لم أكن أعرف الريح إلاّ
حينما بادرتني بقامتك الباسقة
لم أكن أعرف البحر إلاّ
حينما فاجأتني أمواجه الدافقة
لم أكن أعرف البيد إلاّ
حينما طالعتني كثبانها السامقة
لم أكن أعرف الشيح إلاّ
حينما غادرتني الهبوب بهبَّتها العابقة
لم أكن أعرف الشعر إلاّ
حينما داهمتني جملتك الرائقة
علمتني التذوق للشعر
فما أجمل الذائقة
فيا سيد النخل إن المسافات تنأى وتنداح
ما بيننا، فيا بعدها
ويا قربها - ولكنها آبقة
بيننا البر والبحر والشعر، ننأى وندنو
إلى بعضنا وتجمعنا الرؤية الصادقة
مررت عليك فما قلت عليك السلام
فسلّمت على وطنٍ يحتويك
وقلت السلام على البحر، المُحّرق، قلت
السلام على (عين عذاري)
والسلام على كل بحّار
يقاوم هذي الحياة التعيسة في البحر عاري
سلاماً لكل السفائن ترفع أعلى الصواري
سلاماً (لدلمون)- (آوال)-
سلاماً لقاسم حداد
سلاماً لكل صديق ف(أرواحنا له عواري)
(خوينا ما نصلبه بالمصاليب
ولا يشتكي منا دروب العزاري
قل حيهلا يا شايبات المحاقيب
آقفّن من عندي جداد الأثاري
ل(كن) لسب أذيالهن بالعراقيب
رقاصه تبي بزينه تماري)
***
قل حي هلا ل(قاسم حداد) حتى يموت النخيل بأرض الجزيرة.
وتنضب (عين عذاري).