Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/10/2009 G Issue 13545
الخميس 10 ذو القعدة 1430   العدد  13545
نظرية الملاعب المفتوحة

 

لا يمكن لأي الشخص الدخول إلى ملاعب كرة القدم لدينا إلا أوقات المباريات الرسمية، والدخول يكون لحضور ومشاهدة المباراة لا للتمتع بالملعب والتجول في ردهاته وتصوير ورصد جوانب الإبداع فيه.

فالدرة استاد الملك فهد الدولي يعتبر من المظاهر الحضارية لدينا وهو الدرة الهندسية ذات الطابع الفريد وبالشكل الهندسي الأخاذ.. فهذه المنشأة لا يمكن الاطلاع عليها والتجول فيها لأي سبب إلا أن تأتي مع جهة قد نسقت مع إدارة الاستاد بطرق معقدة ويجب أن تكون قد أخذت موعدا مسبقا للتواجد وأخذ صورة كاملة عن كيفية إدارة هذه المنشأة وبدايتها والإنجازات التي حققت فيها.

في المقابل تجد أعظم الملاعب وأقدمها وأفضلها أيضا يفتح أبوابه للجماهير للتجول والتصوير في ردهات تلك المنشآت فملعب (الماراكانا) الشهير في البرازيل وملعب (النوكامب) في برشلونة و(السانتياجو برنابيو) في مدريد وكل ملاعب الدنيا تفتح أبوابها لاستقبال السياح الذين يرغبون في التجول في أرجاء الملعب فتجدهم يدخلون لأماكن التصوير وغرف اللاعبين وأماكن الإعلاميين والاطلاع على المنصات وما تقدمه لكبار الشخصيات من خدمات.

هناك أشخاص يتمنى الدخول إلى استاد الملك فهد في غير وقت المباريات يشاهد هذه المنشأة ويطلع عليها عن قرب ولكنه لا يود الدخول وقت المباريات ولا يحب صخب الملاعب وكثرة الجماهير, فهم يودون التجول من مكان إلى آخر في هذه الدرة المعمارية مع مرشد من إدارة الملعب ليطلعهم عن ما يدور وعن كيفية إدارة تلك الأعداد من الجماهير وعن خدماتها المقدمة للصحفيين والشخصيات المدعوة في المناسبات التي تحتضنها هذه الدرة.

فلو قدر وفتحت أبواب الملعب ليومين أسبوعياً بحيث يصبح أمر اطلاع الجماهير عليه -في غير أوقات المباريات- أعتقد أن الفكرة ستتطور وستقوم الأندية بعرض البضائع الخاصة بها وستظهر جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب وستكون الجهات الداعمة والشركات الراعية مدخلا جديدا للمنشأة؛ فالكل يحاول تسويق ما لديه وبأي طريقة، وفي هذه الزيارات للملاعب سيحاول الجميع استمالة الحضور للركن الذي تقف عليه منشأته؛ فالأندية ستعرض ما يباع على الجمهور وبطريقة تسويقية تحاكي الأوروبيين في إدارة أنديتهم، كما أن الشركات الراعية ستولي الجماهير أهمية كبيرة وستقدم لهم الكثير من العروض. والمستفيد أولاً وأخيراً هي المنشأة الحاضنة لهذا التجمع وفي حالتنا هذه تكون الجهة المستفيدة هي هذا الاستاد العظيم.

إن طرح مثل هذه الفكرة وتبنيها وتسويقها سيمد دخلا جيداً حسب التوقعات التسويقية وحسب قراءة تجارب الأندية الأخرى في نفس الموضوع، وسيجعلنا أكثر استفادة من منشآتنا وأكثر وعيا بأهميتها وبأهمية جعلها بين يدي الجمهور بطريقة استثمارية ذات مردود إيجابي في إثراء الحركة الرياضية وتطويرها وبيان ما أنجزته الجهات المسؤولة عن رياضتنا فيما مضى مما لا يعلمه حديثو السن من أبناء مملكتنا الحبيبة.

الفكرة أخاذة وجعلها في حيز التنفيذ من الأولويات التي يجب على استاد الملك فهد تبنيها وطرحها للجمهور.

عبدالله حسن الغنمي





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد