أكثر من (3500) مصاب بالإيدز في المملكة وفق تقرير صادر عن وزارة الصحة، من بينهم سارة (أصغر صحفية في المملكة)، وسارة لم تكن مذنبة كما قد يتبادر إلى أذهاننا حينما نسمع عن مرضى الايدز، ولكن المرض انتقل إلى سارة عن طريق نقل دم ملوث..
.. وكثير مثل (سارة) لا ذنب لهم بوجود المرض في أجسادهم كثير منالمواليد يحملون المرض، وعدد من الزوجات انتقل إليها المرض من زوج لا يخاف الله، فما هو ذنب هؤلاء حتى يتحفظ المجتمع عند التعامل معهم؟
وباستعراض بسيط لهذا المرض في المملكة نجد أن أول حالة إيدز ظهرت في بلدنا عام 1984، وتشير إحصاءات وزارة الصحة إلى أن الإصابات الآن وصلت 14 ألفا، عدد السعوديين منها 3538 إصابة. وطبقا للإحصاءات فإن مدينة جدة (غرب السعودية)، هي الأعلى في معدل الإصابات؛ حيث تبلغ 55% من مجموع الإصابات.
وتقدر وزارة الصحة أن الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هي العلاقات غير الشرعية (45%)، وبواسطة نقل الدم (20%)، وأسباب غير محددة (27%)، وبواسطة انتقال المرض من الأم إلى الجنين (6%)، وعن طريق المخدرات (2%).
وتنحصر أغلب الإصابات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49 سنة، وتبلغ نسبة الإصابة بين الذكور 77% والإناث 23%.
ومن هذا المنطلق عملت وزارة الشؤون الاجتماعية مبكراً للتعامل مع هذه الفئة لتنخرط في المجتمع وسوق العمل، وذلك لانتشار البطالة بين المرضى المصابين بهذا الفيروس الذي عانى بعضهم من تسريحه من عمله، مما شكل عبئاً على الوطن والعائلة من الناحية الاقتصادية، وعبئاً على المريض ومجتمعه من ناحية اجتماعية ونفسية، قد تؤدي إلى خسارتنا لهؤلاء المرضى الذين ابتلاهم الله بهذا الفيروس، فكان التحدي الحقيقي لنا كسعوديين هو كيف نحول هؤلاء إلى أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم؟ وبعد أن أنشأت الوزارة أول جمعية خيرية لمرضى الايدز بجدة بدأنا في الاتجاه الصحيح، ولكن كالعادة جاء دعم القطاع الخاص لمثل هذه الجمعيات لا يختلف كثيراً عن دعم المجتمع الذي جاء فاتراً من الناحية الشعبية رغم توجه الحكومة القوي لدعم هذه الجمعيات عن طرق مؤسساتها المختلفة، وفي هذا السياق لا بد أن نشيد بجهود بنك التسليف على - سبيل المثال- حيث قال مدير بنك التسليف والادخار السعودي في محافظة جدة محمد الجساس أن البنك بدأ بدراسة إعطاء قروض لمرضى الإيدز من أجل تمويل مشاريعهم الصغيرة بالتنسيق مع الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز.
مضيفاً أن الجمعية ستتولى عملية تدريب وتأهيل هؤلاء المرضى، مشيراً إلى أن هذه الدراسة تهدف إلى اعتماد مريض الإيدز على نفسه وإعالة أهله ليصبح منتجاً في المجتمع الذي يعيش فيه وليس عبئاً عليه.
وعوداً على (سارة) فقد تبنت صحيفة الوطن موهبتها في الكتابة لتنضم إلى طاقم الصحفيات في الصحيفة، وهذا بالطبع مؤشر مهم تشكر الصحيفة عليه لاحتواء هؤلاء المرضى، وعلينا العمل لإيجاد جمعيات خيرية مماثلة، ودعمها بقوة وقبل ذلك إقناع بعض المرضى الذين يتواجدون بيننا بالتواصل مع الجمعية الخيرية لمرضى الايدز من أجل حياة أفضل لهم ولمجتمعهم.
Mk4004@hotmail.com