تحدثت في الأسبوع الماضي حول المدرب الاسكتلندي الشهير السير أليكس فيرجيسون (مدرب مانشستر يونايتد الانجليزي) وما بدر منه من تصاريح طالت الحكم آلان وايلي ولياقته البدنية التي لم تعجب السير بعد التعادل مع فريق ساندرلاند (في ملعب الأولدترافورد) قبل أسبوعين في بطولة الدوري، وما تبعها من إعلان من قبل لجنة العقوبات الانجليزية بتوجيه تهمة التهجم والسخرية من قبل السير أليكس على الحكم آلان وايلي أمام أجهزة الإعلام.. وأن هناك عقوبة تواجهه وهي الإيقاف خمس مباريات مع غرامة مالية.

**السير ما إن سمع إعلان لجنة العقوبات إلا وبادر بالاعتذار الشديد للحكم آلان وايلي بصورة دفعت الجميع للاعتقاد بأن لجنة العقوبات ستخفف العقوبة التي يواجهها فيرجيسون والذي أُعطي فرصة حتى الثالث من شهر نوفمبر القادم ليدافع فيها عن نفسه.

**لكن السير بعد الخسارة يوم الأحد الماضي من ليفربول في كلاسيكو الكرة الانجليزية عاد ليصب الزيت على النار عندما تحدث خلال المؤتمر الصحفي حول مستوى الحكم أندري مارينر بأنه لم يلاحظ بعض الأحداث جيداً وأنه أخطأ التقدير بعدم احتساب ضربة جزاء لفريقه وأنه أخطأ بعدم طرده للمدافع الانجليزي كاراجر قائد ليفربول نظير إعاقته لمايكل أوين المنفرد بالمرمى.

**تلك التصاريح أخرجت لجنة الحكام الانجليزية عن صمتها حيث صرح مصدر مسؤول في اللجنة لصحيفة (الجارديان) الانجليزية قائلاً: (من الواضح أن فيرجيسون لا يفهم اللائحة المتعلقة بإعاقة فرصة واضحة لتسجيل هدف، يجب أن يكون اللاعب الذي تمت إعاقته مسيطراً تماماً على الكرة وأن يكون منطلقاً باتجاه المرمى ولكن حالة مايكل أوين لم ينطبق عليها أي من الشرطين).

** وأضاف: (كان الحكم سيرتكب خطأً كبيراً لو طرد جيمي كاراجر، ولم يكن من المناسب أبداً أن يقول السير أليكس إن أندري مارينر حكم لا يتمتع بخبرة كبيرة رغم أنه حكم دولي لدى الفيفا، وكانت جميع القرارات التي اتخذها يوم الأحد الماضي صائبة).

** الخبير التحكيمي جيف وينتر الذي يعمل حالياً معلقاً رياضياً في الإذاعة بميدلزبره أيد ذلك التصريح عندما قال: (إنه أمر يسبب الإحباط عندما يدلي مدير فني يتمتع بالخبرة والاحترام مثل سير أليكس فيرجيسون بتصريحات غير دقيقة على الإطلاق عن لوائح اللعبة، قد يكون لدى السير أليكس مشكلة مع الحكام بشكل عام، و لديه مشكلة دائماً عندما يخسر فريقه ولا يجد مبرراً فإنه يتبع أسهل الطرق وهي الاتجاه للوم الحكم! ، إن تصريحات فيرجيسون عن كاراجر إنما تظهر إما جهله باللوائح أو لجوءه من جديد إلى الألعاب العقلية).

**وينتر طالب من اتحاد الكرة الإنجليزي اتخاذ إجراء قوي ضد فيرجيسون وطالب بإيقاف السير فيرجيسون على غرار ما يفعله الفيفا، وأضاف قائلاً: (أعتقد أن العقوبة يجب أن تكون رادعة لتلقينه هو وكل من يحذو حذوه درساً، يجب أن يثبتوا لسير أليكس فيرجيسون والجميع أن أي سلوك بهذا الشكل لن يكون مقبولاً).

**بالنظر لكل تلك الأحداث التي حدثت في إحدى الدول المتقدمة كروياً فإننا نلاحظ أن المجتمع الكروي في انجلترا يعامل الحكم على أنه قاض في المحكمة.. ولا يقبل التشكيك في نزاهته أو حتى تقييمه.. أو التهكم به مهما كانت الظروف والمعطيات والأخطاء، وللتأكد من ذلك سنتابع العقوبة التي ستفرضها لجنة العقوبات على المدرب الخبير وصاحب الباع الطويل في الملاعب الانجليزية.

**التقليل من مستوى الحكم أو السماح لأي كان هز صورته سيؤثر سلباً على الشارع الرياضي ككل.. فالجماهير واللاعبون والإداريون والمدربون سيفقدون الثقة في الحكم وسيكثرون من الاعتراضات على قراراته مما يدخل بالجميع في نفق مظلم يصعب الخروج منه، والحل الوحيد لتفادي الدخول في مثل تلك الأنفاق المظلمة هو بتصحيح الخطأ فور وقوعه من قبل أي شخصية رياضية تتطاول على الحكم.

**في حال ارتكاب الحكم خطأ كبيرا فإنه يحاسب ويتم استدعاؤه والتحقيق معه بشكل غير مُعلن، وما يعكس لنا ذلك هو المباريات التي يديرها بعد ارتكابه للخطأ، فتجده يدير لقاءات الدرجة الثانية والثالثة.. وفي حال تكرر الأخطاء فإنه يتم مع انتهاء الموسم عدم التجديد معه نظراً لتسببه في اهتزاز الصورة الثابتة للحكم الانجليزي الذي هو محل تقدير واحترام الشارع الرياضي في انجلترا.