Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/10/2009 G Issue 13534
الأحد 29 شوال 1430   العدد  13534

لاتكونوا عونًا للشيطان على أخيكم..
عبدالعزيز الوطبان

 

الجميع يذكركيف كانت بدايات اللاعب الكبير، والكبير جدًا، يوسف بن ناصر الثنيان..هذا اللاعب الذي لم يختلف أبدًا اثنان على موهبته وعبقريته. شارك فريقه منتصف الثمانينيات الميلادية، وأثبت علو كعبه، أبهر الخليجيين في بطولة الخليج للأندية التي نظمها الهلال مجمعّة ولأول مرة عام 1406ه والتي كانت انطلاقته الخارجية بعد موسم محلي رائع؛ ليشكل قاعدة جماهيرية هائلة في تلك الدول. نذكر كيف كان تعامل الأمير الراحل عبدالله بن سعد - رحمه الله - مع يوسف، وكيف كان بعض اللاعبين يتذمرون من المعاملة الخاصة لهذا اللاعب، خاصة وأنه لطالما خرج على النص، وأحرج فريقه! لكن بُعْد نظر الراحل - رحمه الله - وحكمته، وحنكته الإدارية، وقبل ذلك عشقه لفريقه مكنته من المحافظة على اللاعب، واحتوائه، والاستفادة من قدراته الهائلة في خدمة الفريق، ليصبح هذا اللاعب بعدها - برأيي ورأي الجميع- خارج التصنيف عند عقد أية مقارنة!

قد يقول بعضهم أن ذلك الزمن زمن الهواية، ولا يمكن قياس حال بعض اللاعبين حينها بوقتنا الحاضر، وأقول لهؤلاء: إن التعامل الإداري الصحيح والقدرة على احتواء اللاعب (الموهوب) والخروج به من الأزمات التي تعترض طريقه، وتلمُس احتياجاته، من أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد والإداري، سواء كان وقت الاحتراف أم الهواية، ولا أعتقد أن دور الإداري هو تسجيل حالات الحضور والغياب، وتطبيق اللوائح بحذافيرها، وإلا لكان هذا العلم مشاعا للجميع، ولأمكن ملء هذا المنصب بأي شخص يستطيع قراءة الأسماء!

أسوق هذا الكلام والحسرة تملؤني بعد أن فقدت الرياضة السعودية لاعبين بسوء التقدير، وضعف الإمكانات الإدارية، كعبدالله الجمعان مثلًا والذي قال عنه الخبير الأمير محمد الفيصل أنه (أفضل رأس حربة في المملكة) خسره الهلال والوطن لوجود إداري وقتها لم يفرق بين النادي والمدرسة، وبين اللاعب والطالب، خرج من معسكر الفريق جهارًا ونهارًا وإداري الفريق يرقبه وكأنه يتمنى خروجه ليعاقبه!والنتيجة خسارة هذا اللاعب!

وخالد عزيز وما أدراك ما خالد عزيز،لاعب موهوب، من اللاعبين القلائل في آسيا الذين يملؤون مركزهم بكل اقتدار. أحرج الهلال أيضا في مواقف عديدة، يمر بمرحلة حرجة جدًا، ومستقبله الرياضي على (كف جريتس)..

غاب اللاعب عن تمرين واحد بداية الموسم؛ فأُحيل للرديف بعد أن حُكِم عليه بالتمارين الانفرادية!وبرأيي أن العقوبة إذا جاوزت حدّها أو كانت أكبر من الخطأ فلن تحقق الهدف المرجوَّ منها، بل على العكس، قد تؤدي إلى نتيجة عكسية بأن يشعر اللاعب بالظلم والاضطهاد، ويسوده حالة من القلق والتوتر؛ ستؤدي به حتمًا إلى تكرار الخطأ، وخاصة أن التهديد والوعيد يطرق مسامعه صباح مساء! فكيف سيُعطي اللاعب وهو يسمع أن مجرد غيابٍ آخر سيرمي به خارج النادي؟! لذا على إدارة الهلال أن تعيد النظر في قضية اللاعب والتعامل معه، وأن يُكتفى بالخصم دون الإيقاف الذي يضر بالنادي قبل اللاعب وأن تبحث الإدارة عن (اختصاصي) نفسي، ليكون مكملًا لعمل الإدارة..

وأهمس بإذن الإدارة أننا نعلم أن هناك من يحاول إفساد لاعبي الهلال، كما حصل مع الجمعان والهروب به إلى خارج المملكة، ولا أستبعد أن يكون ما يحصل لعزيز هو من قبيل ما حصل للجمعان، ولكن يجب ألا يهزمكم (المفسد)..

من لقاء الهلال بشقيقه النصر..

*لم تكن نتيجة المباراة هي التي أسعدت الهلاليين، ولم يكن الهلاليون يبحثون عن الصدارة فحسب، بل كان الهلال يهدف إلى بناء فريق (أحلام) ليواصل مسيرة (زعيم القرن)..

*لا ألوم الحكم خليل جلال عند طرده للاعب الهلال والمستقبل عبدالعزيز الدوسري بل اللوم يقع على من ترك هذا الحكم يعاني الأمرين من تصريحات مسيئة وصلت إلى القدح بأمانته وحتى مدينته، فمن الطبيعي أن يحاول إرضاء أولئك القوم فكما قيل (ياروح ما بعدك روح) فهو يعلم أن الهلاليين لن تكون ردة فعلهم كغيرهم، فالتمس أخف الضررين!

*قلت في مقال سابق أن النصر مشكلته في خطوطه الخلفية، فجاءت هذه المسابقة لتكون فرصة لأن يستفيد الفريق من الوجوه الشابة، لكن للأسف، النصر يهدف إلى بطولة وليس إلى بناء فريق!

*(الكومديان) حسين عبدالغني واصل تهريجه وتجنيه، وسجل سابقة (كوميدية) في ملاعب الكرة (واستتدلنا بأثره على مسيره) ولله در الشاعر حين قال:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ..

*تخيّل معي عزيزي القارئ أن هدف النصر قد احتُسب للهلال، وأن أحد اللاعبين الهلاليين قد أوحى بطرد لاعب نصراوي، ماذا سيحصل في الملعب؟

الجواب باختصار راجع أحداث لقاء الفريقين قبل ثلاث سنوات، وما حصل من طلال المشعل والخوجلي، وما تبعه من حل للجنة التحكيم، وما قام به الأمين من تدخل سافر!لكن الأكيد أن كل هذا لم يحصل ولن يحصل، فالهلال هو من تضرر؟

*الزيلعي مشروع لاعب متميز، ومن أهم الصفقات المحلية للنصر مع زميله السهلاوي، لكن يعاب عليه خشونته غير المبررة، وعصبيته ومزاجه المتقلب، فقد سلم من الطرد في تلك المباراة، فيجب أن يتنبه لذلك لئلا يشوه جمال أدائه..

* (ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) أتذكر هذا المقطع من الحديث الشريف، كلما رأيت فرحة بعض اللاعبين بتسجيل الأهداف، وتقليدهم للاعبين عالميين!

جوال التعاون..

أحرجني المسؤولون عن جوال نادي التعاون بإشادتهم بما طرحته عن لقاء فريقهم بشقيقه الرائد، وليعلم الإخوة أن هذا النادي العريق يستحق الكثير، ولن نوفيه حقه بمقال أو مقالين، ومهما قدمنا سنظل نشعر بتقصير تجاه هذا النادي المظلوم إعلاميًا، صاحب الشعبية الجارفة على مستوى المملكة، وعزائي الوحيد أن هذا الفريق سيلوي عنق الإعلام تجاهه وسيجبر الجميع على إنصافه، حين يصعد هذا العام بمشيئة الله تعالى، ويستقر حيث المكان اللائق والمستحق لفريق كالتعاون..

على السريع..

- حصول منتخبنا على المركز الرابع والستين في التصنيف العالمي للمنتخبات، كان نتاجًا طبيعيًا للمرحلة الحرجة التي مر بها، ولكن أملنا أن ينهض منتخبنا من عثرته سريعًا ويعود، كما كان فارس آسيا الأول..

- أول بوارق الأمل لاحت في أفق سمائنا بتحقيق فوز معنوي على منتخب نسور قرطاج المنتخب التونسي الشقيق وفي معقله وبين جماهيره..

الإشادة بفوز منتخبنا جاءت من الصحافة التونسية أكثر منها في صحافتنا، وأعتقد أن المنتخب بحاجة لأن يخرج من حالة الإحباط بمثل هذه الانتصارات القيِّمة..

- طريقة السيد جريتس الهجومية التي أعادت هيبة الفريق الهلالي (نادي القرن) تحتاج إلى لاعب بإمكانات عزيز الذي يستطيع أن يسد ثغرات الخطوط الخلفية للفريق، فهلّا حافظ الهلاليون على هذا الكنز..

- أكبر الوسط الرياضي تصريح الأستاذ خالد البلطان حيال الخطأ الذي ارتكبه جهاز الكرة، فيا ليت بعض رؤساء الأندية ينحون نحوه، ويحترمون القرارات الصادرة دون همز ولمز واتهامات باطلة..

- الخطأ الذي وقع فيه الأستاذ خالد المعجل لا يلغي العمل الجبّار والرائع الذي يقوم به، أو ينقص من مجهوداته. فخالد المعجل من أبرز الأسماء الإدارية في أنديتنا. وإن جئتم للحق فهو مثال إداري يجب أن يُحتذى به..

- عادل السليمي ذكر في تعليقه على لقاء منتخبنا ومنتخب تونس الشقيق أن اللاعب ياسر القحطاني من نجوم اللقاء؛ بتحركاته وتمريراته وقيادته، وهنا يهددونه بالإبعاد، دون مراعاة لأي جوانب نفسية، واعتبارية أخرى!!

- رئيس النصر سمو الأمير فيصل بن تركي شخّص حال بعض كتاب النصر، وذكر مدى تناقضهم، فعندما يفوز الفريق يصبح بنظرهم أفضل فريق بالعالم وعندما يخسر يصبح الأسوأ، مما يعني أن هؤلاء يفتقدون لأبسط أدوات النقد، ويعانون من عدم القدرة على الاتزان العاطفي، فرغم السنوات الطويلة التي قضوها في المجال الإعلامي؛ إلا أنها لم تكسبهم سوى المزيد من الابتذال، وكلنا نذكر (كاتبهم) الذي وصف لاعبي النصر ب(الزلايب) في وصف لا يليق أبدًا بإعلامي، ولعل كلمات سمو الأمير تجد آذانًا صاغية ليبتعد هؤلاء عن الإسفاف في الطرح وتجريح الآخرين باسم النقد!

قفلة..

إني وإن لمتُ حاسديَّ فمَا

أنكرُ أني عقوبةٌ لهمُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد