تتنافس الدول فيما بينها في تشجيع السياحة وجذب الزوار وتوفير عوامل النجاح كافة التي تحقق أهدافها في ترويج السياحة، وتقدم معلومات عديدة للزوار والراغبين في السفر من خلال المطويات والمنشورات والمجلات السياحية المتخصصة والتي تقدم معلومات كاملة عن البلد المقصود. في آخر الزيارة الحالية لجنيف في سويسرا اطلعت على مجلة سياحية جميلة جداً تعنى بالقادمين إلى سويسرا وفيها العديد من المعلومات القيمة التي لا يستغني عنها الزائر سواء كان بقصد السياحة أو العمل.

لفت انتباهي وأنا أتصفح تلك المجلة الجميلة كلمة بداخلها من ضمن المعلومات الهامة (أشياء وجدت وفيها رقم اتصال)، وقصد منها أن يتم الاتصال بالرقم المجاني عند العثور على أي مفقودات في أي مكان في المدينة، لم أطلع على مثل تلك المعلومة في أي بلد آخر سبقت زيارتي له، فقد اعتدنا على أن نجد أرقام الشرطة والإطفاء والطوارئ والمستشفيات.

في نظري أن تلك المعلومة تعكس بشكل كبير حجم الثقافة السياحية التي تنشدها الحكومة السويسرية، فكثير من الزوار قد يقعون على أشياء ثمينة أو حتى أوراق ومعلومات هامة لآخرين تم فقدانها ومن خلال هذا الرقم يمكن إيصالها بكل سهولة لصاحبها. فكم واحد منا مرّ بمواقف عديدة وعثر على مفقودات لآخرين ولكن في الغالب يدعها في مكانها لأنه لا يعرف أين يأخذها ولمن يسلمها. فلو اتجه للشرطة سوف يفتح محضر تحقيق طويل أو حتى قد يرفض استلامها. بينما لو وجدت جهة محددة تستلم المفقودات وهي من يتولى أمر إعادتها لأصحابها فقد نساعد كثيراً على الحفاظ على المفقودات.

الملفت أن بعض الدول السياحية تبحث بجدية عن خلق ثقافات جديدة تشجع السائح على زيارتها ولعل فكرة رقم الاتصال على (أشياء وجدت) خير مثال على الحرص على الزائر، وهذه إحدى الثقافات الجميلة التي يجب أن نتعلمها من الآخرين.