في أول يوم من الدراسة ذهبت التلميذة للمدرسة الخاصة وشعار تلك المدرسة التي تعتبر مناراً للعلم مثل غيرها، يقول إن الجيل الرائد له مستقبل واعد، ولكن لا بد أن يسدد الرسوم حتى يكون واعداً، وإن لم يسدد فيوقف!!
ذهبت الطالبة بكل تفاؤل، كانت فرحة لأنها انتقلت للسنة التي نجحت لها..
تحلم بأن تكمل تعليمها لتكون طبيبة أو معلمة أو أن تكون عنصراً فاعلاً في المستقبل، لكن لأن المدرسة لها رسوم متأخرة على الطالبة وهو مبلغ يتجاوز الألفين، فلم يستقبلوها في الفصل، وكانت قصة الدراما المصنوعة في المدرسة، أن أوقفت الطالبة في غرفة ذات كرسي واحد مهشّم، ومعها واحدة من نفس فصلها، وقيل لهما لا تتحركا من هنا إلا بإذن، كان الجو حاراً جداً، والماء لا يوجد، والحركة ممنوعة حتى لدورة المياه.
والطالبات يتجنبن الطالبتين، خوفاً من أن تكونا مشتبهاً فيهما بحمى الخنازير، خوفاً من العدوى، وهنا تحترق مشاعر الطالبتين قهراً وغبناً، ويمضي اليوم الدراسي كاملاً وهما على هذه الحال.
والسؤال الذي يجب أن يوجه إلى إدارة المدرسة هو: كيف تم إيقافهما بهذا الشكل دون إشعار أهلهما بما حصل؟ ثم لو حصل لإحداهما إغماء أو نحوه فمن المسؤول؟ وهل من حق المدرسة الخاصة أن تفعل هذا دون البحث عن طريقة حضارية ودون أن تسلك طرقاً أخرى لتضمن بها السداد من والديهما، أم أنها تعامل الطالبتين كرهينتين للسداد؟
ولعل مثل هذه التصرفات التي تمر دون مساءلة وتحقيق من وزارة التربية سوف تكرّس لديهم هذه الطريق البشعة لضمان الحق، وهي بئس الطريقة، وخاصة أن الطالبتين صغيرتان في السن ولا تعرفان المحاجة والخصام.
هذا ما قاله لي والد إحداهما، وأرسل صورة من خطاب المدرسة الذي يقول: (إننا سنضطر آسفين إلى عدم قبول ابنتكم في مدارسنا لهذا العام حتى سداد الرسوم المتأخرة.) ا.هـ فما دام أنهم يقولون لن يستقبلوا الطالبة فلماذا استقبلوهما أصلاً، وهل استقبالهم لهما ليوقفوهما؟ ولماذا لم يتصلوا بأسرتيهما لأخذهما من المدرسة؟ هذا سؤال يجب أن تسأله الوزارة للمدرسة، وللعلم فقد أصاب الطالبة ذعر وخوف وإهانة لا داعي لها من المدرسة من طول توقيفها كل مدة اليوم الدراسي، كما حدثني والدها عن تلك الجزئية.
المسألة فيها استهتار بحق طفلة صغيرة وكأنها رهينة عند المدرسة!! فمن ينصفها؟
نرجو أن لا تمر هذه الحادثة مثل غيرها من حوادث المدارس الأهلية!!
abo-hamra@hotmail.com