنادي القرن مجرد مادة تلفزيونية انطباعية تقليدية جامدة, وإنما جاءت بشكلها وطريقة إدارتها وموقعها ومناسبتها التاريخية وضيوفها الكبار أمسية مدهشة وثرية حافلة بالكلام المفيد واللغة الراقية والنماذج المبهرة والدروس الحضارية الرائعة الرائدة الجديرة بالإمعان بمضامينها والاقتداء بأسلوبها ومعانيها.
كشفت سر زعامة وتفرد وتميز وتفوق الهلال، أكدت من جديد بأنه لم يصل إلى هذه المكانة المرموقة العالية ولم يحقق هذا الكم الهائل من الانجازات إلا لأنه بدأ ومازال وعمل ويعمل ويتعامل مع نفسه والآخرين على انه مؤسسة وعي وفكر وثقافة ونبل وحب وعطاء, سمعنا من رموزه ورؤسائه الأربعة الأفذاذ الأمراء بندر بن محمد وعبد الرحمن بن مساعد وسعود بن تركي ومحمد بن فيصل كيف يكون الاحترام والتواضع والانتماء بصدق وإنكار الذات، وما هي شروط وأدوات وظروف وأسباب النجاح, ولماذا استمر الهلال طيلة خمسين عاما بطلا متألقا شامخا مزدهرا قويا ومتماسكا.
الأهلي إلى أين؟
من الصعب على الأهلي بعد غياب ما يقارب ربع قرن أن يحرز بطولة الدوري باستعدادات وإمكانات وقياسات وعوامل شرفية ومالية وإدارية وفنية وعناصرية لا تناسب البطولات ذات النفس الطويل، وفكرة تحقيق بطولة صعبة وشاقة وشرسة كهذه يجب أن لا تكون ضمن حسابات محبيه ومسيريه في الوقت الراهن وقبل الانتهاء من مرحلة البناء الجريئة التي بدأها وراهن عليها عاشق القلعة والباني بهدوء وحكمة وروية الأمير خالد بن عبد الله.
ما يحدث حاليا وفي المواسم الـ(25) الماضية هو نتاج طموحات وأحلام عاطفية تفتقد لأدوات تحقيقها على ارض الواقع، وبالتالي تحولت إلى ضغوط جماهيرية وإعلامية تستعجل النتائج وتتكرر موسمياً وتتزايد حدة وتعقيدا وغضبا واحتقانا بزيادة سنوات الغياب، الأمر الذي نشأت على أثره أزمة ثقة تكبر وتتفاقم وتشمل الجميع من إداريين ولاعبين ومدربين وإعلاميين وأعضاء شرف، وهو ما نراه في حالة عدم الاستقرار, وفي كثافة وتسارع حركات الغربلة والتغيير بطريقة عشوائية انفعالية خسر الأهلي بسببها وبسهولة غريبة وبلا مبررات مقنعة إداريين يملكون الفكر والعلم والمعرفة والحب لناديهم ومدربين بارعين ونجوما سعوديين مؤثرين لهم وزنهم وقيمتهم وشعبيتهم على مستوى المملكة والمنتخبات الوطنية وليس النادي الأهلي فحسب.. بدليل بروزهم بعد الاستغناء عنهم في فرق كبيرة كالهلال والاتحاد والشباب وكان لهم إسهام واضح في تحقيق بطولات مهمة ومعروفة..
ما يحتاجه الأهلي إلى جانب اهتمامه بالفئات السنية هو الاستقرار وإعادة بناء العلاقة وطرح الثقة بين سائر فئاته ومكوناته ونجومه ورجالاته، وعندها اجزم انه سيعود كما عهدناه قلعة الكؤوس والنجوم والانجازات..
***
* نجح الزميل احمد العجلان في استضافة شخصية رياضية مرموقة ورئيس جماهيري شهير بحجم الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وفي حوار مثير ومعبر وشامل ومفيد للجميع..
* يريدون من الأمير فيصل بن تركي أن ينجز في شهور قلائل ما انتظروه ولم يتحقق لهم في سنوات عجاف..
* كتب الزميل احمد المصيبيح كلاما مهما وموضوعيا عن فارق العقلية الاحترافية بين السويدي ويلهامسون والكثير من نجومنا المحترفين بالاسم..
* بعد نتائجه المبهرة يحق لفريق الفتح الصاعد للتو ولأول مرة إلى دوري الأضواء أن يحظى بتعاطف ومؤازرة الجميع وتحظى إدارته ونجومه ومدربه وأعضاء شرفه بثناء وإعجاب مختلف جماهير المملكة..
* إذا أردت أن تعرف أسباب انتكاسات الاتفاق والقادسية فاسترجع قرارات وتنازلات الصيف..
* مثل أيام ما كان نجما لامعا وقائدا أسطوريا هاهم يحاربونه إداريا بالتجني والشائعات والمغالطات، وهاهو يرد عليهم بالمزيد من النجاح والتألق..
* أما في النصر فالحروب المعلنة والخفية ضد ابن النادي والإداري الخلوق سلمان القريني بدأت منذ اليوم لتكليفه, وهذا يفسر أنها موجهة لشخصه وليست باتجاه عمله.
* ما دخل المشاهد وماذا يستفيد المتلقي من تلك الملاسنات المخجلة وتصفية الحسابات الشخصية والأطروحات غير اللائقة التي أساءت وشوهت صورة البرنامج الجماهيري مساء الرياضية في حلقته الأخيرة.