في تعقيبه على الزملاء عبد الرحمن الأنصاري (إيلاف)، والجار محمد عبداللطيف آل الشيخ (الجزيرة)، وفهد الدغيثر (الوطن)، كان شاملاً ومفصلاً -أيضاً- لناحية معالجته لجملة من القضايا التي طرحت صحفياً قبل وبعد التعقيب الوزاري.
الدكتور عبدالعزيز خوجة أكد أن قرارات تحويل التلفاز والإذاعة ووكالة الأنباء إلى مؤسسات عامة، ليست مجرد وعود، إنما هي واقع قريب، نحو تحرير هذه القطاعات من العوائق الإدارية والمالية بهدف المزيد من التنافسية والمهنية، طبعا أهل المهنة يدركون أن ذلك سيعالج مشاكل عدة، من بينها الأوضاع الإدارية وتواضع الدخل والتدريب والتأهيل، كما مشكلة المتعاونين وتسرب الكفاءات.
ورد الوزير أعادني إلى مقال موسع نشرته قبل أربع سنوات، في نفس الموقع الإلكتروني حول (تفكيك وزارة الإعلام)، بعد الإشارة إلى التجارب الخليجية المشابهة، والواضح أننا أمام وزير لا يحتاج إلى إقناع بأهمية الخطوة وتأثيرها الإيجابي على أداء وحضور وإبداع المؤسسات الإعلامية الداخلية، فالوزير نفسه أشار بوضوح إلى أنه شخصياً ضد فكرة وزارة الإعلام كما نشأت في الاتحاد السوفييتي، وكما استنسختها بعض الدول لتوجيه الرأي العام أحياناً أو تضليله أحياناً أخرى، بل وتشويهه.
الجميل في الرد هو ترحيب وزير الإعلام بالنقد البناء ولو كان قاسياً، وبالنصيحة المخلصة ولو كانت مؤلمة، لذا أغتنم هذه الفرصة وأقول لمعاليه، إن وزارة الإعلام السعودي الحكومي تحتاج إلى جرعة هائلة من منشط حياة، وإلى برامج تأهيل وإعادة تأهيل لها نفس طويل واستثمار حقيقي في الابتعاث للتدريب والدراسة للعاملين في المهنة والقادمين الجدد.
نحن أمام رؤية أكثر موضوعية للأداء المتراجع للأجهزة الإعلامية المحلية، ابتداء من الإذاعات التي يسمع عنها ولا تسمع، والقنوات التلفزيوينة التي يمكن لها أن تكون أفضل حالاً، مروراً بوكالة الأنباء السعودية التي تنقصها المهنية الصحفية، وتقديم خدمات لتقارير إخبارية مصورة ومتلفزة عن البلاد، تتجاوز الخبر التقليدي، لتشمل توفير تقارير إخبارية متلفزة، يمكن أن تستفيد منها محطات تلفزيونية في تقاريرها ومحتواها.
فيما المؤسسات الصحفية التي تنمو وتترهل في نفس الوقت، تواجه تحديات ومخاطر كبيرة في ظل جمودها وأدائها الكلاسيكي، فهي بحاجة إلى دخول المرحلة الثالثة، مرحلة التحول إلى شركات مساهمة يمكنها التوسع الرأسمالي والدخول الجاد في مجالات الإعلام الجديد التي تهدد بقاءها، فالتعقيب الوزاري نشر على صحيفة إلكترونية.. وهي إشارة تستحق العودة.
إلى لقاء
* * *
nsarami@gmail.com