Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/10/2009 G Issue 13534
الأحد 29 شوال 1430   العدد  13534
خلال افتتاحه اجتماع (الآكو) نيابة عن سمو ولي العهد.. الأمير خالد الفيصل:
النقل الجوي أصبح شريان الحياة والعصب الرئيس لكل تنمية

 

جدة - عبدالله الزهراني

أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة أن النقل الجوي بين أرجاء القرية العولمية أصبح شريان الحياة والعصب الرئيسي لكل تنمية، لافتاً سموه أن مجال النقل الجوي تتنامى أهميته يوماً بعد يوم في عالم زالت بينه الحواجز وتشابكت مصالح الناس بين أرجائه، كما اعتبر سموه صناعة النقل الجوي من أهم الصناعات المتطورة حديثاً، التي يتنافس العالم تنافساً محموماً على عوائدها بالإنجازات والإغراءات.

جاء ذلك خلال افتتاح سموه مساء أمس نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لفعاليات اجتماعات الجمعية العمومية الثانية والأربعين للاتحاد العربي للنقل الجوي (الآكو) والتي تستمر ليومين في مدينة جدة بمشاركة جميع الرؤساء التنفيذيين والمديرين العامين لشركات الطيران العربية والاتحاد الدولي للنقل الجوي وعدد من شركات الطيران العالمية والهيئة العربية للطيران المدني وخبراء ومختصين في مجال صناعة النقل الجوي.

وقال سموه في مطلع كلمته في الحفل الذي أقيم بقاعة ليلتي بجدة: (يشرفني أن أكون معكم الليلة، نائباً عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله، وأن أنقل إلى مؤتمركم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -ايده الله- وتمنياته لكم بتحقيق أهدافه على الوجه الأتم)، مضيفاً قوله: (يسعدني أن أرحب بضيفنا الأكارم في رحاب الثغر الأغر، مقدراً لهم هذا التداعي الحميد لخدمة الأمة العربية.

كما عبر سموه عن سعادته بالاطلاع على جهود الاتحاد العربي للنقل الجوي في تنمية التعاون بين شركات الطيران العربية وحماية مصالحها وتطوير خدماتها ومواجهة التكتلات العالمية في صناعة النقل الجوي.

وقال سموه: (تنشيط التواصل العربي - بزعمي- من أهم إنجازات الاتحاد العربي للنقل الجوي، حيث أصبح بإمكان المواطن أن يتنقل بين أرجاء وطنه العربي، في بضع ساعات وبجهد لا يكاد يذكر، وبذلك تلاقحت الثقافات بين الشعوب العربية على مرجعية الأصل الواحد، والمشتركات الجمة التي تصل كثيراً إلى حد التطابق.

هذا وقد بدأ الحفل الذي أقيم مساء أمس بقاعة ليلتي بمحافظة جدة بآيات من الذكر الحكيم ثم عرض مرئي بعنوان (عصر جديد) يحكي ملامح مسيرة الخطوط السعودية من بداية تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز ويوضح مراحل تطويرها وانجازاتها وما تشهده من انطلاقة جديدة نحو المستقبل والمراحل التي قطعتها في برنامج الخصخصة والأسطول الجديد الذي يعتبر نقطة تحول كبيرة نحو عصر جديد.

بعد ذلك ألقى الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبدالوهاب تفاحه كلمة أشاد فيها باجتماع الجمعية العمومية للاتحاد للمرة الرابعة على أرض المملكة مشيراً إلى ان الاتحاد العربي وشركات الطيران العربية حققت وتحقق الكثير من القفزات النوعية بعد كل اجتماع من الاجتماعات التي عقدت وتعقد في المملكة.

وتحدث تفاحه عن تطور النقل الجوي في الوطن العربي وقال (عندما عقدت الجمعية العمومية اجتماعها الثامن في جدة عام 1972م كانت شركات الطيران العربية مجتمعة تنقل ما لا يزيد عن (10) ملايين راكب سنوياً بأسطول لا يتجاوز عدد طائراته عن (88) طائرة ، وفي عام 1982م استضافت المملكة اجتماعات الجمعية العمومية للمرة الثانية ونقلت شركات الطيران العربية مجتمعة (23) مليون مسافر بأسطول بلغ عدده (217) طائرة، وفي عام 1999م عقدت الاجتماعات للمرة الثالثة في جدة حيث نقلت شركات الطيران العربية من بدايات تلمس الدور العالمي إلى توطئة أقدامها بشكل واضح بكونها شركات طيران عربية في أصالتها وعالمية في عملها ونقلت في ذلك العام (45) مليون مسافر على متن (452) طائرة.

وأوضح أمين عام الاتحاد العربي للنقل الجوي أن اجتماع هذا العام يأتي على خلفية أسوأ أزمة اقتصادية مرت على العالم منذ 1929م وكان لها تأثيرها على صناعة النقل الجوي التي شهدت خسارة كبيرة في عامي 2008 - 2009 م وعلى الرغم من ذلك فإن شركات الطيران العربية تمكنت من الاستمرار في تحقيق المزيد من النمو في حركة النقل الجوي متوقعاً لها بإذن الله تعالى أن تنقل بنهاية عام 2009م حوالي (105) مليون مسافر على متن (730) طائرة.

ونوه تفاحه بدور المملكة العربية السعودية الرائد في التعامل مع القضايا التي تعزز من موقع صناعة النقل الجوي كأداة من أدوات التنمية المستدامة مشيداً برعاية سمو ولي العهد لاجتماعات هذه الدورة وبتشريف الأمير خالد الفيصل لحفل الافتتاح مثمناً جهود أبناء الخطوط السعودية لجعل هذه الدورة نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل لشركات الطيران العربية.

بعد ذلك ألقى معالي مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية ورئيس الاتحاد العربي للنقل الجوي المهندس خالد بن عبدالله الملحم في دورته الحالية كلمته التي رحب في بدايته بسمو الأمير خالد الفيصل وأصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء شركات الطيران العربية والوفود المشاركة في هذا الاجتماع، مُعبراً عن فائق الشكر والتقدير لتفضل سموه برعاية هذه المناسبة المباركة.. نيابةً عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية حفظه الله.

وقال الملحم: (يسعدني أن أنقل إلى سموكم الكريم.. ما كلّفني به زملائي أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء شركات الطيران العربية وسعادة الأمين العام.. باستئذان سموكم في التشرف بأن أرفع نيابةً عنهم جميعاً أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله.. لاستضافة هذا المؤتمر الهام على أرض المملكة العربية السعودية.. في إطار حرص قيادتنا الرشيدة رعاها الله على رعاية ودعم كل عملٍ عربي مشترك.. لما فيه خير أبناء أمتنا العربية في كل مكان).

وأوضح الملحم أن التوجيه السديد من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله بالعمل المتواصل على تعزيز التعاون بين الخطوط السعودية وشقيقاتها شركات الطيران العربية باعتبار أن النجاح في هذا المجال كُلّ لا يتجزأ وأن الاتحاد العربي للنقل الجوي يمثل الواجهة المشتركة لجميع شركات الطيران العربية والإطار الاستراتيجي الذي يجمع جهودها في منظومةٍ متكاملة لتحقيق أهدافها وخدمة مصالحها، ومواجهة التحديات المتلاحقة في صناعة النقل الجوي، حيث كان لنظرة سموه الثاقبة نتائج مباركة وتحقق الاتحاد العربي للنقل الجوي نجاحاً قياسياً وأصبح اليوم بمثابة صرحٍ عالمي يقف في قوةٍ وشموخ بين الصروح المماثلة في أنحاء العالم.

وسلط الملحم الضوء على انجازات الاتحاد العربي للنقل الجوي الذي قطع شوطاً بعيداً في تفعيل التعاون المشترك بين شركات الطيران العربية، والانتقال به من مرحلة الطموحات والتمنيات إلى الواقع العملي من خلال خططٍ استراتيجية وبرامج تنفيذية منها وضع آلية للتفاوض المشترك مع الاتحاد الأوروبي والجهات الدولية الأخرى، التنسيق بشأن الموضوعات والقضايا التجارية والقانونية من خلال آليةٍ توفيقيةٍ عملية، التوسع في التشغيل بالرمز المشترك لخدمة المسافر العربي في أي مكان من العالم، متابعة التطورات والإجراءات والنظم العالمية بشأن قضايا البيئة والانبعاث الحراري وغيرها، وضع تصورٍ مشتركٍ وآلية عملية لمواجهة الأزمة المالية العالمية، تطوير المصالح المشتركة من خلال التعاون الاقتصادي والتقني وترشيد التكاليف وتحسين الإيرادات، إعداد الأبحاث والدراسات الاقتصادية بما يخدم مصالح جميع شركات الطيران العربية. وأضاف أن مهام ومسؤوليات الاتحاد قد تبلورت من خلال التعاون في شكل مكتسباتٍ وإنجازات من أبرزها تبني أحدث النظم العالمية في مجال تقنية المعلومات التي تشمل التذاكر الإلكترونية، ونظم التوزيع الشامل، وبطاقات الائتمان وغيرها، اعتماد أحدث أنظمة الشحن الجوي لتحقيق طفرةٍ في مستوى الخدمات في هذا المجال دعماً للتبادل التجاري والتنمية الاقتصادية في عالمنا العربي، إطلاق مشروع التعاون الجماعي بالمحطات الخارجية للحصول على أفضل المزايا وترشيد التكاليف، تشكيل فُرق عمل مشتركة لتفعيل التعاون في مجالات الصيانة والسلامة، وأمن الطيران، والموارد البشرية والتدريب وغيرها، النجاح المتميز لفريق الشراء المشترك للوقود في تحقيق وفورات كبيرة رغم الصعوبات الاقتصادية الراهنة، التوسع في خدمات مركز التدريب الإقليمي ليشمل الدراسات الاستشارية والدراسات العليا والتعليم المفتوح وأمن الطيران واللغات.. للوفاء بمتطلبات شركات الطيران العربية.

بعد ذلك تشرف معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم مدير عام الخطوط السعودية ورئيس الاتحاد العربي للنقل الجوي بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ثم أقيم حفل عشاء بهذه المناسبة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد