الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي:
كشفت التحقيقات الجنائية التي تُباشرها لجنة مُكلفة من شرطة محافظة الطائف بخصوص قضية المُسلح الذي قتل شاباً في محطة وقود، ثم انتقاله لاستراحة تقع على طريق الجنوب وتحديداً بمنطقة السر وأمطر مَن بداخلها بوابلٍ من الرصاص من خلال رشاش كان بحوزته مساء الأربعاء الماضي، كشفت عن أن اتفاقاً مُبرماً بين الجاني (م ع ج) وأحد المُصابين (س أ س) 23 عاما، حيث تسلم المجني عليه 150 ألف ريال من الجاني بهدف تأمين بضاعة ألعاب نارية وبيعها.
وكان المجني عليه قد تأخر في تأمين الألعاب النارية وبدأ يتردد على الاستراحة التي تجمعه هو ومجموعة من أصدقائه وأقاربه، واتخذها موقعاً لتخزين تلك الألعاب وذلك خلال العشر الأواخر من رمضان، الى أن التقى الجاني الذي طلب منه المبلغ وأرباح تلك الصفقة، إلا أن المجني بيّن للجاني أن الدفاع المدني والبحث الجنائي قاموا بمصادرة الألعاب النارية بعد أن داهموا موقع تخزينها بالاستراحة.
وحاول الجاني مراراً وتكراراً إرجاع أمواله ولكن دون جدوى، بعد أن شعر بنفور من كان بالاستراحة من وجوده بينهم؛ الأمر الذي دفعه للتفكير في الانتقام فخطط للهجوم على الاستراحة التي يجلس بها صديقه واعتقاده بأنه ورفاقه هم من تقاسموا أمواله، حيث بدأ في البحث عنهم جميعاً الى أن بدأ بأول ضحية في محطة الوقود، ثُم انتقل للاستراحة التي تجمع خصمه الذي أنكره في المبلغ وانهال عليهم في ظل وجوده بينهم برشاشه، وأطلق مجموعة من الأعيرة النارية على كُل من كان بداخلها فتوفي أحدهم في المستشفى، فيما تعرض المعني بالواقعة لإصابة في قدمه ولا زال يتلقى العلاج بالمستشفى.
ونفت مصادر مطلعة على نتائج التحقيق وما سجلته أقوال الجاني التي صودقت شرعاً أمس بالمحكمة بالطائف من خلال ثلاثة قُضاة تم عرضه عليهم، نفت أن يكون للمضاربات المتكررة التي وقعت بين الجاني وبعض من كانوا بالاستراحة في رمضان سبباً أو أن تكون دافعاً للجريمة التي ارتكبها، وأنه ليس لها علاقة البتة بما حدث كونه تم الفصل فيها قبلياً.
وكانت الشرطة قد صادقت على أقوال الجاني ظهر أمس بالمحكمة شرعاً من خلال عرضه على ثلاثة قضاة وعند إعادته للبحث الجنائي بدا التأثر واضحا عليه أكثر من الأيام الماضية، حيث انهار وساءت حالته النفسية الأمر الذي دفع بمسؤولي الشرطة إحالته لمستشفى الصحة النفسية (شهار) للتأكد من حالته وإيفاء التقارير حولها، فيما ذكرت أنباء عن تأثر الجاني بما ارتكبه من جريمة حيث أشارت بعض المصادر الى أنه طلب خلال أيام التحقيق الماضية مُصحفاً وتسجيلا صوتيا للقرآن الكريم قائلاً: أريد أن أرتاح نفسياً، كما سأل الجاني عن والديه وعن أعز أصدقائه كذلك سأل عن المصابين وعن حالهم ووضعهم الصحي خاصاً بسؤاله عن أحدهم وهو من اتفق معه على صفقة الألعاب النارية الذي ما زال يرقد بالمستشفى متأثراً بالإصابة التي لحقته.