Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/10/2009 G Issue 13545
الخميس 10 ذو القعدة 1430   العدد  13545
نظمتها الأمانة العامة لجائزة نايف
الرئيس العام لشؤون الحرمين ووزير الثقافة والإعلام يشاركان في ندوة عن الملك عبدالله

 

المدينة المنورة - مروان عمر قصاص

نظمت الأمانة العامة لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة مساء أمس الأول الثلاثاء بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ندوة بعنوان (جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في المحافظة على وحدة الأمة).

شارك فيها كل من معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وذلك في إطار النشاط العلمي والثقافي لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة لعام 1430-1431 هـ.

بدأت الندوة بمحاضرة لمعالي الشيخ الحصين رحب فيها بالحضور وشكر الأمانة العامة لجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز لإتاحة الفرصة للمشاركة من خلال هذه الندوة والتي تعنى بجهود المليك المفدى في المحافظة على وحدة الأمة موضحا موضوع الندوة والتي تركز على جهود إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في المحافظة على وحدة الأمة يتناول ناحيتين الناحية النظرية العلمية والناحية العملية الواقعية التطبيقية فالناحية الأولى تهتم ببيان وإيضاح الأساس الفلسفي لجهود خادم الحرمين الشريفين وسندها الفكري ودوافعها العقلانية والنفسية والخلفية التاريخية لها، ثم كذلك النمط الشائع السائد في جهود خادم الحرمين الشريفين لوحدة الأمة مشيرا إلى أن وحدة الأمة سلاح إسلامي قوي لا مثيل له لان هذا المفهوم وجد بالإسلام وحده فالأمة هي علاقة الفرد بربه وعلاقة الفرد بأخيه الإنسان فالتوحيد ووحدة الأمة هما الأمران الأكثر أهمية في تنظيم علاقة الإنسان بربه فالفرقة تظل ضد الوحدة والنزاع والاختلاف ضد التوحد مشيرا في هذا الصدد إلى أن أول وحدة للمركز الإسلامي في عهد الدولة السعودية الأولى وهذا إن كان قد مر في فترة مؤقتة فان الناس قد عرفوا بالفرق بين الجاهلية وبين الإسلام ثم جاءت الفرصة الثمينة التي هي الآن نسعد بنعمائها، وهي عندما وحد الملك عبدالعزيز هذا الكيان وأعاد وضعه كما كان في عهد العصور الأولى فإذا كانت هناك خلفية عقدية وخلفية تاريخية لجهود خادم الحرمين الشريفين وهي لم تأت من فراغ، بل من عقيدة التوحيد الخالصة النقية وتوحيد الله هو توحيد للأمة وقد جاءت هذه الخلفية التاريخية لتثري الأساس الفكري لهذه الجهود.

عقب ذلك وجه معالي وزير الثقافة والإعلام في بداية محاضرته شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز راعى جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة المباركة والتي قدم لها من وقته وماله وجهده ما حققته من أهداف نبيلة وسامية طوال السنوات التي قطعتها مشيدا بالجهود التي بذلتها الأمانة العامة للجائزة في إقامة هذه الندوة التي جعلت من جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- في المحافظة على وحدة الأمة هدف إنساني لها وهذا مقصد طيب في مثل هذه المناسبة المباركة.

وعد معاليه حديثه عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المحافظة على وحدة الأمة مهما ويطول الكلام فيه ويتشعب وهو حديث لن يبلغ قصده ولن يصل غايته واصفا الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرجل الذي اجتمعت في شخصيته عوامل هيأته لكي ينهض بما نهض به من مهام جليلة في خدمة وطنه وأمته العربية والإسلامية مضيفا انه يحاول أن يتلمس ما يمكن أن يعتبر مفتاحا لهذه الشخصية أو الصورة أو العلامات التي يمكن من خلالها الوقوف علي ملامح هذه الشخصية العالمية. ومضى معالي وزير الثقافة والإعلام مشيرا انه ليس له من مدخل إلى دراسة جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المحافظة على وحدة الأمة سوى هذا المدخل وذلك لان هذا الدور الذي يتم التحدث عنه اليوم بارز وماثل في كل ما أخذ به من شئون العمل السياسي والتنموي ممتدحا الدور الذي يقوم به -حفظه الله- من مهام سياسية ووطنية أنيطت بخادم الحرمين الشريفين موضحا أن مفتاح شخصية خادم الحرمين الشريفين يمتد إلى سنوات النشأة الأولى ومرورا بهذه الحقبة التاريخية التي قطعها والتي تنحصر في نشأته في كنف والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ونشأته العربية الخالصة وتربيته الدينية فلقد أسهمت ظروف النشأة أن يكون الملك عبدالله الذي فقد والدته رحمها الله صغيرا مما جعله أكثر قربا من والده الذي منحه من العطف والحنان مما يحاول أن يخفف به عن ابنه مرارة فقد الأم الحانية فشعر عبدالله بن عبدالعزيز بهذه الأبوة الحانية تغمر كيانه، وهذا ما جعله قريبا من الأحداث التاريخية التي عايشها معاينة وهو يقرأ بنظره الثاقب كيف يعالج والده الملك عبدالعزيز رحمه الله شؤون الحكم وكيف يستقبل من قصده من أبناء شعبه وكيف يلتقي زعماء العالم من العرب والمسلمين وغيرهم وأتيحت له في شبابه المبكر أن يطلع علي رؤية والده لشئون أمته وكانت رحلته إلى مصر مصاحبا والده الملك عبدالعزيز مناسبة عظيمة لكي يقف بنفسه على الأدوار السياسية التي سيرسمها له التاريخ فيما بعد، فكان أن استمد رؤيته السياسية من الفلسفة السياسية التي عرفها في أبيه شابا وهي إن قضايا الأمة العربية والإسلامية جزء أساسي في سياسية بلده وان الأدوار التي تقوم بها بلاده هي المسؤولية التاريخية التي اختارها الله تبارك وتعالى لها دون غيرها من بلدان العالم الإسلامي.

وعن نشأة خادم الحرمين الشريفين العربية الخالصة وصف معالي وزير الثقافة والإعلام ملامح أساسية في تكون شخصيته فقد أتيح له وقد كان قريبا من والده أن يقف على طبيعة بلاده وهي مهد العرب وان الصحراء العربية طموحه وأمنياته وشوقه ولقد كانت الصحراء معه وفية واضحة ومنحته الصفاء والوضوح في الرؤية والصدق وهي هذه الصفات التي اجمع العارفون لخادم الحرمين الشريفين إن غدت طبعا وجبلا في شخصيته وتكوينه ووهبته قيم الفروسية في أعلا ذراها أما نشأته الدينية فهي ظاهرة فيما اخذ بها نفسه منذ نشأته الأولى فالملك عبدالله بن عبدالعزيز مدين لهذه التربية الدينية بكثير من معالجته لشئون الحكم والسياسية وشجونهما وأضحى الدين بالنسبة إليه هاديا ومرشدا وسقفا للقيم التي يقيس بها مصاريف الحياة السياسية وتعامله مع أبناء شعبه وإخوانه في العالمين العربي والإسلامي وقد عرف عنه في المحافل السياسية الدولية أن يتخذ الوضوح والمصارحة أسلوب له في تعاطيه مع الأحداث المحلية والإقليمية والدولية وخير دليل علي ذلك خطبه وكلماته التي ألقاها في العديد من المحافل العربية والإسلامية والدولية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد