«الجزيرة»- منيرة المشخص
طالب المشاركون والحضور عقب اختتام المؤتمر الوطني الثاني للجودة في التعليم العالي والذي جاء بعنوان: (أنظمة الجودة الداخلية بمؤسسات التعليم فوق الثانوي والتطلعات) مساء أمس الأول الثلاثاء في فندق الإنتركنتننتال والذي كان برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبتنظيم من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي بتفعيل ما تم طرحة من أوراق عمل وآراء للنهوض بالتعليم العالي وبتطبيق معايير الجودة العالمية ونشر ثقافة الجودة بين الأكاديميين والطلاب على حد سواء كذلك بإزالة المعوقات بكافة أنواعها سواء البشرية أو المادية أو المعنوية التي تقف حائلا بين النهوض وتطبيق أنظمة المعايير وبين النهوض بالتعليم ما بعد الثانوي وما بعد الجامعي.
«الجزيرة»التقت بعدد من الحاضرات
فتحدثت لنا بداية الدكتورة إقبال زين العابدين درندري المستشارة بالهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد، وعضو اللجنة المنظمة واللجنة العلمية بالمؤتمر الثاني للجودة في التعليم العالي فقالت: هذا المؤتمر يواكب احتياجات الجامعات ومؤسسات التعليم فوق الثانوي بالمملكة حيث قطعنا مشوار التوعية ونشر ثقافة الجودة بشكل عام ونحن الآن أمام تحدي بناء أنظمة للجودة داخل الجامعات بناء على التجارب العالمية آخذين في الاعتبار خصوصيات نظمنا المحلية.
وتضيف الدكتورة إقبال: لذا ركزنا في هذا المؤتمر على أن يكون المتحدثين ممن لهم خبرات وباع طويل في مجال بناء أنظمة الجامعات ومسؤولية مساعدة الدول في بناء أنظمة جودة للجامعات وحرصنا أن تتنوع الخبرات والدول. وعرضت تجارب في التخطيط الاستراتيجي لضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي ودور الجودة ومراكز الجودة، كما عرضت التجارب المحلية والدولية في تأسيس أنظمة الجودة وهيكلة الجامعات، وعمليات التقويم للأداء وللمخرجات وأنظمة المؤشرات وتحليل الأدلة والبراهين. والمأمول هو أن تدمج هذه الإجراءات والعمليات للجودة في الأنشطة اليومية للمؤسسات التعليمية.
وتواصل درندري حديثها قائلة: ومن المهم أن نفكر في الهدف من الجودة والاعتماد وهو التحسين المستمر و النظر إلى الجودة على أنها رحلة ونحن في بداياتها ودائما نحتاج إلى تجهيزات في بداية هذه الرحلة مما قد يستغرق وقتا ولكن بعد ذلك تكون الرحلة أسهل. نحن بهذا المؤتمر نشجع الجامعات على أن تقيم أين هي الآن في تطبيق نظم الجودة، وأين تريد أن تكون، وأن تضع خطط عمل لتحصيل ذلك عن طريق الاطلاع على أفضل الخبرات العالمية والمحلية والاستفادة من أفضل الممارسات الجيدة الفعالة (المقارنات المرجعية benchmarking). وفي هذه الرحلة تحتاج الجامعات بالتأكيد لوضوح في الرؤية، والهدف من الجودة، كما تحتاج لقيادة فعالة على كل المستويات. وفي توضيح منها حول الأدوات التي يمكن النهوض من خلالها بالتعليم الأكاديمي والوصول به إلى مصاف متقدمة في التصنيف العالمي قالت: أعتقد أننا ينبغي أن نركز على ركائز الجودة الأساسية، دون ربطها بالتصنيفات العالمية، للآن هذه التصنيفات تركز على جوانب تنافسية عالمية في عناصر محدودة وضعت لأهداف تخدم هذه الدول التي وجدت فيها. وأن يتم التركيز حاليا على التعاون بين الجامعات أكثر من التنافس لأننا في بداية مشوار الجودة كما قلت. وتختم حديثها قائلة: نحن نحتاج أولا وأخرا التركيز على برامجنا التعليمية ونواتج التعلم وعمليات التعلم والتعليم وجميع ما يدعمها لنخرج بطالب قادر على المنافسة العالمية آخذين في الاعتبار البناء المتكامل للطالب بحيث لا تكون العلية عملية تلقين معلومات بقدر ما تكون إعداد له في جوانب المعارف والمهارات والكفاءات اللازمة لعالم اليوم ولأسواق العمل. هذه هي الرسالة الأولى لأي جامعة أو مؤسسة تعليمية. كذلك نحن بحاجة للتركيز على مستوى أعضاء هيئة التدريس وإعدادهم وتدريبهم بمستويات عالية لأنهم هم ثروة الجامعات والمعنيون الأساسيون بكل عمليات التعلم والتعليم والجودة. كذلك الحرص على مستوى الأبحاث بالنسبة للمؤسسات التعليمية التي تعنى بالبحث العلمي كأحد أهدافها.