Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/10/2009 G Issue 13534
الأحد 29 شوال 1430   العدد  13534
شيء من
لا فض فوك.. ولكن؟!
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

 

نشرت هذه الجريدة يوم الجمعة الماضي مقالاً كتبه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في جريدة (إيلاف) الإلكترونية؛ ردّ فيه على ثلاثة كتاب، كاتب هذا المقال من بينهم.

وأود في هذه العجالة أن أشكر معاليه الذي أدرك من موقع منصبه كمسؤول عن الإعلام في هذه البلاد ضرورة التواصل مع الكتاب، والحوار حول ما يطرحونه من آراء. وهذه بلا شك نقطة مضيئة تسجل في سجله، من شأنها أن تخلصنا من (التطنيش)، والإغراق في السرية، وكراهية الشفافية، المسيطرة على أذهان بعض المسؤولين للأسف الشديد، في عصر أصبحت فيه الشفافية، وكذلك التواصل بين فئات المجتمع، بمثابة الجسر الذي يؤدي إلى قناعات الإنسان؛ متى ما وظفه (المسؤول) بذكاء وصل إلى الإسهام في صناعة الرأي العام، وحينما يَتعالى عليه، أو يتشبث بالأسلوب الدعائي القديم يُصبح كالعربة (البطيئة) في الطريق السريع؛ ليست تمشي الهوينا فحسب وإنما تعيق - أيضاً - حركة الآخرين في طريق أعد أصلاً ليواكب تدفق العربات السريعة؛ بمعنى آخر: (لا هي اللي تتحرك ولا تترك غيرها يمر)؛ فعَربة الإعلام (الحكومية) لم تَعُد وحدها في الطريق كما كان الوضع في الماضي؛ وإنما دخلت عربات جديدة إلى المضمار، لديها من السرعة، والقدرة على الحركة، والمناورة، والمرونة، ما لا يتوفر في العربات الحكومية. وحسب ما ظهرَ لي، وللآخرين، فإن وزير إعلامنا يَحمل عقلية مختلفة، ومتميزة، ومتحضرة، تؤمن بالحوار، شعاراً وممارسة أيضاً؛ وهذا ما يتضح من مقاله.

المقال تحدث فيه معاليه عن رؤى لثلاثة كتاب؛ وهنا سوف أتناول تعليقه على النقطة التي تحدثت عنها، الخاصة بقرار مجلس الوزراء بتحويل نشاطات التلفزيون السعودي، وكذلك الإذاعة، ووكالة الأنباء، إلى (مؤسسات)، بهدف تخصيصها لاحقاً، والذي لم ير النور منذ أن صدر قبل ست سنوات وحتى الساعة؛ فتحول للأسف الشديد إلى حبر على ورق.

يقول معاليه: (أود أن أؤكد أن قرارات تحويل التلفاز والإذاعة ووكالة الأنباء إلى مؤسسات عامة، ليست مجرد وعود، إنما هي واقع سيرى النور قريبا بإيمان تام من ولاة الأمر ووزارة الثقافة والإعلام لتحرير هذه القطاعات من العوائق الإدارية والمالية نحو مزيد من التنافسية والمهنية، وليكون القرار في هذه القطاعات في يد أهل المهنة بعيدا عن أي مؤثرات جانبية أو ثانوية).

هذا خبر مُفرح؛ وسيفرح به أكثر العاملين في هذه القطاعات، غير أننا - يا صاحب المعالي - تعودنا على الكثير من مثل هذه الوعود، ليس من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام فحسب، وإنما من كثير من مسؤولي الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى أيضاً، ولو أن المجال يتسع لسردت هنا كثيراً من القرارات، التي صدرت من أعلى المستويات، وأحالها المعنيون بالتنفيذ إلى الرف.. لذلك - ودعني أقولها بمنتهى الصراحة - لم نعد نثق كثيراً بهذه الوعود، ونحن نرى أنها (ربما) لمجرد الاستهلاك الإعلامي، أو امتصاص التذمر، أو التخلص من الإحراج، ليس أكثر. لذلك بودي - يا معالي الوزير - أن تطلعنا على القرارات الإجرائية التي تم اتخاذها في الوزارة لجعل هذا القرار الوزاري واقعاً ملموساً. نريد - يا سيدي - خطوات ملموسة، ومعلنة، و(تاريخاً) محدداً يُعلن عنه من الآن لتنفيذ القرار؛ كي نطمئن إلى أن تفعيل قرار مجلس الوزراء هو بالفعل في طريقه إلى التنفيذ، ولكي لا نقول: ما أشبه الليلة بالبارحة!

إلى اللقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد