أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2009 لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما لجهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب. وأعلنت اللجنة، (من النادر جداً أن تجد شخصاً استطاع أن يجذب انتباه العالم ويمنح شعوبه الأمل في مستقبل أفضل كما فعل أوباما. ودبلوماسيته تقوم على تصور يرى أولئك الذين يقودون العالم أن يفعلوا ذلك على أساس من القيم والتوجهات التي تتشارك فيها غالبية شعوب العالم).
ويشرفنا أن رئيسنا الجديد تم اختياره لجائزة تعبر عن رغبة العالم في السلام.
وعلق رئيس وزراء النرويج جينس ستولتينبيرج: (الشيء المثير والمهم في هذه الجائزة أنها منحت لشخص له القوة للمساهمة في السلام).
وهذه الرغبة والرؤية أفصح عنها الرئيس أوباما أولاً لخادم الحرمين الملك عبدالله في يونيو ثم عبر عنها علنا في خطابه الاستشراقي للعالم في القاهرة والذي كان بعنوان: (بداية جديدة). وقال الرئيس أوباما إن الولايات المتحدة تسعى لبداية جديدة مع العالم الإسلامي تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المشترك. (بداية تقوم على حقيقة أن أمريكا والإسلام ليستا استثناء وليستا في حاجة للمنافسة). فهما، عوضا عن ذلك، يتوافقان في قيم مشتركة، قيم العدالة والتطور والتسامح والكرامة لجميع البشر. وأدركت لجنة جائزة نوبل نافذة الفرصة التي ساعد الرئيس في إيجادها. وهو تحد لنا أن نجعل هذا الأمل حقيقة.
وفي هذا الصدد، يسعدني أن أرى المملكة العربية السعودية، تحت قيادة الملك عبدالله الحكيمة، تبعث من جديد المبادئ الإسلامية في العدالة والتقدم والتسامح والكرامة لجميع البشر. وتتشارك المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في أشياء كثيرة، لكن هذا الالتزام المشترك بالقيم المقدسة بالاحترام المتبادل والتفاهم بين الناس هو أهم عنصر يمكن أن تشترك فيه أمتان.
ومن خلال مبادرات مثل مبادرة حوار الأديان، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، أظهر خادم الحرمين الشريفين التزاماً بنفس التقدم الذي أظهره الرئيس أوباما. وكممثل للرئيس أوباما في المملكة العربية السعودية، أشعر باعتزاز كبير في الاحتفاء بهذه الجائزة. وأكثر أهمية، إنه لشرف عظيم لي أن أعمل مع حكومة خادم الحرمين الشريفين في تحقيق مصالحنا وأهدافنا المشتركة في كافة المجالات حتى نحقق معاً الأمل في السلام والتقدم.
* سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالرياض