الجزيرة - علي سالم العنزي:
أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى فاعلية برنامج المناصحة الذي تتخذه في إعادة تأهيل المواطنين المغرر بهم والعائدين من (غوانتنامو)؛ ليصبحوا منتجين وعناصر فعّالة في هذا المجتمع لاستمرارية الرسالة المطلوبة من أبناء هذا المجتمع تجاهه.
وأضاف مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان للصحفيين من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن خلال مؤتمر عبر الهاتف، وهو من واشنطن (أن حكومة المملكة العربية السعودية اتخذت إجراءات وخطوات تتوافق مع مصالح بلادها الوطنية للتأكد من عدم استغلال تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى الأراضي السعودية لشن الهجمات ضد المواطنين السعوديين. ونحن ندرك أن الحكومة السعودية قررت القيام بهذه الأمور خدمة للمصالح الوطنية السعودية).
أما فيما يتعلق بالمحادثات الدائرة ما بين الحكومة الأمريكية والكويت حول معتقليها في (غوانتنامو) فقد وصفها ب(بناءة)، مضيفا (نحن ندرك التزامها بعدم حدوث أي تهديدات أو حوادث أمنية في حال عودة هؤلاء المعتقلين).
وقال (إن محادثاتنا مع الحكومة الكويتية حول معتقلي (غوانتنامو) بناءة، ونحن ندرك صلابة الالتزام الكويتي من عدم حدوث تهديدات أو حوادث أمنية من عودة هؤلاء المعتقلين).
وذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتخذ قراراً صعباً، وهو الخاص بإغلاق سجن (غوانتنامو) في اليوم الأول من فترة رئاسته. مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم حاليا بالتشاور مع عدد من الحكومات بخصوص إلى أين سيذهب المعتقلون بعد إطلاق سراحهم.
وحول المعتقلين الكويتيين علّق فيلتمان قائلا إنه لن يعطي توقعاته حول هذه المسألة (ولكنها قضية نتناقش ونبحث فيها حاليا).
وفي الشأن الإيراني أكد فيلتمان أن بلاده تقرّ بحق إيران (بالحصول على برنامج نووي مدني للأغراض السلمية) مضيفاً أن واشنطن تعمل حاليا مع مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا المعروفة باسم مجموعة (5 + 1) للتأكد من النوايا الإيرانية الحقيقية من قضية الحصول على التكنولوجيا النووية.
ولفت أن محادثات بلاده مع إيران في سويسرا (هي الأرفع من ناحية المستوى منذ عقود، وهذه المحادثات هي بداية اختبار مدى التزام الرئيس أوباما بالوسائل الدبلوماسية).
وأعرب فيلتمان عن اعتقاده بأنه سيكون هناك العديد من الفرص في المستقبل لعقد محادثات ثنائية مع إيران (لكن لم يتم تحديد أو الاتفاق على أي شيء في هذه المرحلة).
واعتبر محادثات جنيف الأخيرة بداية بناءة وأساسا سيسمح لنا بمعرفة نوايا إيران حول هذه المسألة بصورة أسرع. إنها بداية بناءة، وإذا كان هناك إجراء بنّاء معها فسيعطي هذه المحادثات دفعة إلى الأمام. إلا أنه أوضح (الجميع يريد أن تنجح الدبلوماسية مع إيران، ولكن يجب أن نضع في أذهاننا أهمية ممارسة المزيد من الضغوط على طهران لتنفيذ طلبات المجتمع الدولي منها).
وحول قلق دول مجلس التعاون الخليجي من أن النزاع الأمريكي - الإيراني الحالي سيضر بها ويؤثر عليها سلباً أكد فيلتمان (لن نفعل أي شيء سيضر أو سيكون ضد مصالح أصدقائنا وحلفائنا في الخليج)، مشيرا إلى المحادثات والمشاورات الأمريكية المستفيضة مع الحكام العرب حاليا حول أزمة الملف النووي الإيراني.
وأوضح أن الهدف من هذه المشاورات (هو أن تدرج في استراتيجيتنا مخاوف دول الخليج والاستفادة من تجاربهم لأن هناك الكثير من الحكمة توفرها الدول العربية لنا للوصول إلى هدفنا دون أن تؤثر على مصالحها). ووصف هذه المشاورات ب(المكثفة جدا وجدية للغاية ونحن ملتزمون بالشفافية حيث نقوم بهذه المشاورات مع كل بلد على حدة). وتعليقاً على الإعلان عن منشأة نووية جديدة في مدينة (قم) الإيرانية جدّد موقف بلاده الداعم لحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي (ولكن المشكلة هي أن إيران فقدت ثقة المجتمع الدولي وافتقارها للمصداقية والشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية).
وتابع قائلاً (لهذا السبب قامت مجموعة (5+1) والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي بالطلب من إيران بتعليق أنشطتها النووية الحساسة وفتح المجال لمفتشي الوكالة بالتفتيش والرد على أسئلتهم. وأريد أن أؤكد أنه بإعادة الثقة جميع أنواع الأبواب ستفتح).
وعند سؤاله حول احتمال وجود دور إيراني في الاضطرابات الحاصلة حاليا في منطقة (صعدة) اليمنية رد قائلاً (إن المسؤولين في المنطقة أعربوا عن قلقهم من احتمال وجود تورط إيراني في هذه الأزمة، ونحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد). وأضاف (في نهاية المطاف نريد أن نرى حلا سلميا للنزاع في صعدة، وندعو جميع الأطراف الخارجية إلى التراجع والوقوف جانبا للسماح للحكومة اليمنية بالسير في طريق المصالحة وتعزيزها لأننا لا نرى أي دور بناء من التدخل الخارجي في أزمة صعدة). وتطرق المسؤول الأمريكي إلى (السلوك غير المفيد) لإيران في المنطقة ولاسيما في لبنان والعراق وأفغانستان، حيث قال (السؤال هنا هو هل ترغب إيران في أن تكون عضوا فاعلا ومسؤولا بالمجتمع الدولي من أجل لعب هذا الدور الذي تحتاج أن تلعبه وفقا للقوانين الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى؟).
وعند سؤاله حول إمكانية أن تلعب إيران دورا أكبر في العراق وأفغانستان نظرا لموقعها الجغرافي بين البلدين رد قائلاً (إن إيران أعربت عن دعمها لوجود عراق مستقل ومستقر، أما بخصوص أفغانستان فهناك فرصة للدولتين للعمل على وقف تهريب المخدرات والتباحث أيضا في قضايا اللاجئين).
إلا أنه أوضح (إلا أن إيران ما زالت تلعب دورا سلبيا من خلال دعم الجماعات المسلحة التي تسعى إلى إحداث البلبلة في الدول الأخرى. نأمل أن تقرن إيران أقوالها بأفعال).
وجدد التزام الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل الجهود لمعالجة الأزمة العراقية والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وما يتعلق بإيران (بالرغم من أن هناك روابط بينها، نحتاج إلى التركيز على الجوانب الفردية).