تابعت فعاليات مهرجان أفلام الشرق الأوسط عن بعد، وتذكرت حديثا عن (أبو ظبي) الثقافية، وهي تحاول أن تختلف عن فعاليات مرت عربيا، تعلقات ولعقت الثقافة، أكثرها أخفق، وغالبها تلاشى، لكنها أحدثت أضرارا جانبية حادة.
والقليل جدا جدا منها لا يزال، لكنه تراخى في إيقاعه لدرجة النعاس، والتثاؤب،حتى نام الحضور.
ومنها النادرالذي يحاول أن يستمر ويتجدد، ويحفز الإبداع الإنساني في نجاحه بتلقائية وعمق تبقى تواضعه،.حيث الإنسان، المعرفة والقيم المشتركة، والحياد ولقاء الحضارات وثقافات الأمم والشعوب والقبائل الفكرية، وحيث الواقع كما هو دون تزويق أو تحريف.
في أبو ظبي السينمائي،كان حديث متجدد بين إعلامين عن دور السينما والتلفزيون السياسي واللقاء حديثا في ظل الاستخدامات السياسية والعقائدية للمنابر الإعلامية والعلاقة الجدلية في التوظيف السياسي، وما ينتج عن هذه الفرضية من تجاذبات وقضايا يمكن أن تغير أو تهز الرأي العام في مواقفه وثوابته.
وهو حديث يعود إلى البدايات الأولى إلى التغطية التلفزيونية المباشرة لجنازة الرئيس الأمريكي جون كندي، وما أثارها الحدث التلفزيوني حينها،حول الأبواب المغلقة والحواجز التي يمكن للتلفزيون أن يقرعها ويخترقها، نبوة أو نبوات تحققت في سنوات قليلة تالية، و تفوقت في واقعها على خيال أنبيائها، أنبياء الإعلام.
فمن آخر الثمانينيات الميلادية إلى حرب الخليج الثانية،وصولا منتصف التسعينيات الميلادية، وميلاد الألفية الحالية توسع استخدام البث الفضائي، وتكاثر تقنياته بشكل مثير ومغر،ويتواصل بشكل كثيف حتى الساعة.
وصولا إلى اليوم في ظل التطورات الاتصالية والتقنية، حيث التلفزيون،كما التقنية معنا في كل مكان، في كل مكان بلا استثناء، والأخبار والرسائل والبريد الإلكتروني تلاحقنا حتى في(...)؟.
أما السينما التي كنا نهرب اليها، ونتهم برجس متابعتها -محليا على الأقل-أصبحت بيننا مع أحدث تقنيات الترفيه المنزلي، كما عشرات القنوات المجانية والمشفرة وشبه المشفرة، هذا عوضا عن نسخ توزع محليا بكثافة، وبلارقابة!
حيث السينما الأقرب، بما تملكه من تأثير مباشر في اختراق وعي وإحساس المتلقي وفكره بطريقة فذة مخملية إبداعية وممتعة.
فالتسخير للفكرة السياسية والإيديولوجية أصبح بدرجة أهم وأكثر جاذبية، لناحية التأثير في الإنتاج الإعلامي والسينمائي، وفي الحالتين لا يمكن الفصل بين العالمي والعربي.
والجيد أن هذه المؤثرات الإبداعية مازالت بعيدة عن سيطرة المباشرة للتطرف والتشدد الذي ينفر منها وحرمها، بعد أن عجز عن توظيفها،وهذه حالة مريحة.
إلى لقاء..