الجزيرة - سعيد الدحيه الزهراني
كشفت مصادر (الجزيرة) الخاصة عن أن الأستاذ الجامعي الذي أقدم على الانتحار مساء أمس الأول الجمعة بمكة المكرمة كان يعاني ضغوطاً نفسية كبيرة سببتها عوامل مادية شكلت أزمة مالية ظل يعاني على أثرها مديونيات ومطالبات استحقاقية كبيرة.
كما علمت (الجزيرة) من مصادرها أن المتوفى (د. ناصر بن علي الحارثي) أقدم على الانتحار بعد أن دون ورقة بين فيها أنه سيقدم على الانتحار موضحاً جملة من النقاط التي تأتي في مقدمتها مسألة الضغوط النفسية التي سببتها أزمة مالية ظل يعاني آثارها خلال الفترة الأخيرة من حياته.
وفي هذا الإطار يذكر د. أحمد عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية بجامعة الملك سعود أن المتوفى كان يبني بيتاً بمكة المكرمة وقد كلفه كثيراً مما اضطره إلى الاستدانة من بعض الزملاء.. لكن الأمر لا يخرج في نهاية الأمر من مديونيات عادية وليست كبيرة لدرجة أنها تشكل محاور ضغط نفسي أو مالي أو اجتماعي.. أو أنها تجعله يقدم على ما أقدم عليه خشية من السجون أو نحوها..
وأكد الزيلعي أن المتوفى رحمه الله من خيرة العاملين بالحقل الآثاري والحضاري طالباً وأستاذاً وخبيراً ومستشاراً.. وما كتبه التي تزخر بها مكتباتنا إلا أحد أهم تلك الدلائل على تميز هذا العالم الكبير الذي خسرنا بموته الشيء الكثير.. سائلاً الله الكريم أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه. وفي مكالمة هاتفية مع الرائد عبدالمحسن الميمان الناطق الإعلامي باسم شرطة العاصمة المقدسة ذكر الرائد الميمان أنه في مساء الجمعة الفائت تلقى مركز شرطة العزيزية بمكة المكرمة بلاغاً يفيد عن وقوع حادثة انتحار بحي العوالي.. وعلى الفور انتقلت الجهات الأمنية المعنية إلى الموقع ووجد أن المنتحر في الخمسين من عمره معلقاً داخل غرفة مكتب.. وتم تصوير الحادث ونقل الجثمان بعد إنهاء الإجراءات اللازمة إلى ثلاجة مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة.. حيث أحيلت كامل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام..
يذكر أن الحدث لاقى دهشة كبيرة في الوسط الثقافي والتاريخي السعودي وخصوصاً من معارف وأصدقاء الراحل الذين يجمعون على أن الحدث كان مفاجأة وفاجعة مؤلمة للغاية.. مؤكدين أن الراحل كان يتمتع بعلاقات اجتماعية وصداقات أخوية واسعة وكبيرة ولم تكن شخصيته وسيرته توحي بأدنى ما يشير إلى أنه سيقدم على ما أقدم عليه.
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.