Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/10/2009 G Issue 13523
الاربعاء 18 شوال 1430   العدد  13523
مطر الكلمات
نساء من التاريخ الصحافي
سمر المقرن

 

كتاب (معجم الصحفيين في المملكة العربية السعودية)، الذي هو جهدٌ بحثي لتأريخ مرحلة الصحافة من عام 1908م - ولغاية 1963م، هو كتاب ممتع من كافة النواحي، حيث تصورت في البداية أن مثل هذا الكتاب لن يهم إلا شريحة الإعلاميين والمهتمين في مجال الإعلام الأكاديمي، إلا أني بعد قراءته اتضح لي أن هذا الكتاب هو جزء من التاريخ الذي تحتاجه مكتباتنا ومراكزنا البحثية، التي تفتقر إلى كثير من الدراسات الأكاديمية الإعلامية وهذا ما وجدته في بحثي عن بعض الكتب المتخصصة لتكون عوناً لي في مجال دراستي الأكاديمية التي أقوم بها حالياً للحصول على درجة الماجستير في الصحافة.

نظراً لأن التاريخ هو الذي يكتبه المنتصرون، وباعتبار أن (الرجل) هو المنتصر دائماً في مجتمعاتنا فقد توقعت أن يُلغي هذا الكتاب التاريخي أي اسم نسائي ساهم في صناعة الصحافة السعودية، إلا أن الزميل سمير مرتضى خيب ظنوني الاستباقية، والتي هي ضحية نظرية (المؤامرة) التي تسكنني من حين لآخر، وفوجئت بأسماء نسائية لم أكن أعرفها وهذا تأكيد على المنهجية العلمية التي اتبعها الزميل في هذا الكتاب، كما أنه وضع المعجم تبعاً للحروف الأبجدية، أيضاً هنا ساوى المرأة بالرجل ووضع الأسماء بطريقة موضوعية حيث توقعت وهذا التوقع أيضاً ناتج عن نظرية (المؤامرة) - إياها - أن تكون الأسماء النسائية في فصل مستقل بعد الأسماء الرجالية.

بعيداً عن كل ما سبق، فأنا ممتنة للزميل سمير مرتضى على هذا المعجم، الذي سلط فيه الأضواء على نساء ورجال صنعوا صحافتنا، وقدم لي كصحافية أسماءً نسائية لأعرف امتدادي المهني وجذور بداياتي. هناك أسماء أعرفها وقريبة مني ومن كل مهتم أو متابع للصحافة السعودية، مثل: (ثريا قابل) التي أطلق عليها محمد حسن عواد - خنساء الجزيرة - بعد صدور أول ديوان شعري لها كان عنوانه (الأوزان الباكية)، بعيداً عن تجربتها الشعرية التي صدحت بكل أنحاء العالم العربي، فإن هناك تجربة صحافية مهمة لهذه السيدة لتُذكرنا بتاريخ المرأة العاملة في الصحافة السعودية، حيث حررت صفحة المرأة بجريدة البلاد عام 1963م، وكتبت في جريدة الجزيرة في منتصف الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي، كما أنها أول صحافية سعودية يتم ترشيحها لعضوية مجلس إدارة صحيفة سعودية عند التحول من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات بجريدة البلاد.

أيضاً الشاعرة العذبة التي أشتاق لها في كل حين (سلطانة بنت عبدالعزيز السديري) صاحبة التجربة الإبداعية المبكرة، التي تجاوزت بإصرارها وعزيمتها حدود العقليات المنغلقة التي تمنع مشاركة المرأة، فقد حررت صفحة المرأة في جريدة المدينة عام 1960م، وكتبت لسنوات طويلة في عدد من الصحف تحت أسماء مستعارة، لكنها خرجت بانتفاضة المرأة القوية معلنة اسمها الحقيقي الذي نتشرف به جميعاً.

هناك كذلك كما جاء في المعجم أسماء نسائية لأول مرة أعرفها، لذا اعتقد أن هذا الكتاب بالإضافة إلى كونه كتاباً يؤرخ مرحلة مهمة عن بدايات الصحافة السعودية، إلا أنه برأيي يعيد اعتبار الكثير من الأسماء سواء النسائية أو الرجالية التي نسيها التاريخ.

من الأسماء النسائية التي أطلع على تجاربها لأول مرة، وبغض النظر عن كونها أسماء مستعارة أو حقيقية (أم همام) وهي التي حررت صفحة المرأة والطفل في العدد الأول لصحيفة عكاظ في عام 1960م، أيضاً (حصة الفضل) وهي التي أشرفت على صفحة المرأة بمجلة اليمامة في بداياتها، وهناك (رجاء ملائكة) وبنظري أن هذه الشخصية وغيرها تحتاج من الصحف أو المجلات التي عملوا بها أن تضع بشكل دوري ملاحق أو صفحات مضيئة عن هذه الشخصيات التي كان لها دور ريادي في الصحافة السعودية بشكل عام، وفي صحفهم أو مجلاتهم بشكل خاص. حيث أعطاني الزميل سمير مرتضى معلومة مهمة عن (رجاء ملائكة) وهي أنها أول سعودية تحصل على ليسانس الصحافة من كلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1963م، تأتي هذه المعلومة في أهميتها من ندرة السعوديات المتخصصات أكاديمياً في هذا المجال نظراً لأن دراسة بكالوريوس الصحافة والإعلام في جامعاتنا لازال مقتصراً على الرجال، ولا أدري متى يتم التنبه إلى حاجة مجتمعنا وبناتنا لهذا التخصص ونحن نشهد افتتاح صحف جديدة وقنوات فضائية تدور العالم برمته، ولازالت بناتنا لا يدرسن بكالوريوس الإعلام؟.

وأخيراً، جهد الزميل الأستاذ سمير مرتضى، هو جهد عظيم يستحق عليه الشكر والثناء، أيضاً أنتظر بفارغ الصبر صدور الجزء الثاني الذي يوثق هذه السير الصحافية التي نبتهج ونسعد بها في كل مراحلها.

www.salmogren.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد