Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/10/2009 G Issue 13547
السبت 12 ذو القعدة 1430   العدد  13547
خلال ورشة تدريبية علمية نظمها كرسي الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد بجامعة الإمام
د. بكار: أسلوب صناعة وعرض المحتوى وصياغة المضمون والتفاعلية أهم خصائص الإعلام الجديد

 

الجزيرة - أحمد الجاسر :

أكد المدير العام للإعلام الجديد بمجموعة mbc د. عمار بكار أن الإعلام الجديد جزء من حياتنا اليومية، وليس بغريب على الجيل الحالي، موضحاً أن المستجد فيه اعتماده على تقنيات جديدة، تشمل الإنترنت وأي تقنية حديثة تدخل ضمن نطاق الإعلام الجديد.

وأرجع خلال ورشة علمية بعنوان: (الخصائص المهنية للإعلام الجديد)، التي نظمها كرسي صحيفة الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد، بالتعاون مع كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مساء الأحد الماضي، في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات والتعليم المستمر بالمدينة الجامعية، أسباب ولادة هذا النوع من الإعلام، وإقبال الجيل الحالي عليه بشغف وتفاعله معه بقوة، لامتعاض جمهور وسائل الإعلام التقليدية من تتبع آراء المعلن، والجمهور الأكبر، وكذلك رفضها الديمقراطية وقتلها الأقليات.

وبيّن: إننا كإعلاميين أساتذة وطلاباً وممارسين، ننظر للإعلام الجديد من وجهة نظرنا كمتخصصين في مجال الإعلام، أنه إعلام جديد تفاعلي، ولدى الجمهور القدرة على التفاعل مع المواد الخبرية، كما أنه لحظي ويتمتع بسرعة عالية في تغطية الحدث لحظة وقوعه ومن مكانه مباشرة.

وأوضح أن الإعلام بطبيعته يهتم بالنخب والمشاهير والمسؤولين والشخصيات وصنّاع القرار السياسي والاقتصادي، وكذلك رجال الأعمال، ويهمش الإنسان البسيط إلاّ في حالات نادرة كالحوادث وغيرها، إلا أن الإعلام الجديد يهتم بالبسطاء في المجتمع ويوليهم عناية بالغة.

وأكد أن الإعلام الجديد فتح فرصة كبيرة أمام المرأة للتحدث والمشاركة بفاعلية مع جميع من ما ينشر ويبث عبر هذه القنوات، كما أنه أشبع حاجتها في هذا الجانب، منوهاً بأنّ نسبة استخدام النساء للإنترنت تشهد ازدياداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وخصوصاً في السعودية.

وأرجع أسباب الزيادة المطردة والإقبال الشديد من قبل الشباب على استخدام تقنيات الاتصال الحديثة والمتطورة التي أحدثتها التكنولوجيا الرقمية، لدرجة الإدراك والوعي العالية لدى الجيل الجديد لآلية التعاطي مع التقنيات الحديثة، لافتاً إلى أن الفئة العمرية الأصغر سناً هي الأكثر تعاطياً للإعلام الجديد بخلاف كبار السن الأقل استخداماً للتقنيات الحديثة.

وعلل دفع مجموعة m b c ومدينة دبي الإعلامية تكاليف باهظة على برامج مواقعها الإلكترونية، لارتفاع نسبة عدد المشاهدين لتلك البرامج بشكل رهيب وكبير جداً، مشيراً إلى أن الإحصائيات كشفت عن أن عدد المشاهدين في الشهر يصل إلى 40 مليون مشاهد.

وحول أفضل أسلوب للكتابة في المواقع الإلكترونية، أوضح أن أفضل طريقة هي الإيجاز والحرص على توصيل المعلومة بشكل مباشر وأن تكون مركزة على احتياجات الناس، معللاً ذلك بأنّ الناس بطبيعتها قلقة ونشطة، وعندما تأتي إلى الموقع تشعر بنشاط كثيف، إلى جانب جودة عدة تطبيقات مفتوحة لديها كبرامج المحادثة (الماسنجر) والبريد الإلكتروني ومواقع مفضلة اعتادت على زياراتها باستمرار، مؤكداً أنها بحاجة إلى أساليب كتابة تدفعها إلى أن تقضي وقتاً أطول وهي تقرأ صفحة على الإنترنت، داعياً إلى أن يكون تخطيط الموقع سهلاً وبسيطاً.

وأكد أن مصمم المواقع الإلكترونية هو عدو المحرر على صفحات الإنترنت، معللاً ذلك لاختيار خلفيات داكنة وقوالب تصميم جذابة تحدث تبايناً في الألوان وتكسبها جمالاً على حساب المحتوى ومضمون المادة التحريرية مستقبلاً بعد تجهيز الموقع، والتي تضر بعين القارئ وجمهور الوسيلة، وبالتالي ينفر من الموقع.

وبيّن أن هناك أنماطاً من الخطوط المستخدمة عند الكتابة للصحف والمواقع الإخبارية على الإنترنت مرغوبة للتصميم ولكنها غير جميلة للعين، مؤكداً أن الخط الكبير مهم جداً لأن عين القارئ العربي اعتادت على أن لا تقرأ إلا الأحرف الكبيرة، بخلاف عين العالم الغربي والتي دائماً ما تفضل قراءة المواد المكتوبة بخط صغير.

وأكد أن المحتوى في الإعلام الجديد بحاجة إلى أن يكتب بطريقة تثير التفاعل، مضيفاً: (على المحرر أن يتذكر دائماً عند تحرير أي مادة أن يد القارئ على الفأرة (الماوس)، وفي أي لحظة ممكن أن يغادر الموقع عندما لا يجد ما يشبع رغبته).

وأشار إلى أن أفضل نموذج لنشر المواد الإخبارية والتحريرية على صفحات الإنترنت في الإعلام الجديد هو قالب الهرم المقلوب، مشيراً إلى أن عدداً من الباحثين يؤكدون أنه من غير الصالح أبداً الكتابة بغير هذا النمط من الكتابة، مضيفاً: (بل أنهم درجوا على ربطه بالإعلام الجديد وذلك بإعادة تسميته بالستايل الجديد).

وأوضح أن أسلوب القصة الإخبارية عند الكتابة للإنترنت رديء وغير مجدٍ البتة، وأن نسبة مقروئية المواد المكتوبة بهذا الأسلوب قليلة جداً في الصحافة الإلكترونية مقارنة بالورقية.

وقال إذا استطاع المتصفح من اللحظة الأولى أن يشعر بأنّ محرر المادة في الإعلام الجديد بذل جهداً في الموضوع فإنه سيدفعه للبقاء في الموقع وقراءة المادة بكاملها، وعندما يشعر بأن الموضوع أحد الموضوعات السريعة المطبوخة على عجل، والذي قد يكون في أصله بيان علاقات عامة اختلط به البيان الشخصي بالمعلومة، فإنّ ذلك سيدفعه للخروج من الموقع فوراً وعدم المكوث فيه لفترة طويلة.

ويرى د. بكار أنه من المفترض أن يتم تحديث الأخبار والمواد المنشورة في الصحف الإلكترونية بشكل يومي، حتى يحافظ كل خبر أو نص على قيمته، وقال: أحياناً قد تضطر إدارة الصحيفة إلى التحديث بسبب تعليقات القراء وتفاعلهم مع المادة الخبرية.

وشدد على وجوب كتابة عناوين المواد الإخبارية بدقة عالية وعناية فائقة في الصحف الإلكترونية، معللاً ذلك بأنّ العنوان هو المعيار الرئيس الذي يحدد للجمهور المتلقي للرسالة ما يقرأ وما لا يقرأ، بخلاف الصحف الورقية والتي تتميز بفرد مساحة وصور معبرة تسهم في جذب القارئ.

وقال إن الأخطاء اللغوية من الأشياء الأساسية التي تترك أثراً سلبياً على الموقع، وأن تحرير حارس البوابة لتعليقات القراء على المواد المنشورة يقضي علي قيمتها ويفقدها قيمة التفاعل، مضيفاً: (أرى أن أفضل حل إما نشر التعليق كما ورد من الجمهور المتلقي أو حذفه من جذوره).

وحول أهم ميزات الإنترنت، بيّن د. بكار أنه يزود الباحثين بإحصائيات عالية، ويساعدهم في إمكانية التعرف على معدل ما يقضيه الناس على صفحة واحدة من صفحات الموقع من خلال الإحصاءات الخاصة بذلك، وكذلك ما يقضيه متصفحو الموقع في جزء معين منه.

وقال إذا وجد صاحب الموقع أن هذا المعدل أقل من دقيقة فهذا يدل على فشل في الكتابة للإنترنت، وإذا كان دقيقتين ونصف الدقيقة فهو قريب من المعدل المطلوب، أما إذا ارتفع لأربع دقائق أو خمس دقائق فأكثر، فإن ذلك يعد إنجازاً حقيقياً في جذب الناس لقراءة ما يكتب على الإنترنت.

وفضّل د. بكار تلوين عدد من الكلمات الافتتاحية في عناوين الإنترنت، مع مراعاة عدم الإفراط في هذا الأمر حتى لا يصبح النص ملوناً، والاهتمام بالعناوين الجانبية، وذلك بأن تكون مفيدة وليست جذابة، منوهاً بأن العناوين الفرعية في الصحافة الورقية عادةً ما تكون جذابة، ولكنها غير مجدية في مجال الإنترنت، لافتاً إلى أنها مفيدة في فهم هيكلة الموضوع.

إلى ذلك أوضح أستاذ الإعلام أستاذ كرسي الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ. د. عبد الله بن محمد الرفاعي، أنّ أهم سمة في الإعلام أنه مفتوح، مشيراً إلى كثير من الصحف الإلكترونية تبدأ بنشر مادتها الإخبارية، ويشارك فيها الجمهور بإضافة معلومة أو تصحيحها.

وأضاف: (أعتقد أن الإعلام الجديد هو عودة إلى الجذور والبساطة والشفافية والانطلاقة)، مؤكداً الحاجة إلى قليل من الوقت حتى تبرز هذه السمات بشكل جلي وواضح جداً.

وبيّن أ. د. الرفاعي أن الإعلام الجديد ينجح متى ما لامس احتياجات الإنسان البسيط، داعياً الإعلام الجديد إلى التركيز على البسطاء في المجتمع، والبعد عن الفئات النخبوية، مؤكداً أن النخبوية أزلية وموجودة منذ القدم وحتى الآن وستظل قائمة إلى أجل غير مسمى، موضحاً أنها سنّة الله في الحياة منذ أن خلق الكون.

ونفى افتقار الإعلام القديم للتفاعلية، مؤكداً وجودها ولكنها بطيئة، مبيناً أن رتمها في الصحافة أكثر وأسرع في التلفزيون، لكنها لا تقارن بالتفاعل اللحظي الذي يتميز به الإعلام الجديد.

وأكد أن الإعلام الورقي في طريقه إلى الانحسار، مشيراً إلى أن دراسات عليمة حديثة تؤكد قرب اختفائها في المملكة إذا لم تواكب الإعلام الجديد.

لقطات :

* حضر الورشة نائب رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ عبد الوهاب القحطاني ومجموعة كبيرة من الزملاء في أقسام التحرير والإدارة بمؤسسة الجزيرة للصحافة.

* عدد من أساتذة الإعلام من داخل جامعة الإمام وخارجها حضروا الورشة وشاركوا في المداخلات مع المتحدث الرئيس للورشة د. بكار.

* شارك في حضور الورشة بعض المحررين والإعلاميين في عدة صحف ومواقع إليكترونية.

* الدكتور عبد الله الرفاعي والأستاذ عبد الوهاب القحطاني كانا سعيدين بالحضور الكبير للورشة من جانب الأكاديميين والطلاب والمهتمين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد