ثامر بن فهد السعيد(*)
جاءت نتائج قطاع البتروكيماويات للتسعة أشهر من العام الحالي 2009 بالمقارنة مع التسعة أشهر من العام الماضي 2008 متراجعة بنسبة كبيرة بلغت 81% تظهر مدى التأثر بالأزمة المالية العالمية التي جابت آثارها أنحاء العالم حيث بلغت الأرباح الإجمالي لقطاع البتروكيماويات للتسعة أشهر الأولى من العام الحالي 5.4 مليار ريال بمقارنتها بأرباح الفترة المماثلة من العام الماضي والتي بلغت 28.8 مليار ريال وهذه الأرقام كفيلة بإظهار التأثير الأزمة المالية على شركات هذا القطاع سواء كان ذلك بانخفاض المبيعات وتراجع الطلب أو انخفاض القيم السوقية للمنتجات هذه الشركات أو كانت متأثرة بالعوامل جميعها جراء ما حدث في الاقتصاد العالمي، أيضا قد شهد هذا القطاع ادراج شركة جديدة مؤثرة بحجم رأس مالها وهي شركة بتروكيم التي بدأت بإنشائها وحققت جراء ذلك خسائر غير تشغيلية، أما بقية شركات القطاع فمنها من لا يزال في طور الإنشاءات كشركة كيان وينساب ومنها من بدأ التشغيل التجاري كشركة الصحراء للبتروكيماويات وبالنظر إلى تفصيل الأداء لشركات قطاع الصناعات البتروكيماوية فقد كان التأثير الأكبر على مجمل النتائج بطبيعة الحال من شركة سابك وهي أيضا المؤثر الأكبر على السوق المالية السعودية ومؤشرها، حيث تراجعت أرباحها بنهاية الفترة إلى 4.4 مليار ريال منخفضة بنسبة 79%، ورغم هذا التراجع التي تظهره نسبة المقارنة في بين الفترتين إلى أن الأداء الربعي لقطاع الصناعات البتروكيماوية يظهر نموا وتحسنا في أدائه من ربع إلى ربع حيث شهد قطاع الصناعات البتروكيماوية في مجموع أرباحه للربع الأول خسارة بلغت 549 مليون ريال جراء استمرار التأثير القوي للأزمة المالية العالمية على أداء الشركات وخصوصا كان ذلك الربع هو الربع الأولى الذي تشهد فيه سابك خسارة منذ عدة سنوات حيث قارب خسائرها مستوى المليار ريال، وفي الربع الثاني من العام 2009 حقق قطاع البتروكيماويات قفزة في نتائجه بالمقارنة مع نتائج الربع الأول حيث خرج هذا القطاع من دائرة الخسارة إلى الربح بعد أن حققت شركات القطاع أرباحا ربعية بلغت 2.2 مليار ريال وأيضا جاء التأثير من سابك التي ربحت في الربع الثاني من العام الحالي 1.8 مليار ريال كما حققت عدد من الشركات قفزة في نتائجها بين الربعين (كما يظهر الجدول) وجاءت أيضا القفزة الثالثة هذا العام من خلال نتائج الشركات الربع الثالث 3.7 مليار ريال ويستدل من هذه القفزات في أرباح شركات القطاع إلى بداية تلاشي المؤثرات الخارجية أو العوامل التي ادت إلى تراجع الأرباح والذي بلغ 81% إلى أنه من الطبيعي أن العودة إلى المستويات السابقة ستحتاج إلى فترة زمنية قد توصف بالمتوسطة مع الأخذ في الاعتبار القفزة المتوقعة في مجموع الأرباح في الفترات القادمة بعد أن يتم التشغيل في جميع الشركات المدرجة في القطاع حديثا وأيضا التي لم تبدأ في الإنتاج حتى الآن، وأيضا تظهر أرقام وقيم المبيعات التحسن المتسلسل الذي طرأ على قطاع البتروكيماويات من الربع الرابع من العام 2008 وحتى الربع الثالث من العام الحالي حيث بلغت قيمة المبيعات للربع الثالث 41.365 مليار ريال مقابل 28.8 مليار ريال للربع الأول من العام الحالي، وفي حال استمرت التحسن في الطلب وفي أسعار المنتجات خلال الفترة القادمة والربع الرابع تحديدا قد نشهد تواصل النمو في المبيعات وهو ما سينعكس نمو الأرباح خلال الربع الأخير من العام الحالي خصوصا مع مواصلة النمو في الأرباح للثلاثة أرباع الماضية من العام الحالي .
(*) محلل أسواق مالية