لأننا نفضل دائماً الحديث عن النتائج بعيداً عن الأسباب والمسببات، وعلى الخوض في المسائل القشرية في منأى عن الألباب، وعن الفروع دون الأصول.
** لذلك انحصر التركيز هذه الأيام في الحديث حول ظاهرة مرض انفلونزا الخنازير دون الحديث عن محاضنه التي هي (الخنازير)
** بمعنى أنه لو لم يكن ثمة كائنات اسمها الخنازير.. لم يعرف البشر مرضا اسمه انفلونزا الخنازير.. إلا ما شاء الله.
** وهذا هو دأبنا في التعامل مع كافة أنواع الانفلونزات والظواهر الوبائية، بما فيها الأخلاقية والسلوكية والفكرية الانحرافية وانتهاء بالانفلاتية.. باعتبارها من أهم الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي أثبتت الأيام قدرتها على تطوير أدواتها وعلى التفشي والانتشار بين الناس كانتشار النار في الهشيم.
** وبما أننا سلمنا علميا دون جدال بأن الخنازير هي المحاضن لهذا الداء الفتاك.. فإن من العقل والحكمة التسليم دون جدال أيضاً.. بأن لكل ظاهرة من الظواهر المذكورة آنفاً، وغيرها من الظواهر المماثلة محاضنها التي تنشأ وتتكون فيها.. ثم ما تلبث أن تتحول إلى أوبئة اجتماعية من شأنها النهش في جسد النسيج العام دون رحمة أو شفقة (؟!!).
** وما يحدث الآن من إساءات وتجاوزات سافرة بحق الصالح العام الرياضي، وبحق المجتمع ككل.. باعتبار هذا المجتمع مزيجا من منسوبي ومريدي الأندية الرياضية، وبناء عليه فإن هذا المزيج هو المكون العام للمجتمع حتى وإن حاول بعضهم القفز على هذه الحقيقة سعياً لإحداث بعض الشروخ والتفرقة بين هذه المكونات الراسخة رسوخ الجبال.
** أقول: إن ما يحدث في هذه المضامير.. ما هو إلا (انفلونزا) أشد فتكاً من انفلونزا الخنازير.. حتى وإن تم تنميق وتأطير تلك الممارسات بالمصطلحات القابلة للتمدد والانكماش مثل (الشفافية، والرأي الآخر - أي المضاد -، والحرية.. أو حتى التمترس خلف كلمة حق يراد بها باطل)، وغيرها من المتكآت التي يتم تكييفها حسب الأمزجة والأهداف (؟!).
ثلاثون وهماً لا ثلاثون عاماً؟!
** المتوترون والمكابرون.. كلما أراد الواحد منهم أن يسوغ لنفسه التطاول والاساءة للهلال بادر بالحديث عن ثلاثين عاماً من المعاناة المزعومة من الإعلام الهلالي المزعوم هو الآخر (؟!).
** ورغم أنهم ما انفكوا يديرون هذه الاسطوانة المشروخة منذ أكثر من عقد من الزمن، ورغم أن الأيام تمضي والسنوات تتعاقب.. إلا أنهم ظلوا أكثر تمسكاً بالرقم (30) كدلالة على ارتهانهم للقولبة والتعليب، وبالتالي عدم الإحساس بمضي الأيام، وأن الثلاثين المزعومة تزيد مع الأيام.. لذلك تخشبت أحاسيسهم بالزمن عند مرحلة إطلاق الأكذوبة، وسيظلون كذلك إلى ما شاء الله.
** أما مسألة المعاناة وما أدراك ما المعاناة.. فهي حقيقة لا يمكن إنكارها.. أما الحقيقة المؤكدة الأخرى.. فهي أنه لاناقة ولا جمل ولا ثور في تلك المعاناة.
** ذلك أن السنوات التي يتحدثون عنها.. مضافاً إليها السنوات التي لم يستطيعوا احتسابها أو استيعابها فوق (ثلاثينهم) بحكم عدم القدرة على الانعتاق من معضلة عدم الإحساس بالوقت.
** هي السنوات التي ظل زعيم آسيا يحصد خلالها الألقاب والإنجازات والأولويات الواحدة تلو الأخرى داخلياً وخارجياً.. في الوقت الذي انشغلوا هم طوال تلك السنوات بالتفنن في اختراع وصياغة الأعذار والمبررات أشكالا وألوانا (؟!!).
** هذا فضلاً عن الانشغال بحبك وتأليف الشائعات والمكائد ضد الهلال، ومحاولات تشويه انتصاراته وبطولاته.. أي أنهم تخلوا عن العمل على تحقيق البطولات وتفرغوا لمراقبة الهلال والكيد له.. وهذه حقائق شهد بها العقلاء منهم وأعلنوها على الملأ، وطالبوهم بالبحث عن مخارج أخرى غير تلك التي لم تعد تنطلي إلا عليهم وحدهم (؟!!).
** فالإعلام المحترم وغير الخانع.. لم يمنع فرقهم من الانتصارات والكسب.. ولم يهبط إلى أرض الملعب للعب في صفوف الهلال (؟!!).
** ولو كان الإعلام هو من يحقق الانتصارات والبطولات للفرق والأندية لحقق الفريق النصراوي - مثلاً - أكثر من عشر بطولات على الأقل خلال العقد الأخير، قياساً بتواجده الإعلامي الطاغي إلى درجة أن الفرق التي تحقق البطولات لا تحظى إلا بالنزر اليسير مما يحظى به من تواجد وزخم إعلامي عبر وسائله المختلفة (!!!).
** ثم إنه لا ذنب للهلال في كون هؤلاء قد فشلوا رغم تعاقب أجيالهم، ورغم محاولاتهم المستميتة في تدجين وتطويع الإعلام المحترم وتحويله إلى فرقة مسرحية مهمتها التطبيل ل(صوير) وتلميع (عوير)، واختلاق الأعذار والمبررات (للي ما فيه خير) على غرار فرقة نجيب (؟!!).
** ولأن هذا الإعلام المحترم صاحب مبدأ راسخ، ولم يلوث يده بقبض المخصصات والعيديات.. لذلك لم يتخلف يوماً عن الاحتفاء والاحتفال بأي منجز أو مناسبة تصب في مصلحة الكرة السعودية سواء داخلياً أو خارجياً دون منّة ودون إخضاع صاحب المنجز لعملية (هذا نادينا وذاك ناديهم) بعكس إعلام الاستراحات والفنادق الذي يقلبها مناحات (؟!!).
** إذن: المعاناة موجودة كما أسلفت، ولكنهم هم من اصطنعوها وكرسوها إلى أن أضحت قناعة وثقافة متوارثة ومسلّمة عبر الأجيال غرضها الهروب من الواقع والمسؤولية.. إلى اصطناع المعوقات الوهمية (!!).
** وإن أعطانا وأعطاكم الله العمر إلى عشر سنوات قادمة -إن شاء الله- فسأذكركم بأن الـ(30) عاماً.. أقصد الـ(30) وهماً.. ثابتة لم تتغير، وسيظلون يلوكونها على طريقة الببغاوات (؟!!).
بئس القول والقائل
** النادي الذي تأسس ونشأ لبنة لبنة على يد أحد أبناء الوطن الأقحاح.. فضلاً عن تعاقب كوكبة من أصحاب السمو الملكي والسمو الأمراء، وأصحاب المعالي والسعادة على رئاسته على مدى أكثر من نصف قرن.. ويضم في عضويته الشرفية أضعاف أضعافهم.. إلى أن تسيد أكبر قارات الدنيا.
** إذا كان هذا النادي بهؤلاء النخب والمكونات (حثالة).. فمن يا ترى يكون (الصفوة)..(؟؟!!).
** بئس القول الساقط، وبئس القائل الصفيق.
حكمة
بالأفعال يسمو الرجال لا بالأسماء.