Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/10/2009 G Issue 13545
الخميس 10 ذو القعدة 1430   العدد  13545
الحبر الاخضر
معاناتنا بين يدي صاحبي المعالي (المالية والصحة)
د. عثمان العامر

 

المرض كلمة مرعبة، وحالة مفزعة، آلام وأسقام، أوجاع وأحزان، سهر وأنين، شوق وحنين، وتزداد المعاناة حين تُفقد الثقة بالطبيب، ويتناقل الناس سوء الحال، ويرى الزائر تردي الخدمات، ويكون المكان الذي يُفترض فيه أن يكون ملائماً لتلقي العلاج والرعاية والاهتمام هو بذاته جالب للكآبة وموطن للأمراض، وحتى نكون عملياً أكثر، ولكي لا يغلب التنظير على الفعل، ومن أجل ألاّ نتراشق الاتهامات، ويضيع الرجاء في وسط تراكمات الأوراق والتساؤلات، ويُفقد الأمل في خضم البيروقراطية القاتلة، حتى لا يكون هذا ولا ذاك هذه دعوة ليست شخصية ولا هي تشريفية ولا حتى كرم وإنما هي بإيجاز دعوة عمل جماعية يرفعها أهالي منطقة حائل لصاحب المعالي وزير المالية الموقر الذي يشهد له بالحرص والمواطنة والإخلاص، ووزير الصحة العزيز الذي عرف عنه الفصل ليس بين التوائم فقط بل بين الحق والباطل، بين الصالح والطالح، بين الخير والشر، دعوة صادقة ومن قبل محب أملاها الشعور بالواجب وثقل المسؤولية وشدة البلاء وتنوع المعاناة وعظم الرجاء وكيف لا يكون الرجاء عظيما والأمل كبيراً والتطلعات عريضة والطموحات لا حدود لها ونحن ننعم في المملكة العربية السعودية بقيادة مباركة حكيمة تولي المواطن كل اهتمامها خاصة عندما تكون المعاناة جاثمة على صدور المساكين الذين لا حول لهم ولا قوه، وعلى وجه أخص عندما تشدد هذه المعاناة ويتعلق الأمر بالبقاء على قيد الحياة..

لقد كانت زيارة معالي وزير الصحة السابق الدكتور: حمد المانع لمستشفى حائل القديم) - هكذا الاسم لدى الناس - ( القديم) منذ خمسين عاماً أو يزيد وعلى وجه التحديد منذ عام 1379ه، المهم أن تلك الزيارة المشهودة كانت بالنسبة له ولمن معه صدمة شديدة بل صاعقة أكيدة، وبالنسبة لنا أهالي المنطقة فتحاً مبيناً وبشيراً بين يدي واقع مرير، وكان القرار الفوري الذي صفق له الجميع ليس لأنه خارق ولا لكونه غير متوقع ولكن لأنه أصاب المفصل وفتح الباب على مصراعيه لغد مشرق وفجر صادق سيظهر في أفق أجا عما قريب، وخرج الناس جماعة وأفرادا ينتظرون رحيل عسعست الليل يرقبون الفجر وقد أقبل الصينيون ينجزون المهمة في عام وإذ بالفجر ليس هو الذي كانوا يأملون فانقلب البصر خاسئا وهو حسير، هكذا هي الحكاية بإيجاز، والأيام تمضي، وفي كل فجر قصة، وعند كل مساء رواية، وفي جنح الظلام أنين، وكم من المستضعفين طرقوا الأبواب، تقطعت بهم السبل، حارة أفكارهم، وأُنهكت قواهم، وكانت النهاية غصت ألم مازالت تقض مضاجع أولادهم وستنتقل إلى أحفادهم لا سمح الله، ولذا لا عجب أن تصبح الصيدليات كالبقالات في كل زاوية وبمواصفات مستوصفات، وأن تكون المستوصفات بمواصفات مستشفيات، ولا عجب أن تنتشر الأدوية الشعبية، بل والسحر والشعوذة والكهانة، وأن أبحث عن أم عبدالله المرأة العجوز التي تعالج الأطفال قبل أن أسأل عن الطبيب المختص الماهر فهو عملة نادرة وأشد منه المخ والأعصاب والصدر والقلب والسلسلة تطول، إن هؤلاء العجزة والمقعدين الذين يبحثون عن بصيص أمل في الحياة عبر رحلات متواصلة للرياض أو القصيم أو المدينة المنورة أو جدة أو حتى الأردن ومصر هم أمانة في عنق أصحاب القرار في وزارتي الصحة والمالية على وجه الخصوص وسيسألهم الله عنهم، ويعلم الله أنني لم أدون هذا النص الحزين والحكاية الأليمة إلا بعد أن وقفت على ما يندى له الجبين ورأيت وسمعت في مستشفيات المنطقة ما لا يرضاه أصحاب المعالي الوزراء ولا حتى مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة ولا مدير المستشفى الذي بذل جهده في إيصال الصورة الحقيقة لمن بيده القرار، بل إن الجميع يستنكره ولكنها (الحاجة، والإمكانيات، وترتيب الأولويات، وفتح المظاريف والترسيات) هكذا يقال ونحن نصدق ونرضى ولكننا بصدق ننتظر الفرج القريب، وهذا يتطلب قراراً سيادياً يقلب الطاولة وينقل البشرى لأبناء هذا الجزء من وطننا الحبيب وما ذلك على الله بعزيز، وثقة أهالي المنطقة بشخصكم الكريم معالي وزير الصحة الموقر، معالي وزير المالية العزيز وبمن هم تحت إدارتكم الموقرة كبير، والأمل يحدونا جميعا بأن يكون القرار ما نراه لا ما نسمعه حفظكم الله ورعاكم وسدد على الخير خطاكم وأجزل لكم المثوبة والأجر على ما قدمتم وما تقدمون خدمة للمواطن ورقياً بالوطن فنحن أهالي حائل نفخر ونفاخر بكم وندعوا لكم في ظهر الغيب ونثمن مقدماً حسن تعاونكم ونتمنى سرعة تجاوبكم.. ودمت عزيزاً يا وطني.

وإلى اللقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد