جدة - صلاح مخارش وعبدالله الزهراني وعبدالله دماس:
رعى معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي صباح أمس الأول (الأربعاء) في قاعة القصر بفندق الهيلتون بجدة فعاليات ملتقى صحيفة الجزيرة الإعلامي - الجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن - ومن أبرز أهدافه التطرق إلى الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج والزوار والمعتمرين ودور الوزارات والمؤسسات المعنية بشؤون ضيوف الرحمن. وكذلك استعراض مواكبة وسائل الإعلام للخدمات التي تقدم من جميع القطاعات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك بحضور ومشاركة مسؤولين يمثلون قطاعات مختلفة تُعنى بشؤون الحج وكذلك حضور كبير يمثل القطاع الخاص.
الحفل بدأ بكلمة رئيس تحرير (الجزيرة) الأستاذ خالد المالك قال فيها:
أريد أن أقول لكم بداية وبوضوح أن دعوة صحيفة الجزيرة إلى هذا اللقاء لم تأتِ من فراغ ولم يكن تنظيمه من حيث الفكرة والمحاور والتوقيت واختيار المكان ومستوى الرعاية ونوعية المشاركين مجرد عمل صحفي يصنف ضمن الأعمال الصحفية التقليدية الكثيرة التي تكون نتائجها محدودة وأهدافها ضيقة.
بل إن هذا المنتدى الذي ينظم برعاية معالي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي بصفته وزيراً للحج ويشارك فيه نخبة من المسؤولين في وزارة الحج وبعض المسؤولين في القطاعات الأخرى المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام، إلى جانب بعض الأكاديميين والمثقفين ومؤسسات الطوافة، إنما تنطلق فعالياته من حس وطني وإسلامي تترجمه أسرة تحرير صحيفة الجزيرة بتنظميها لهذا المنتدى الذي يختلف من حيث جوهره ومظهره عن اللقاءات الصحفية المعتادة.
وهذا العمل الصحفي الجديد يأتي امتداداً لأعمال كثيرة ومتنوعة قدمتها صحيفة الجزيرة على مدى سنوات وواكبت من خلالها الجهود الكبيرة التي تبذل لتوفير أفضل الخدمات لضيوف بيت الله الحرام من قِبل حكومة وشعب المملكة العربية السعودية، وهذا ما أهّل الصحيفة للفوز بجائزة وزارة الحج السنوية على مدى عامين متتاليين كأفضل صحيفة غطت وتابعت جهود الدولة في توفير الراحة والسلامة والخدمة المتميزة لكل القادمين إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج.
وإذ نسعد اليوم بمعالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي يرعى بحضوره هذه المناسبة وبمعالي الدكتور عبدالله نصيف. والشكر لكل من استجاب وحضر اليوم معنا لتدشين انطلاق هذه المناسبة أو سيكون معنا في ورش العمل التي ستبدأ مساء اليوم وتمتد إلى الغد هنا في جدة وهناك في مكة المكرمة. أقول: إذ نسعد بمشاركة كل هؤلاء اسمحوا لي أن أتقدم باسم مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وباسم الزملاء أسرة تحرير صحيفة الجزيرة بخالص شكرنا وتقديرنا لكم جميعاً على هذا التجاوب الذي يؤكد حرص الجميع على إنجاح هذا الموسم الديني بتقديم أفضل ما يمكن أن يقدم من تسهيلات وخدمات ورعاية للحجاج.
وبالنسبة لهذا الملتقى، فإننا سوف نسعى من خلاله إلى التعرف على وجهات نظر المشاركين, ومن ثم سوف نقدم ملاحظاتهم واقتراحاتهم وانطباعاتهم إلى الأجهزة المعنية بالتنظيم, ضمن الجهود والمبادرات التي ينبغي أن تتكامل للوصول بالخدمة التي تقدم للحجيج إلى المستويات التي تلبي رغبة القيادة وتنسجم مع اهتمامات المسؤولين وتستجيب لتطلعات وتمنيات كل من يسعده الحظ بأداء مناسك الحج من الداخل والخارج.
ونحن على يقين بأنه ما من رأي سديد أو وجهة نظر صائبة أو اقتراح مفيد سوف يخرج من هذا اللقاء, إلا وسيجد فرصته وسينال حقه من اهتمام المسؤولين, إلى أن يتم تنفيذ ما تم اقتراحه أو إبداء وجهة النظر حوله بعد دراسته دراسة علمية تساعد المسؤولين على التعرف على الواقع وما يمكن عمله في المستقبل ضمن السعي الدائم الذي توليه هذه البلاد لراحة الوفود القادمة إلى أشرف وأطهر وأعز أرض في هذا الكون.
إن ضيوف الرحمن هم ضيوف المملكة، وهذه نعمة لا يتمتع بها غير شعب هذه البلاد، حيث كرمهم الله بخدمة الحرمين الشريفين, وجعل من هذه الديار المقدسة قبلة لكل المسلمين, وبالتالي فإن الاهتمام بكل من يفد حاجاً أو معتمراً أو زائراً لمسجد رسول الله إنما يمثل ذلك شيئاً مما يتميز به المواطن السعودي من قيم وأخلاق ورغبة في تقديم أفضل الخدمات لضيوف البلاد، وهكذا أصبح من أهم واجباتنا ومسؤولياتنا العمل بإخلاص وتفانٍ من أجل أن نكون في مستوى المسؤولية التي أنيطت بنا وشرفنا بها.
إننا نتطلع باهتمام كبير وبأمل قوي أن تكون الأفكار والرؤى ووجهات النظر التي سيطرحها المشاركون في اللقاءات والندوات وورش العمل بمستوى التوقعات, وسوف تسعى الجزيرة من خلالها إلى تقديم صورة عن الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة من أجل راحة جميع القادمين لأداء مناسك الحج, وإلى نقل ما قد يظهره من مقترحات وأفكار جديدة ومهمة إلى المسؤولين في الأجهزة المعنية بكل ما يتعلق بالحج إلى المملكة وإلى حين مغادرته مكرماً ومعززاً إلى بلده وأهله وذويه تحفه عناية الله ثم دعواتنا له بالتوفيق بعد أن أتم مناسك الحج بسهولة ويسر.
بعد ذلك ألقى معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف كلمة قال فيها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على آخر المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فيقول الله تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.
للإعلام دور فعّال ومتعاظم في سائر الأيام ودوره في الحج مهم جداً لأن وسائل الإعلام لها أهميتها في توعية الحجاج بأمور مناسكهم والرد على استفتائهم لأن مناسك الحج تحتاج إلى تذكير مستمر حتى على العامل المتخصص في الفقه مثلاً لأن التطبيق العملي للمناسك وأنها تُؤدى في ظروف غير عادية تنسي العالم علمه ويصعب عليه الوقوف على الفروقات في أعمال النسك، ولأن المذاهب الفقهية قد تختلف في النسك الواحد، كما أن الكثير من الحجاج حديثو العهد في الالتزام بالإسلام وبعضهم يجهل البديهيات مثل الوضوء والطهارة وأركان الصلاة وواجباتها وسننها فضلاً عن مناسك الحج التي يقوم بها لأول مرة في حياته فيتجه إلى الإعلام للحصول على المعلومات اللازمة لتصحيح نسكه ومعرفة الصحيح من الخطأ، كما أن الإعلام هو الوسيلة الفعّالة وقد تكون الوحيدة في الحج لتبصير الناس بتعليمات الحج ومتطلباته والأنظمة واللوائح الخاصة.
كما أن من منافع الحج تعاون وسائل الإعلام وتبادل الخبرات بين رجال الإعلام الذين يأتون من جميع دول العالم تقريباً للتشاور في أمور تطوير المهنة وصبغها بالصبغة الإسلامية وتفعيل ميثاق العمل الإعلامي الإسلامي الذي نوقش في مؤتمرات عديدة للإعلام وغير ذلك.
أما إبراز دور المؤسسات المعنية بالحج فتقوم به وسائل الإعلام بشكل مكثف إلا أن الحاجة ماسة إلى تطوير الأداء وتحسين البرامج لتكون أكثر جاذبية للحاج وأكثر فعالية في إبلاغ المعلومة والتأكد من فعاليتها وتأثيرها ومواكبتها للخدمات التي تقدم للحجاج والمشاركة الجبارة في توسعة الحرمين والمشاعر والبنية التحتية الفخمة التي تقوم بإنشائها وتطويرها المملكة العربية السعودية وحجم الإنفاق فيها الذي لا يعرف الحدود، كما أن التوعية بأمر الرسوم التي يدفعها الحاج لا تعود للدولة وإنما إلى مؤسسات الطوافة وغيرها وهي لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من الأموال التي تنفق على الحج وأن تطوير وسائل النقل على سبيل المثال ومشروع قطار الحرمين الشريفين ينفق عليه المليارات وهي مشاريع قابلة للتطوير وأن صيانتها تكلف الملايين.
ان توعية الحجاج لأداء المناسك بهدوء وطمأنينة مع البعد عن كل ما يعكر صفو المناسك وإعطائهم معلومات كافية عن التوجيهات القرآنية والسنة النبوية عن محظورات الحج وشرح مفهوم الآية القرآنية (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، يحتاج إلى تطوير الوسائل الحديثة في إخراج البرامج لتكون أكثر تأثيراً وأكثر وضوحاً ولها آثار إيجابية في سلوك الحجاج وتصرفاتهم وتسهيل أمر استقبالهم من قِبل المطوفين والعاملين في الحج حتى يعود الحاج بعد أداء النسك سعيداً بما قابله من حسن التنظيم وكرام الوفادة وغير ذلك.
وأخيراً لا يمكن إنكار الخدمات الجليلة التي تقوم بها وزارة الحج سواء لتسهيل فريضة الحج وتقديم الخدمات للحاج أو بإدارة عملية الحج أثناء الموسم فلها الشكر ووزيرها معالي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي على جهوده المتواصلة لتحسين الأداء وتطوير العمل.
ثم ألقى معالي وزير الحج الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها:
بادئ ذي بدء أود أن أعبر عن خالص امتناني أن التقي وإياكم على هذا الصعيد الطيب وفي إطار شأن عظيم هو أساس في مركز اهتمام ولاة الأمر - وفقهم الله - وذلك منذ عهد المؤسس العاهل الكبير جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ومن ثم خلفاؤه من بعده الذين ساروا على نهجه بكل ما أوتوا من قوة - رحمهم الله_ حتى هذا العهد الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسيدي سمو ولي عهده الأمين, وسيدي سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء_ حفظهم الله - حيث يبذلون الغالي والنفيس ويحشدون من الإمكانات البشرية والمادية لجعل الحج دائماً وأبداً سهلاً وميسراً لجميع قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك أوجه شكري للقائمين على شؤون صحيفة الجزيرة ممثلة في شخص سعادة رئيس التحرير الزميل الأستاذ خالد بن حمد المالك, الذي بادر لتنظيم هذا الملتقى بهدف إبراز الجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك ضمن عدة محاور وهي: - جهود دور وزارة الحج, دور الإعلام بموسم الحج, جهود أمانة العاصمة المقدسة.. وقد وفق فيما أشار إليه سعادته في كلمته من تعمق وجدية ومصداقية، كما أود أن أنوه بالتوفيق الذي حالف معالي الأخ الدكتور عبدالله عمر نصيف في إبراز المحاور الخمسة المتعلقة بشؤون الحج من تبادل الآراء والدور الكبير للإعلام وإثرائه ودور مؤسسات أرباب الطوائف والتعليمات واللوائح وأهمية العمل بها للجميع، وكذلك ما هو أهم دور المواطن تجاه ضيوف الرحمن، وهذا شيء طيب إلا أنه لا بد أن يكون من الواضح في الأذهان أن مجمل الخدمات والتنظيمات المتعلقة بشؤون الحج والحجاج تحكمها لجان على مستوى رفيع.. فهناك لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز التي تنبثق عنها لجنة الحج بالمدينة المنورة برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة.. وفي ذلك ما يبلور تحقيق مفهوم الأمن الشامل من خلال استراتيجية متكاملة الأركان تنطوي على مجموعة من الخطط التي تُسهم بها الجهات الحكومية والأهلية المعنية لكي يتمكن وفود الرحمن من أداء نسكهم وفق مراد الله عز وجل وأن يعودوا لأوطانهم سالمين غانمين فرحين بما تحقق لهم في هذه الرحلة الإيمانية.
وبالنسبة لاستقراء المحاور ذات الصلة يتضح بجلاء أنها متعددة الأبعاد.. ولذلك أرى من أجل إحكام التناول واتقاء التشعب في الطرح.. أن تخصص جلسة واحدة لكل محور وأعني بذلك بشكل خاص ما يتعلق بدور وزارة الحج والمؤسسات نطاق الإشراف.. وختاماً أكرر تحياتي وتقديري لجميع الحضور، متمنياً للجميع التوفيق لكل ما فيه الإسهام لتحقيق الصالح العام الذي هو رائد الجميع وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
****
المشاركون في الملتقى من الجزيرة:
الدكتور عبدالله الشهري المستشار الإعلامي - الدكتور محمد صالح الشهري
صلاح مخارش - عبيد الله الحازمي - عبدالله الزهراني - عبدالله دماس
سليمان وهيب - خالد الصبياني - فهد المشهوري - عمار الجبيري