Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/10/2009 G Issue 13527
الأحد 22 شوال 1430   العدد  13527

في الوقت الأصلي
الهلال مفخرة الوطن
محمد الشهري

 

معلوم أن الشخص الذي ينتزع الله الحياء من وجهه انتزاعاً لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى.. فلا غرابة عند ئذٍ من تساوي الأمور في نظر ومفاهيم ذلك الشخص إلى درجة عدم القدرة على التفريق بين الحسن والقبيح من الأفعال والأقوال والممارسات.. فما بالنا إذا اجتمعت صفة عدم الحياء مع قدر هائل من الحقد والكراهية والحسد في نفسه التي يعبر عنها جهارا نهارا دون أي تحفظ أو خجل (؟!!).

** وهنا وبعد أن طفح الكيل.. أليس من حقنا أن نتساءل: كيف يمكن لأي مواطن يتمتع بأدنى معدلات الحس الوطني إلا ان يتساءل مثلنا بكل مرارة: بأي وجه يمكن لهؤلاء الذين خرجوا في أعقاب الإعلان عن تنصيب وتتويج أحد الأندية السعودية بلقب نادي القرن الآسيوي.. أن يبرروا موقفهم المخزي والرافض لما تحقق لرياضة الوطن إلى درجة الصراخ والمجاهرة بالتعبير عن سخطهم (!!!).

** ناهيك عن العمل والسعي (المشبوه) إلى تشويه المنجز سواء من خلال مطاردة رئيس الاتحاد الآسيوي باتصالاتهم للبحث عما قد يشوش على المنجز.. أو من خلال عقد البرامج الفضائية، أو من خلال نشر اعتراضاتهم عبر الأعمدة الصحافية، في محاولات مستميتة هدفها الانتقاص من المنجز الوطني سواء بالطعن في أهلية الجهة العالمية التي وضعت الحق في نصابه، أو على الأقل التقليل من قيمته العالمية كمنجز وطني من الطراز الرفيع.

** قد يتفهم المرء موقفهم هذا لو أن الهلال جاء من الصفوف الخلفية وخطف هذا اللقب فمن هو أحق به منه سواء كان هذا الأحق سعوديا أو حتى نيبالياً.

** لذلك هم يقولون - ويا لسوء ما يقولون - نحن لا نناقش أحقية الهلال باللقب، كأجبن وأحقر وسيلة للهروب من مواجهة الحقيقة الماثلة.. وإنما الإصرار على اللعب خارج مضمارها بعيدا عن الأضواء الكاشفة.. وهم يمارسون هذا النوع من المراوغة البليدة، فلأنهم أعداء لأي منجز رياضي وطني.

** أن يأتي التشويش والتشكيك ومحاولة تشويه منجز الوطن بواسطة ابنه البار (هلال الوطن) عن طريق (نجيب) ومن هم على شاكلته.. فلا غرابة في ذلك لأننا نعرف من هم وما هي توجهاتهم وأهدافهم.. أما أن يحدث ذلك عن طريق بعض من يتشرفون بالانتماء للوطن ويحملون هويته الوطنية.. فهذه والله كارثة.. بل هي أم الكوارث والمخازي.

** إن من يشاهد سحناتهم (الشاحبة) وهم يتبادلون اللغط عبر الفضاء وقد جفّت أرياقهم من شدة الحماس.. أو يقرأ لأشباههم في الصحافة.. يتصور بأن الهلال كمن تسبب في مصيبة عظيمة، أو جلب عاراً للوطن وليس مفخرة وطنية تُفرح الشرفاء من أبنائه وتسعدهم (!!!).

** من كان يتصور قبل (30) عاماً مثلاً.. ان يأتي اليوم الذي تظهر فيه فئة محسوبة على المجتمع السعودي.. بالعمل علانية للوقوف موقف الرافض من حصول رياضة الوطن على أحد حقوقها المشروعة لأي سبب من الأسباب (؟!!).

** ولأن الأمر في أبعاده الاجتماعية المستقبلية، أخطر مما قد يتصور بعضهم بعد أن تجاوز كثيراً نطاق إمكانية إدراجه تحت أي ملتمس تبريري.. إلى المجاهرة بمحاربة المنجزات الرياضية الوطنية، والسعي إلى إجهاضها أو تشويهها على غرار ما حدث للمنجز الهلالي.

** ولأن الأيام حبلى بالكثير من المنجزات القادمة للكرة السعودية (بحول الله وقوته) سواء عن طريق منتخباتها أو عن طريق أنديتها.

** ولأن أبناء الوطن ممن صُدموا بالموقف المخزي لهؤلاء بحق هذا المنجز الوطني.. لذلك فإن ردة فعلهم ستكون حتماً مماثلة إن لم تكن أشد عندما تحقق الأندية التي ينتمي لها هؤلاء تشجيعاً أي مكتسب وذلك من مبدأ حقهم في التعامل بالمثل، إذ ليس من حق أحد أن يصادر عليهم هذا الحق، أو يطالبهم بمثالية عدم المعاملة بالمثل.. وبذلك يتسع الشق على الراقع ويصبح من المستحيل احتواء الموقف والسيطرة عليه.. حين لا تقتصر الأمور على مجرد تبادل الاتهامات والتشكيك ومحاربة المنجزات، إلى ما هو أسوأ بكثير (؟!!).

** والآن وبعد أن انفضح أمرهم وانكشف عوارهم وسوء مقاصدهم.

** ولكي لا يتكرر ذلك.. فلا أقل من اعتماد قائمة سوداء تضم هؤلاء، وأن يسري العمل بها من الآن فصاعداً بحق كل من تسول له نفسه تشويه مكتسبات الوطن الرياضية، أو العبث بها تحت أي مبرر، أو يحاول أن يبعث فتنة نحن في غنى عنها.

** أنا -والله- لا أطالب بتحجيم هذه الفئة.. دفاعاً عن الهلال وعن منجزه.. فقد حصل على حقه الشرعي المسلوب وتم تثبيته دولياً شاء من شاء وأبى من أبى، وبالتالي فليس بحاجة إلى من يدافع عنه إلا إذا احتاج النهار إلى دليل.. ولم يتبق لمن سعوا إلى إجهاضه أو تشويهه سوى عار الموقف وخزي المنقلب.

** ولكنني أحذّر من يوم نتحول فيه إلى أعداء بعضنا بعضا بفضل هذه الأنواع من التوجهات الشيطانية إن لم يتم إيقافها عند هذا الحد، والأخذ على يد كل من ينفخ في رمادها.

لسان حال الهلال

وإن الذي بيني وبين بني أبي

وبيني وبين بني قومي لمختلف جدا

فان أكلوا لحمي وفرت لحومهم

وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد