مضى رمضان الكريم، ومضى معه الكثير من المسلسلات التاريخية، وإن كانت هذا العام أقل منها في سنوات مضت، البحث في التاريخ مطلوب، واستخراج العبر من التاريخ مهم، لكن ألا يحق لنا أن نسأل صنَّاع هذه المسلسلات عدة أسئلة، فمثلاً: مراجع هذه المسلسلات والمصادر التي يعتمدون عليها هل هي من المصادر التاريخية الأصيلة.. أم أنها كتب حديثة لا تعتمد مصدراً بل تعتمد على روايات مشهورة وقصص متداولة دون التحقق من دقتها؟
سؤال آخر: هل كُتَّاب سيناريو هذه المسلسلات ينقلون الحادثة التاريخية بدقة أم أنه بحسب التعبير الشائع (مستوحاة من الحادثة التاريخية) وبالتالي يفسحون المجال لخيالهم في صنع مواقف لا تمت للحقيقة التاريخية بل يتطلبها -بحسبهم- المسلسل، فهم يجعلون لشخصية تاريخية قصة حب مع أن هذا العلم التاريخي لم تنقل عنه قصة حب لكن هؤلاء يرغبون في كسب المشاهد وبالتالي لا بد من إضافات بعض المشاهد الخيالية على حساب الحقيقة التاريخية.
وسؤال آخر في الجانب الأخلاقي: إذا تأكدنا أن هناك موقفاً أو حدثاً يسيء إلى بلدة أو قبيلة أليس من الواجب حذفه حتى لو كان مثيراً أو مرضياً لطرف آخر؟؟
فإذا كان صنّاع هذه المسلسلات يرضون لأنفسهم الزيادة في النص من الخيال لكسب المشاهد، فلماذا لا يحذفون من النص لكسب القيم وجمع الناس بدلاً من تفريقهم وتشتيتهم؟
المسلسلات التاريخية حقيقة فرضت نفسها، وإن كانت بهذا الشكل القائم الآن لا تحافظ على الحدث التاريخي أو توثقه، بل هي توثق العلاقة بالمشاهد على حساب الحقيقة التاريخية مع الأسف.
وكلي أمل في أن يهتم بجانب التوثيق صنّاع هذه المسلسلات، وبخاصة أنها تحظى بشعبية كبيرة من الواجب الحفاظ عليها وتطويرها، لا أن نخسر المشاهد والحقيقة في آن واحد.
للتواصل:
Tyty88@gawab.com