Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/10/2009 G Issue 13534
الأحد 29 شوال 1430   العدد  13534
المنشود
هل حقا (حائل بلا تدخين)؟!
رقية سليمان الهويريني

 

بلغت تكلفة علاج المدخنين ثمانية مليارات ريال هذا العام! بحسب ما صرحت به جمعية مكافحة التدخين مؤخراً, وهذه المبالغ الهائلة وارتفاع الأعداد تشير بإحباط لفشل حملات البرامج التثقيفية تجاه مخاطره، مما يستدعي وجود قرار رسمي صارم، ومتابعة جادة لمنعه في أماكن العمل والأماكن العامة، والحد من بيع السجائر على البالغين، ومنعها تماماً عن المراهقين والأطفال بوجه خاص.

وبرغم إقرار مجلس الوزراء الموقر في جلسته يوم الاثنين20 جمادى الثانية 1424هـ نظام مكافحة التدخين وحظره في العديد من المرافق العامة والساحات المحيطة بها والمساجد ووسائل النقل والوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة والتعليمية والصحية والرياضية والثقافية، حكومية وخاصة، وفرض غرامة مقدارها مائتي ريال على كل من يخالف ذلك، إلا أن هذا القرار ما زال معطلاً، أو مسكوتاً عنه! يتضح ذلك من خلال تبدد جهود فروع جمعيات مكافحة التدخين في المملكة ولجوئها لإطلاق عدة حملات في كل من جدة ومكة المكرمة ومناطق أخرى بهدف منع التدخين فيها؛ إلا أنها لم تنجح حتى الآن!

أما ما يبهج حقا هو تمكن عدي الهمزاني عضو المجلس البلدي المشرف على برنامج (حائل بلا تدخين) من الحصول على تأييد حكومي وقرار صريح من لدن إمارة منطقة حائل يقضي بمنع بيع السجائر داخل الأحياء السكنية في مدينة حائل. وقد صاحب إصدار قرار منع بيع الدخان داخل الأحياء السكنية إجماع أعضاء المجلس البلدي فيها بالتصويت على القرار. حيث سيبدأ تطبيقه مطلع عام 2010م. ويأتي القرار الشجاع موافقا لخطط وزارة البلديات ودعمها لجهات مكافحة التدخين وخطر انتشاره بين الفئات العمرية المختلفة بخاصة الشباب والفتيات.

وكان العضو الهمزاني قد قدم اقتراحا يقضي بمنع بيع السجائر بهدف التدرج في منع التدخين تماماً، عقب مطالبات واسعة من أهالي المدينة للجهات المسؤولة التي منحته الموافقة، في ظل عدم التزام أصحاب المحلات بقصر بيع السجائر على البالغين. وتبنت جمعية مكافحة التدخين بحائل توضيح خطر هذا الداء على صحة المواطنين وحماية الأطفال والمراهقين دون سن الخامسة عشرة من ممارسة هذه العادة الذميمة والسلوك الضار، حيث تعاني الجمعية من صعوبة تحمل تكاليف علاج المدخنين من الأطفال.

وبذلك تكون هذه المدينة الجميلة -موئل الكرم والإبداع والمبادرة الشجاعة- أول مدينة سعودية يمنع فيها بيع السجائر رسميا. ونأمل ألا يلجأ السكان الأحباء إلى تخزين (كروز التتن) في مخابئ خاصة داخل دهاليز جبال أجا وسلمى. حيث عرف عن هذين الجبلين واشتهرت فيهما معاني السمو، وشذا النبل، ورائحة الطهارة، وأريج العفة، وعبير النقاء.

والدخان داء وبلاء، وشر ظاهر، وقاتل وقح؛ بما يحمله من كراهة شرعية تصل للتحريم حيث أضراره البيئية على المجتمع، ومخاطره الجسدية والنفسية والمادية على الشخص، فضلا عن رائحته المقززة التي تبعد عن المرء مرافقيه من ملائكة السماء، وتنفّر عنه محبيه من ملائكة الأرض، وتشمئز نفوسهم منه، فما بالك بالعاشقين له، الخائفين عليه!

rogaia143@hotmail.Com
www.rogaia.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد