صباح أمس نهض الصغار جميعهم من مراقد المحاضن، إلى صدور محاضن أوسع وأنوع.., ذهبوا من البيوت للمدارس، فرحين يحملون حقائبهم الملونة ودفاترهم الفارغة وصفحات عقولهم المتأهبة للنقش، زيد عليهم كلام عن مرض ووقاية، واحتوت حقائبهم وسائل هذه الوقاية،.. وكان جميلاً أن تستقبلهم المؤسسات التربوية التعليمية بحملة توعية للمراحل المتوسطة والثانوية، وبفحص درجة الحرارة للمرحلة المبكرة والابتدائية،.. مثل هذه التعبئة من التوعية ينبغي أن تكون منهجا دائما لا طارئا، غير أن التجارب وحدها ما يعلم المرء، ويضيف لخبراته، هناك الكثير مما يحتاج إلى تعبئة من التوعية عنه، ليس فقط ما يصاب به الجسد المتحرك، وإنما الداخل المخبوء، فالجسد حين يمرض يكشف ويصرخ ويتحدث بما فيه ألما وحرارة وأنينا، لكن العقل والنفس والوجدان حين تمرض في الداخل فما المؤشر بضرورة حملة توعية لها..؟
إن ما خفي في خانات داخل الإنسان تتطلب أن يتعرف المربون والمعلمون إلى هذه الضرورة، ولأنها دائمة ما دام للإنسان قَدرُ التحرك بجسده ومكوناته على الأرض، فإن التوعية لازمة لا وقت لصلاحيتها أو لا انتهاء له..
لذا ما رأي هؤلاء المخططين لأهداف التربية والتعليم من تحديد دقائق وإن قلت في فاتحة اليوم الدراسي أو الحصة الدراسية لتوعية تتضمن احتياجات النشء للتعريف بكل ما يتعلق بحياتهم من الغذاء والدواء والوقاية من الأمراض إلى التفكر بالخبر المسموع والإعلان المشاهد والوقاية من جراثيم الفكر.؟..