Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/10/2009 G Issue 13545
الخميس 10 ذو القعدة 1430   العدد  13545
الدراما الخليجية
أميرة القحطاني

 

كلما شاهدت مسلسلاً خليجياً تساءلت:

ألا يوجد لدينا كتّاب جيدون..؟ ألا توجد لدينا أسماء لامعة في مجال الأدب..؟ ألا يوجد لدينا كتّاب روايات رائعون وكتّاب قصص قصيرة أروع؟ ألا يستطيع هؤلاء كتابة أعمال درامية أو كوميدية تحاكي بعض الأعمال العربية الجميلة أو على الأقل تحترم عقلية المشاهد الخليجي؟

وأنا هنا لا أقصد التهجم على عمل خليجي محدد ولكنني كأي مشاهد أضع علامات استفهام وأتمنى أن يكون لها صدى على الأقل في المستقبل فجميع الأعمال الخليجية التي يتم تكديسها وحشرها في شهر رمضان أعمال لا تحمل أفكاراً تخدم المجتمع وليس بها حبكة درامية تشد المشاهد.

في طاش مثلاً توجد حلقات بها أفكار اجتماعية مهمة ولكن طريقة الطرح خالية من التشويق كحلقة التعليم مثلاً، هذه الحلقة طرحت بطريقة سريعة دون أحداث درامية محبوكة وكأنهم كانوا يريدون إيصال الموضوع إلى المشاهد وبحذر شديد خوفاً من ردة الفعل أما حلقة المقالب التي كانت تحدث بين الفنان ناصر والفنان عبد الله وكانت من جزأين فأعتقد أن عرضها على الشاشة كان خطأ لا يختلف علية اثنان، وأتساءل ما الذي ينقص هؤلاء الأساتذة الكبار والمحبوبين لدى المشاهد الخليجي من أن يتعاقدوا مع كاتب سعودي متخصص في كتابة الأعمال الأدبية (وليس كاتباً صحفياً أو كاتباً مبتدئاً ) لينهضوا بطريقة عرض الفكرة والارتقاء بمستوى العمل.

أما الأعمال الكويتية التي شاهدت بعض حلقاتها فهي مجرد تكرار ودوران في نفس الفراغ الذي تدور فيه الأحداث كل عام وما يتبقى في ذهن المشاهد منها هو كميات الأصباغ التي تمتلئ بها وجوه الممثلات سواء كن نائمات أو مريضات أو متوفيات!!

الأعمال الإماراتية ليس بها جديد والجديد جاء تقليداً لمسلسل عرض العام الفائت أو تكملة له كجزء ثان وثالث ورابع كمسلسل غشمشم مثلاً والذي لا أعلم لم تصر قناة دبي على عرضة كعمل كوميدي رغم ميوله إلى التهريج وهناك تكرر لأسماء معروفة أصبحت مملة بسبب افتقارها إلى النص مثل الفنانة يسرى والفنانة حياة الفهد.

في النهاية هناك أعمال كثيرة لا ترتقي للعرض ومع ذلك عرضت وحصد من خلالها أصحاب القنوات أرباحاً طائلة ولا أعرف السبب الذي يدفع التاجر إلى التعاقد مع قناة لعرض إعلاناته في مسلسل هابط أو مسلسل فاشل، حقيقة أنا هنا حائرة.. هل المشاهد الخليجي يحمل عقلية هابطة لذا تعرض له هذه النوعية من الأعمال أم أنا لا أميز بين العمل الجيد والعمل السيئ؟!

لدي سؤال أخير: ما الهدف من عرض مسلسل الأشرار (جزء أول وجزء ثان) والذي يؤكد في كل حلقة من حلقاته (أن السحر يستطيع تحويل الإنسان من شخص كامل الإرادة إلى شخص مسلوب الإرادة يسهل التحكم فيه وجرجرته كالخروف)؟! أليست هذه رسالة (تشجيع) إلى ناقصات وناقصي العقول للبحث عن السحرة والمشعوذين؟

وكل رمضان وأنتم بخير.



amerahj@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد