تفرغ من مشاغلك بإرادتك، فتفرغ للصداع دونها، إذ كلما اكتظظت بالعمل, انساب رأسك في مصالحة مع الأفكار والقرارات والمواقف والانفعالات، ولا يعد يشعر بالصداع أبداً..
لذا كلما جلست لمقعدك وركنت لطبق فاكهتك، أو مكسراتك, أو فنجان شايك, أو قهوتك, أو برنامجك المفضل، أو كتابك الأثير، تمدّد في رأسك الصداع.. لاعَبَك, وداعبك, فإن لم تلق بالاً له, هجم عليك بشراسته، لتنس ما أمامك, لا تستطعم تفاحة، ولا تتلذّذ بفستقة, ولا تسافر مع خطوط قهوتك، ولا تذكِّرك أواج شايك ببحر أحلامك.. ولا يفصح كتابك عن حروفه، ولا تسمع أذنك تفاصيل برنامجك..
الصداع رفيق الخالين من الزحمة، هو معادل ذكي يقتنص هروبك منه بانشغالك عنه، ليحل ضيفاً ثقيلاً عليك, حين ينشغل بك, وأنت مسترخ، مفرغ من زحمتك..
فعمِّروا أوقاتكم، وأشعلوا رؤوسكم، وانغمروا في بحر أعمالكم.. كونوا أذكى من الصداع، وأكثر حيلة منه.