إسلام آباد - وكالات:
بدأ الجيش الباكستاني أمس السبت التحرُّك باتجاه أبرز معاقل طالبان في جنوب وزيرستان شمال غرب باكستان، وذلك بعد تكثف هجمات هؤلاء المسلحين المرتبطين بالقاعدة، على ما ذكر ضباط لوكالة فرانس برس.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الجيش في شمال غرب باكستان - طلب عدم كشف هويته -: (تتجه القوات إلى مناطق محسود، وحتى الآن الأمر لا يشمل جميع قواتنا، بل بعض العناصر التي يتعين أن تنتشر هناك).
ويقول الجيش إن نحو 28 ألف جندي متأهبون لمواجهة ما يقدر بعشرة آلاف من مقاتلي طالبان. وقال مسؤولون أمنيون إن نحو 500 من قوات الكوماندوز وصلوا إلى المنطقة أمس الأول.
وكانت الحكومة أعلنت منذ حزيران - يونيو حملة برية واسعة في هذا الإقليم القبلي الذي يشكِّل معقل قبائل محسود التي يتحدر منها القسم الأكبر من مقاتلي حركة طالبان باكستان.
وهذه المجموعة هي المسؤولة بشكل رئيسي عن موجة اعتداءات خلفت نحو 2300 قتيل منذ أكثر من عامين في باكستان. وكان الجيش يكتفي حتى الآن بشن غارات على هذه المنطقة بالطائرات والمروحيات. وآخرها أمس الأول عندما لقي اثنا عشر شخصاً مصرعهم وأصيب ثمانية عشر بجروح في عمليات القصف الجوي التي شنتها القوات المسلحة الباكستانية على مواقع المسلحين في المقاطعة. لكن بعد تكثيف الاعتداءات والهجمات الانتحارية التي أوقعت 178 قتيلاً في خلال اثني عشر يوما حتى على المقر العام للجيش قرب إسلام آباد اتفق الجيش والحكومة على تسريع الهجوم البري الكبير كما أكدت وسائل الإعلام الباكستانية.
وفي إظهار للوحدة قبل الهجوم البري أعطى مسؤولو الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية دعمهم الكامل للجيش، وفرضت السلطات الباكستانية أمس حظرا للتجول في بعض قطاعات المنطقة القبلية بجنوب وزيرستان. وفر أكثر من 800 ألف شخص من وزيرستان الجنوبية توقعاً منهم للهجوم. وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدداً أكبر من الناس فروا الأسبوع الماضي.
إلى ذلك تمكنت قوات الأمن الباكستانية من إلقاء القبض على ثمانية وخمسين عنصراً مسلحاً ومشتبهين في صلتهم بالعناصر الإرهابية خلال عمليات التمشيط التي شنتها في مختلف أنحاء البلاد للقضاء على العناصر الإرهابية.