جدة - عبدالله الزهراني
أكد معالي المهندس عبدا لله رحيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن المملكة العربية السعودية وهي تشهد نهضة شاملة في كافة المرافق بفضل الله ثم بفضل التوجهات الحكيمة من لدن القيادة الرشيدة نحو فتح آفاق الاقتصاد الوطني للاستثمار الأمثل بكافة أنماطه ومن تلك المرافق بل ومن أهمها ما يشهده قطاع الطيران في المملكة من نقلة حضارية نوعية تتسارع خطاها يوما بعد يوم حيث تعمل الهيئة العامة للطيران المدني على تطوير وتحديث الإستراتيجية الاقتصادية التي تهدف إلى استغلال كافة مواردها المادية والبشرية والتقنية والفنية بصورة تحقق هدف القيادة العليا من تحويل رئاسة الطيران المدني إلى هيئة مستقلة، وقد خطت الهيئة خطوات حثيثة نحو تحقيق طموحاتها الاقتصادية حيث قامت الهيئة بالتعاقد مع بيوت الخبرة العالمية المتخصصة لتحقيق الأهداف المرجوة من التحول واختار النموذج التشغيلي الأمثل وإعادة الهيكلة بما يتوافق مع الأهداف المستقبلية، وأصبحت المطارات الدولية تدار بأسلوب تجاري عن طريق التعاقد مع شركات عالمية متخصصة في تشغيل المطارات بهدف الرفع من مستوى الخدمات، كما حققت الهيئة إنجازا كبيرا في الاتجاه نحو تحرير النقل الجوي وتطبيق سياسة الأجواء المفتوحة بينها وبين الدول العربية, وعلى صعيد النقل الجوي الداخلي فقد أصبح لدى المملكة ثلاث ناقلات وطنية بالإضافة إلى رابعة متخصصة بالنقل العارض مما يعتبر قفزة كبيرة لتوفير السعات المقعدية المناسبة لجمهور المسافرين وإتاحة الفرصة لهم للاختيار الأمثل حيث كان ذلك صعبا إلى وقت قريب في ظل وجود الناقل الوطني العملاق (الخطوط السعودية) والتي خدمت قطاع النقل الجوي داخليا ودوليا بكل اقتدار والآن تستفيد الناقلات الأخرى من تجاربها في هذا المضمار. مضيفا أن الهيئة أولت عناية كبرى بسلامة الطائرات المستخدمة في نقل المسافرين وفق أعلى المعايير الدولية من خلال الفحص الدقيق لمستندات ووثائق كل طائرة وطاقمها ولديها خبراء فنيون لهذا الغرض وذلك لتوفير الآمان للمسافرين بإذن الله.
واعتبر معاليه بمناسبة استضافة الخطوط الجوية العربية السعودية لاجتماعات الجمعية العمومية الثانية والأربعين للاتحاد العربي للنقل الجوي (الآكو) في مدينة جدة خلال الفترة من 17- 19 أكتوبر الجاري بأن الهيئة العامة للطيران المدني تعتبر من خلال عضويتها في المنظمة الدولية للطيران المدني وكذلك في الهيئة العربية للطيران المدني شريكا للاتحاد العربي للنقل الجوي ويسعيان معا لتحقيق راحة المسافرين وتوفير السعات المقعدية المناسبة لهم في معظم الأحيان، والأمر ينطبق أيضا مع شركائها في صناعة النقل الجوي بما يتواكب والتطورات الإقليمية والدولية في شتى المجالات الفنية والإجرائية والتنظيمية والقانونية كما أن الهيئة تقوم من وقت لآخر بالاستعانة بالجناح الاستشاري لدى الاياتا لتنفيذ العديد من المشاريع التطويرية سواء في مرافقها أو أنظمة التشغيل لديها.
وفي جانب مهم آخر قال معاليه إن الهيئة العامة للطيران المدني قد قامت بتحديث مذكرات التفاهم بينها وبين معظم الدول العربية من خلال وضع السياسات والضوابط الكفيلة بأمن وسلامة النقل الجوي وتعدد الناقلات للمساهمة في استقطاب المزيد من الحركة والمسافرين لشركات النقل العربية، وتسعى حاليا للانتهاء من إجراء مماثل مع بقية الدول العربية الأخرى.
وشدد معالي المهندس رحيمي على أهمية الحفاظ على حقوق المسافرين على وجه الخصوص بالإضافة إلى بقية الأطراف الأخرى التي تعمل في مجال النقل الجوي كشركات الطيران وخدمات المناولة الأرضية، موضحا ان الهيئة استحدثت مؤخرا ضمن هيكلها التنظيمي إدارة لحماية المستهلك لتقوم بدورها في تنفيذ السياسات الخاصة بحماية المستهلك وتطبيق اللائحة التنفيذية التي سيتم الانتهاء من وضعها قريبا إن شاء الله.
وخلص معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني إلى أهمية الاستثمار في قطاع الطيران المدني، داعيا شركات الطيران المحلية والعاملة بالمملكة إلى زيادة الاستثمار في الكوادر السعودية العاملة في هذا المجال والتي تتمتع بخبرات وكفاءة عالية.