كتب - رمزي الموسى
أجّج الطرح الذي تناولته الجزيرة حول خشية أولياء الأمور والتربويين من تدني المستوى التعليمي لأبنائهم والذي نشر يوم السبت الماضي العدد 13547 أجج مشاعر عدد من المهتمين بالجانب التربوي والتعليمي وقد تلقت الجزيرة عددا من الآراء التي تنم عن احتباس داخلي لمشاعر مربين أفاضل يستطيعون إبداء الآراء والطرح الايجابي لمصلحة الجانب التربوي إذا ما أعطوا الفرصة لذلك معللين ضعف التواصل بين إدارات التربية والتعليم بالمعلم ذاته وجعل قناة التواصل بينهما هو مدير المدرسة والتي تتخذ الطابع الرسمي الجاد إضافة إلى خوف العديد منهم من طرح آراء قد تجعله محط نظر مما يتسبب في نقله أو مضايقته أو مساءلته مشيرين إلى أن هناك تجاوزات صريحة في المدارس يتم التستر عليها سواء من قبل المعلم أو إدارة المدرسة لتكون سمعة المدرسة ايجابية أمام إدارة التربية والتعليم التابعة لها حتى ينعم المدير بالاستقرار ومنها تدخين المعلم أمام بوابة المدرسة الخارجية والتي تؤثر سلبا بمعطيات منهجية تبين أضرار التدخين وبالتالي يشعر الطالب بعدم المصداقية في أداء الرسالة التي يوجهها له المعلم والألفاظ النابية التي يطلقها المعلم على الطلاب في الفصل في حال الإجابة الخاطئة لأحد الطلاب أو في حال سلوك سيء يقوم به الطالب والضرب الذي يعد انتهاكا لشخصية الطالب وجرح لكرامته.
وأشار العديد من أولياء الأمور والمعلمين عبر اتصالاتهم بالجزيرة إلى تسيب عدد قد يكون محدود من المعلمين من أداء رسالتهم بالشكل المطلوب إلا أن ذلك المعلم يؤثر على طلاب فصل كامل والذي يصل عددهم إلى 35 طالباً وإذا كان المعلم يدرس عددا من الفصول بالتالي يتأثر جيل لا يستهان به ومن تلك التجاوزات التي رصدتها الجزيرة من أفواههم تعرض الطلاب إلى ما هو اعنف من الضرب أو عدم تعليم الطالب أو خروج المعلم وترك الحصة وهو التجريح النفسي والزجر وكبت إبداع الطالب والذي يعد سلاحا فاتكا بشخصية الطالب والذي ما زال لا يتناول في أي القضايا المطروحة واصفين عنصر التخويف السلاح الجديد لعدد من المعلمين الذين يخشون من عقوبات تلم بهم في حال ضربهم للطالب بالعصا فالتخويف والتجريح النفسي لا يشكل أي علامة على جسد الطالب تدين المعلم وتحديدا في المرحلة الابتدائية باعتبار الطالب سريع التأثر بعوامل الخوف والذي تنوعت أساليبه لدى فئة من المعلمين تمنوا أن تكون قليلة سواء بالصراخ العالي داخل الفصل أو رفع العقال والضرب على طاولة الطالب أو تهديد الطالب بضربه بالعصا إضافة إلى النظرات الحادة التي يرعب بها المعلم طالب المرحلة الابتدائية واستخدام عدد منهم ضخامة بنيته الجسدية كسلاح لإرهاب الطالب.
وخلصت (الجزيرة) من خلال طرحها إلى اهتمام عناصر عدة بالمشاكل المدرسية وضرورة طرحها أمام المجتمع وإشراك فئات عدة تشمل الطالب وولي الأمر والمعلم ومدير المدرسة والمشرف التربوي ومتخصصين في الجانب التربوي والنفسي ورجال الدين مطالبين الجهات المعنية ضرورة مراقبة السلوك النفسي للمعلم وطرق تعامله مع محيطه.
وعند بحث الجزيرة عن أسباب تركيز اولياء الامور والتربويون على أبناء المرحلة الابتدائية تحديدا رصدت أنها الفئة التي تتأثر سريعا بمحيطها وما يجري حولها من انفعالات ويزداد الخوف لديها وذلك لصغر سن الطالب وضعف بنيته الجسدية مقارنة بالمرحلة المتوسطة أو الثانوية والتي يجبر فيها المعلم إلى احترام الطالب والاحتراز من خلق مشاكل قد تكون عكسية على المعلم.
وطالب المهتمون بالجانب التربوي أهمية العناية بالمرحلة الابتدائية وضرورة انتقاء المعلم الكفء الذي يستطيع رعاية أبناء الوطن وجيل المستقبل الواعد متخوفين من أن يكون هناك من يقوم بقتل جانب الإبداع لدى الطالب من خلال سلوكيات قاسية يقوم بها المعلم، مؤكدين ارتباط الإبداع لدى الطالب بالاطمئنان النفسي وهذا مثبت علميا وعند فقد الاطمئنان نحصل على طلاب أشبه بطاولات المدرسة التي تختزن الكتب الدراسية فقط.
كما رصدت الجزيرة تساؤل عدد من المعلمين عن دور (المشرف التربوي) واضعين علامات استفهام عن مسماه التربوي حيث يجد اغلب المعلمين أن وظيفته تكمن في اصطياد أخطاء تعليمية وليست تربوية فأين المشرف التربوي الذي يعالج قضايا أخلاقية أو سلوكيات شاذة وأين هم من برامج إصلاحية يقوم بها المعلمون لتعديل سلوكيات الطلاب ودعمهم لبرامجهم وتمنى العديد منهم إيجاد أخصائي نفسي في جميع مدارس المملكة يهتم بعلاج القضايا السلوكية الخاطئة عند الطلاب ومساعدة المعلم في تعديل ذلك السلوك ذاكرين أن هناك قصورا واضحا في أداء بعض المرشدين الطلابيين لمهنتهم وذلك كونه معلم لم يحصل على تخصص في الإرشاد النفسي. وبالتالي ينعكس سلبا على مجريات التربية والتعليم داخل البيئة المدرسية. مكررين أقوالهم حول ضرورة تبني الجهات المعنية برامج علاجية لجميع المشاكل التي ترصد في المدارس وأهمية الرقابة على ما يجرى في المدارس من مشاكل ليتم رصدها وعدم التهاون في علاجها خوفا من تفاقم مشاكل سلوكية تؤثر على مستقبل أبنائنا الطلاب واصفين أن تلك العينات من المعلمين قد تكون قليلة لكن آثارها ستكون اكبر من أن نتصور باعتبار أن ذلك سيؤثر على مجتمع مدرسي يعمل فيه ذلك المعلم متمنين أن يكون جميع مديري المدارس هم كفء لتولي منصب إدارة بيئة تعليمية تحوي أجيال يستطيع أن يدير دفة ذلك المركب الناهض بمستقبل الوطن الواعد.