بعد جهد جهيد وسلسلة طويلة من الاستجداءات (المتتالية).. وبقدرة قادر استطاع ذلك المواطن (الصالح) أن يحصل هو وعائلته الصغيرة على بطاقة صعود الطائرة؛ لعل الوقت يسعفهم أن يشرعوا في صيام شهر رمضان المبارك في ربوع رياضهم الساخن؛ وكان لهم ذلك، لكن الفرحة لم تكتمل عندما..
..(طُرِدُوا) من مقاعدهم (قَسْراً) إذْ لم تشفع لهم تلك البطاقات والتذاكر -المدفوعة الثمن- بالجلوس في أماكنهم المعينة -مسبقاً- إذْ لم يترك لهم المضيف (البار) خياراً آخر عندما طلب منهم -وبفظاظة- ترك مقاعدهم (الأفقية) ليتقهقروا إلى الخلف بحثاً عن مقاعد أخرى لهم؟!، ليحل مكانهم أشخاص آخرون وبطرق غير نظامية لماذا؟وكيف؟ لا أحد يعلم!، وليس لك الحق أخي أن تسأل؟!، فهم الأولى بها، فليس هناك من مبرر منطقي (عقلي) يسوغ هذا التصرف بل إن بعض الركاب قد تعرض للإهانة عندما (كابر) في نظرهم وأصر على عدم ترك مقعده الذي دفع ثمنه قبل أشهر! فيوم الثلاثين من شهر أوغست لم يكن عادياً على هؤلاء الركاب؛ ولا أغرب من تلك الحادثة بمطار الملك خالد عندما هَمَّ أحد الزملاء بإنهاء إجراءات الصعود إلى الطائرة ليفاجأ بذلك الرد الغريب (المقعد راح) مع أن هذا المسافر قد حضر إلى المطار حسب تعليماتهم قبل إقلاع الطائرة بساعتين..؟!، وما يثير الغرابة أكثر تلك المقايضة الفورية بتبديل مقاعد الأفق إلى الأولى في رحلة تالية إلى القاهرة واشتراط السكوت والسكون أي بلع هذا التجاوز والرضا بهذا التصرف القبيح!، هل يجيز النظام هذه التصرفات (اللامسؤولة)؛ فوضى عارمة تجتاح خطوطنا العزيزة كل عام وتتكرر بنفس الطريقة والأسلوب وعلى مسمع ومرأى المسؤولين هناك الذين لم يحركوا ساكناً، واكتفوا بالتفرج فقط.
نعتز بخدمتكم.. لم يعد لهذا الشعار البراق مكان في نفوس المسافرين الذين لا يطمعون سوى بقدر ضئيل من الاحترام والتقدير من قبل موظفي الخطوط الذين يحتاجون إلى الاستجداء والاسترحام لإنجاز أبسط الإجراءات الروتينية التي لا تتطلب (فزعة) ولكنها من صميم عملهم، ومن أراد أن يشهد بعضاً من هذه الحالات فليتوجه إلى مكتب الخطوط السعودية بالرياض على طريق العليا ليرى الأرقام التي توزع بالمئات والعملاء الذين ينتظرون لساعات عتيقة صباح مساء دون نتيجة، لا أنكر وجود نماذج مضيئة داخل هذا المكتب لا نظلمها إلا أن السواد الأعظم غير متجاوب مع تلك الأصوات التي تطالب بحقوقها، ولا أعلم متى ستجد هذه الخطوط آلية لمنع تأخير إقلاع الطائرات لأي سبب كان، وإلا هل يعقل أن يتكرر إقلاع طائرة بوينغ إلى لندن في اليوم الأول من شهر أوغست في العام السابق وهذا العام أيضاً..؟!، لأسباب غير مبررة وأن ينتظر كل هؤلاء الركاب وبينهم المريض وكبير السن والطفل لساعات غير محدودة لخاطر سببٍ مجهول.. يا خطوطنا الكريمة إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.