الجزيرة - عبدالرحمن السهلي وعبدالله البراك - تصوير - مشعل القدير
انطلقت مطلع هذا الأسبوع أولى مراحل ورش العمل التي تعقدها هيئة سوق المالية بالتعاون مع شركة مونترهاوس لاستطلاع آراء المستثمرين عن واقع الإفصاح المستمر للشركات المدرجة بالسوق المالية والجوانب التي تحتاج إلى تطوير ودور الهيئة تنظيميا ورقابيا في تحقيق ذلك.
وستشمل الورش جميع مناطق المملكة خلال الفترة القادمة وتتميز بتوجيهها لجمهور المتعاملين بالسوق المالية بغض النضر عن الجنس أو المؤهل التعليمي أو العمر ولوحظ أنها تستهدف الدراسة جميع الشرائح دون استثناء هذا ما أوضحه الدكتور محمد بن سلطان السهلي أستاذ المحاسبة في جامعة الملك سعود عضو فريق الدراسة.
وارتكزت أعمال الورشة التي حضرها مجموعه كبيرة من المتداولين استبانه تقيس أراء المستثمرين تجاه واقع إفصاح الشركات وجاءت الاستبانة التي حصلت الجزيرة على نسخة منها في سبعة محاور رئيسية حيث ارتكز المحور الأول على أهمية الإفصاح وتأثيره في اتخاذ القرارات الاستثمارية فيما ركز المحور الثاني على قياس إلمام المستثمرين بالقوانين والأنظمة المتعلقة بالإفصاح وجاء المحور الثالث ليستطلع أراء المستثمرين حول الإفصاح المستمر والتطورات والأحداث الجوهرية وجاءت بقية المحاور لاستطلاع الآراء حول تقارير مجالس الإدارة ومعوقات الإفصاح ودور الهيئة تجاه الإفصاح أما المحور الأخير فجاء ليثبت أن هذه الاستبانة موجهة إلى جميع المتداولين فالفقرة الأولى لتحديد العمر والثانية لتحديد الجنس والثالثة لتحديد الوظيفة وكانت الفقرة الرابعة لتحديد مستوى الدخل الشهري أما الفقرة الخامسة لتحديد المؤهل العلمي والسادسة للحالة الاجتماعية وكانت السابعة لعدد سنوات الاستثمار في السوق المالية أما الفقرة الثامنة فقد اختصت بحجم المحفظة والتاسعة تهتم بآلية الاستثمار هل هي مباشرة أم عن طريق أشخاص مرخص لهم.
وعقب أن شرح الدكتور السهلي آلية تعبئة الاستبانة أوضح للمشاركين أن بإمكانهم كتابة أي مقترحات أو مرئيات حول الإفصاح للاستفادة منها في الدراسة.
وحول تصميم الاستبيان قال السهلي أن تصميمه اخذ الجانب العلمي في آلية إعداد مثل هذه الدراسات فبعض الأسئلة وان كانت لدى البعض بديهية أوانه يراها مكررة لكنها تكون بالغة الأهمية بالنسبة للمحللين في الدراسة ويمكن أن يستدل بها إلى نقاط أخرى. وبين ان الدراسة لا تهتم بالسؤال لوحدة ولكن هذا السؤال فقرة في موضوع كامل لذلك عند الانتقال إلى مرحلة التحليل تختلف الأهمية فتجد هناك اختلافات في حجم الاستثمار والمحفظة المالية وكذلك في اختلاف المؤهل العلمي.
وعند سؤاله عن أن بعض الأسئلة مرتبطة ببعضها البعض وقد تصل إلى التكرار حيث لوحظ أن البيانات الجوهرية التي تتعلق بالتطورات والأحداث الهامة للشركة جاءت كفقرة في المحور الأول وكذلك تكررت في المحور الأول مرة أخرى والمحور الثاني والمحور الثالث قال السهلي أن هذه الفقرات تزيد درجة مصداقية الإجابة على الأسئلة السابقة فإذا كانت إجابته على سبيل المثال مهمة تجده يؤكد درجة أهميتها في السؤال الثاني وهكذا وهي للتأكد من درجة أهميتها.
وقال السهلي إن الاستبانة عند إعدادها اخذ بالاعتبار أنها موجهه لجميع المستثمرين بمختلف شرائحهم وخلفياتهم المالية والعلمية فلا نستطيع إلا أن نأخذ بالاعتبار الأسئلة العامة ذات الغرض العام الملبي لاحتياج الأغلبية.
مشيرا إلى أن الجوانب التي تغطيها الدراسة تهتم بالإفصاح المستمر المتعلق بالأحداث اليومية المرتبطة بعمل الشركة وهناك جوانب أخرى لا يغطيها هذا الاستبيان لأنها ستطرق من جانب آخر والنقطة الثانية حول تصميم الاستبيان فقد تم على أسس علمية حيث عرض على مختصون بالمحاسبة والمالية والإحصاء وكذلك المستثمرون وعند تصفح الاستبيان تجد بعض الأسئلة تكون فقرة في محور ومن ثم تنتقل إلى أن تكون محور كامل وبعض الأسئلة تجدها تطرح لمرة واحدة وذلك بسبب تغطيتها بالإفصاح السنوي أوفي الإفصاح المحاسبي.
وعلل السهلي نوعية الأسئلة في الاستبانة إلى أن الإفصاحات السنوية تحكمها المعايير المحاسبية فتلك الإفصاحات محكومة بإطار نظامي واضح ولكننا هنا تدرس النقاط التي لم يحتويها إطار نظامي محدد وتحتاج لتطوير في المستقبل.
وعن أماكن إجراء هذه الدراسة قال السهلي أن هذه الورش ستغطي جميع مناطق المملكة وتم تحديد مواقع هذه الورش بناء على التوزيع السكاني وتم اختيار المدن الرئيسية، وبين أن فريقا سيجمع المعلومات ويحللها ومن ثم تقديم النتائج ومناقشتها مع هيئة السوق المالية وما بعد ذلك فهو من اختصاص الهيئة.
وعن الفترة المتوقعة لإنجاز هذه الدراسة قال حسب التفاعل في اليوم الأول فقد تجاوز عدد الحضور الرقم المستهدف ولكن عن الفترة المتوقعة لإجراء الدراسة فهذا مالا استطيع الإجابة عليه في الوقت الحالي ويجب أن تعطى فترة الدراسة وقتها الكامل لنصل إلى النتائج المرجوة وحسب توقعي الشخصي أنها لن تتجاوز الستة أشهر.
وعن أن الدراسة لم تحتوي المختصين بالسوق المالية قال السهلي أن هناك دراسة أخرى تختص بمدراء المحافظ وهذه تم توجيهها إلى مدراء المحافظ مباشرة عن طريق قاعدة المعلومات والبيانات الموجودة حاليا،وعن نزعة بعض المستثمرين المشمولين بالاستبيان إلى انتقاد هيئة السوق المالية قال السهلي الاستبيان هدفه واضح والمطلع على الاستمارة يجد أن هناك مساحات لإبداء الرأي كتابيا وهذه الآراء ستجمع وستنقل إلى الهيئة.
من جانبه قال الدكتور صالح الحربي أستاذ التمويل في جامعة الملك سعود وعضو فريق الدراسة أن الهيئة أجرت هذه الدراسة لأن هناك العديد من المستثمرين لهم وجهات نظر قد لا تتفق في بعض الإجراءات التي قامت بها والآن دور الهيئة تجاه هؤلاء المستثمرين هو استطلاع لرأيهم وهل هم على اطلاع بكل هذه اللوائح أم أن هذه الشكاوى مبنية على جهل بالأنظمة واللوائح وهل من وجه اللوم تجاه الهيئة قام بالاطلاع على أنظمتها ولوائحها ووجد أنها ناقصة ولا تلبي متطلبات المستثمرين وهذا دور الهيئة الذي تقوم به الآن.
الجدير بالذكر أنه تم عقد ورشتين من أصل أربع ورش في مدينة الرياض في فندق الإنتركونتيننتال، وستعقد الاثنتين الأخريين يوم الأحد 1 نوفمبر والثلاثاء 3 نوفمبر، ومن المتوقع أن يحضر هذه الورش عدد من المستثمرين والمستثمرات التي وجهت لهم دعوات شخصية للمشاركة في فعاليات هذه الورش، وبالإضافة إلى الورش التي ستعقد في الرياض، فإنه سيتم عقد ورش أخرى في مدينة جدة والخبر لنفس الغرض. وتأتي هذه الورش في إطار اهتمام هيئة السوق المالية برفع مستوى الإفصاح في السوق المالية، وإدراكاً منها لأهمية توفير المعلومات إلى المستثمرين والتعرف على آرائهم وانطباعاتهم عن واقع الإفصاح وإشراكهم في عملية تطوير المستوى الإجرائي للسوق ورفع كفاءة السوق المالية من خلال في تنظيم عملية الإفصاح والرقابة عليها.