Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/10/2009 G Issue 13547
السبت 12 ذو القعدة 1430   العدد  13547
مستعجل
صحفيون يجهلون حقوقهم؟!
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

المفترض في الصحفيين والإعلاميين والكتاب وسائر المنتمين إلى مهنة الصحافة.. أنهم يوجهون الناس.. فالصحافة فوق أنها مصدر خبري.. فهي أيضاً.. أداة توجيه وأداة توعية وإرشاد للناس.

** ومن الذي يتولى التوجيه والتوعية وإرشاد الناس ومساعدتهم لفهم واجباتهم وحقوقهم وما لهم وما عليهم؟

** هم الكتاب والصحفيون ولكن.. ماذا لو اكتشفنا أن بعض أو ربما أكثر المنتمين لمهنة الصحافة لا يعرفون حتى حقوقهم كصحفيين؟

** في بعض القضايا المثارة ضد الصحفيين يجهل أكثر الصحفيين أن هناك (أمرا ملكيا) وهو أداة نظامية أكبر من الأنظمة والتشريعات التي صدرت بمرسوم ملكي.

** هذا الأمر الملكي.. يقضي بأن المخالفات الصحفية والإعلامية لا تُنظر في المحاكم.. بل تنظر عبر لجنة مختصة في وزارة الثقافة والإعلام.. يشارك فيها مناديب من عدة جهات.. منها وزارة الثقافة والإعلام ووزارة العدل ووزارة الداخلية ومستشارون قانونيون.. هذه اللجنة هي الجهة الوحيدة المختصة والمخولة للنظر في هذه القضايا بموجب الأمر الملكي.

** وأكثر الصحفيين مع الأسف يجهل ذلك ولا يدري شيئاً عن حقوقه ولا عن مرجعيته ولا ما له وما عليه.. وكل الذي يعرفه.. أن عليه أن يهاجم هيئة الصحفيين التي لم تأتِ له وهو نائم في البيت أو في الملحق وتتبنى قضاياه ومشاكله.. ابتداءً من مشاكله داخل صحيفته.. ومروراً بمشاكله المالية وديونه.. وانتهاء بمخالفاته الصحفية وقضاياه المنظورة.

** نعم هناك أمور لا يمكن لهيئة الصحفيين أن تتبناها.. ذلك أن الصحفي أحياناً قد يخطئ ويتجاوز أو يطلب من هيئة الصحفيين شيئاً ليس من اختصاصها أساساً، أو يريدها أن تتبنى مشكلته وتحل محله في المشكلة وهو يخرج منها تماماً.

** نعم.. هناك تجاوزات وأخطاء تقع من بعض الصحفيين والإعلاميين ويجب إحالتهم إلى اللجنة المختصة بوزارة الثقافة والإعلام.. ولا بد من إيقاع عقوبات بهم.. وإلا أصبحت الأمور فوضى.

** هناك صحفيون لا يقدرون خطورة هذه المهنة.. ولا يعرفون أن لها رسالة.. وأن الصحافة أمانة ومسؤولية ولا يقدرون هذه المسؤولية.. فلهم شطحات كبيرة.. وهؤلاء يسيئون لهذه المهنة.

** ومن هنا.. فإن هيئة الصحفيين حتى لو وقفت مع هؤلاء.. فهذا لا يعني أن هيئة الصحفيين ستعفيك من أخطائك ويعطيك براءة وتحول بينك وبين عقوبة تستحقها بجدارة.

** إن مشكلة أكثر الصحفيين أو لنقل بعضهم.. أنه يجهل هذه الأمور تماماً.. فلا هو يدري حقوقه (ما له وما عليه) ولا يدري عن رسالة ومهمة هيئة الصحفيين.. بل إن بعضهم لم يشترك فيها أساساً.. حتى إذا وقع في مشكلة أو أدين في قضية.. أخرج لسانه ومده طويلاً في هجومه على هيئة الصحفيين محملاً الهيئة كامل المسؤولية عما حصل له.. بينما المشكلة هي مشكلته.. فهو فوق جهله برسالة الصحافة وأنها أمانة ومسؤولية ورسالة.. فهو أيضاً يجهل الأنظمة واللوائح.. فهو لا يعرف أن هناك نظاماً للمطبوعات ونظاماً للمؤسسات الصحفية وأن المخالفات الصحفية من اختصاص لجنة بوزارة الثقافة والإعلام فهي التي تبت فيها وتحسم النزاع فيها.

** أليس مؤلماً.. أن يوجد إعلاميون وصحفيون يُفترض فيهم توعية وتوجيه الناس وهم يجهلون حقوقهم وما لهم وما عليهم.. وكل الذي يعرفونه هو مهاجمة هيئة الصحفيين والإساءة إليها.

** إنه من المؤلم حقاً.. أن يكون هناك إعلامي يجهل حقوقه وكل ما يعرفه هو (سن لسانه) في مواجهة ومهاجمة هيئة الصحفيين التي هي مرجعه وسنده.. والتي تتبرع تبرعاً للدفاع عنه وانتزاع حقوقه إذا تعثرت.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد