مهما بلغنا من العلم سنظل في وجه الحضارة ومعالم الرقي والتطور تحت مظلة (عالم ثالث)..!! ذلك نظرا إلى محدودية معرفتنا وعدم إمكانية تفوقنا في الكثير من الأمور .. صعوبة حل الألغاز (الساذجة) التي تحيط بنا، والاكتفاء بهواية الحروف المتقاطعة! حتى زاد بنا الحال إلى تلك الدرجة التي رمينا بها كالجثث (العفنة).. تتلقانا الأقاويل ويتسم سلوكنا الذهني ما بين اتجاهين، واحد يسحبنا نحو الفضول والآخر نحو الشائعات... تسحقنا متاهة الإيمان والرأي والقبول والاعتراض والتفكير و(التكفير)..!!!! ربما يكون هناك قانون عام يجعلنا ك(مواطنين) تحت مظلة تشريع واضحة ومشتركة تحتكم لإرث إسلامي عريق.. تمزج بذلك ما بين السيادة والشعبية والحقوقية والفكرين (اليميني) و(اليساري) تحت رحمة حقوق الإنسان المختلقة من ال(شيء)..! تحتفظ الأحكام المبتعثة بشعور الفرح الخالي تماما من المصلحة المزيفة والالتصاق المبهج لفضيلة الخير الأخلاقي المتمركز بالروح الفردية............!!! تلك التي تندرج تحت لائحة الخير ومؤسساته الحرة. إنني أعلم جيدا بأننا نختلف عن (الحيوان) وبأننا لن ننقاد (للقطيع)! وأننا - وكما قال (أرنولد غاهلين) - خلافا للحيوان الذي يتأقلم مع محيطة والذي يعيش منقادا بغريزته بشكل عام. يعتبر الإنسان من الناحية البيولوجية كائن (النواقص)!!! من أجل ذلك لا بد للإنسان أن يخاف وأن يخاف بعنف أيضا.. لأنه وبسبب عدم تقبله وتأقلمه لواقعه المر معرض للانقراض..!!! هو مهدد بحقيقة وجوده واستمرارية تناسله..! انفتاحه على العالم سبب له الكثير من (الإنفلونزات).. التي أصبحت تشده نحو اتجاهين، إما أن يتقبل أن يموت أو أن يتقبل أن يستشهد! وكل هذه ال(أنات) لن تفيده بشيء.. بل اتركهم يختصمون وابتسم حتى النهاية، ستظل هناك الطوائف! لنجعل الأيام تثبت لنا ترنيمة (هيجل).. وجعل كل ما هو عقلي هو واقعي، وكل ما هو واقعي هو عقلي..! ولندحرج المعارضة على هضاب الموضوعية، ولنخرج الذاتية من دائرة العالم الخارجي..!! فلسنا الوحيدين الذين أضعنا طريق الوعي وأخفقنا بنهج العقلانية واختلط الروح والدين علينا! انتقلنا من الكينونة الصامتة إلى الكينونة المنعدمة.. ثم أغلقنا كل شيء بمنطقية (الفلاسفة)..!
يا صديقي يا صاحب العالم (الثالث) أغلق عينيك واستمتع بإقفال عقلك وضع لوحة صغيرة على جبينك.. اكتب عليها: أنا إنسان مغلق (للتحسينات)!!! اقفل النوافذ جيدا، وارتطم بالجدران الأربعة ثلاث مرات يوميا، ضع رأسك المرجوج على وسادتك السوداء، وأطلق العنان لمخيلتك، اجعلها حية بالأفكار غير المشروعة.. تصبح على حرية..!!
sara.alzonaidi@gmail.com