تعوّدنا خلال السنوات القليلة الماضية على زخم من المؤتمرات والندوات الدولية التي تتسابق بعض الجهات على تنظيمها مع انتهاء الصيف واعتدال الجو بالمملكة بطريقة غير منظمة أحياناً ، ومتعارضة مع غيرها من المناسبات أحياناً أخرى. فقد حدث العام الماضي تنظيم ثلاثة مؤتمرات مهمة في أسبوع واحد، مما أربك بعض المدعوين كيف ينسقون حضورهم ومشاركاتهم في تلك المؤتمرات في وقت واحد. وأربك المنظمين الذين لجأوا لرسائل الsms لاستجداء الحضور. وحدث العام الماضي أيضاً في إحدى الندوات العلمية أن حضر ضيوف الندوة من إحدى الدول الأوروبية لقاعة المؤتمر في الموعد المحدد وفوجئوا بمقاعد خالية من الحضور، لولا أن تم إنقاذ الموقف بمجموعة من طلاب جامعة الملك سعود تم إحضارهم لشغل المقاعد الخالية دون علم بموضوع الندوة. يضاف إلى ذلك سوء التنظيم وعدم التناسب بين عدد المتحدثين والوقت المتاح، فالمتحدث لا يستطيع أن يكمل فكرته بسبب ضيق الوقت، والمتلقي لم يسمع سوى أفكار متقطعة، وبعضها لم يخل من التوتر بين المتحدثين ورئيس الجلسة بطريقة غير مناسبة.
فالتساؤل الذي يثار هنا: هل تنظيم المؤتمرات حاجة أم ترف ؟!.
نحن نعتقد أنه ما لم تحدد أهداف المؤتمر بدقة، خاصة المؤتمرات والندوات العالمية التي تهدف لإيجاد حلول لمشكلة قائمة، أو طرح أفكار مبتكرة، أو إلقاء الضوء على تجارب مفيدة. وما لم يتم اختيار المتحدثين بعناية، والخروج بفائدة عملية تتمثل في توصيات محددة يمكن أن تفعل عملياً من قبل أصحاب القرار حسب موضوع المؤتمر، فإنّ تنظيم تلك المؤتمرات تبقى في حدود العلاقات العامة والتعارف وتحقيق بعض المصالح الخاصة دون فائدة عملية تتناسب والتكاليف المادية لتنظيم مثل تلك المؤتمرات والندوات.
أن تكون المملكة مقصداً لأصحاب الفكر والتجارب الناجحة في مؤتمرات متخصصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، أمر مرغوب فيه متى تم ضمان حسن التنظيم المشرف الذي يعكس حسن الإدارة السعودية للمؤتمرات، والتوازن بين حساب المنافع والتكاليف بأن تنتج عن المؤتمر حصيلة من الفوائد العملية.