حائل - عبدالعزيز العيادة:
تضاعفت أعداد المرضى المقعدين في منازلهم في حائل خلال الفترة الأخيرة مما تسبب بنشوء مراكز صحية مصغرة في بعض البيوت للقادرين منهم لخدمة المرضى لديهم في حين تحولت حالات المرضى الآخرين إلى عبء ثقيل على عدد من الأسرة التي لا عائل لها بسبب أن المريض الموجود لديهم والمقعد هو والد الأسرة (الجزيرة) قامت بزيارات لعدد من المنازل البعيدة عن الأضواء الإعلامية والمليئة بالمعاناة والظروف الصعبة منها حالة والدة طفل رضيع كتب الله عليه بأن لا يستطيع أن يتناول حليبه إلا مع أنفه ولأن الأم لا تعرف كيفية ذلك تلجأ كل ساعتين إلى الذهاب إلى المستوصفات الخاصة وعلى حسابها الخاص ليمكنوا الطفل من الرضاعة فيما لا تزال أم سليمان صابرة على وضعها الصعب بعد الحادث الذي أصاب أبو سليمان زوجها ووالد أطفالها الصغار ولا دخل مالي لهم منذ أكثر من عامين وابو سليمان مقعد ممد على سريره لا يتحرك إلا بمساعدة أم سليمان التي تحولت باجتهاد إلى ممرضة مخلصة وفق إمكانياتها!!
أما أكثر تلك الحالات صعوبة هي لشاب في مقتبل العمر أصيب والده بشلل منذ 12 عاما وليس لوالده غيره فكان له الممرض والابن البار ولكن الإمكانات الطبية والمادية تحول دون إتمامه لبره بوالده خصوصا وأن أحد المستشفيات أكد وجود علاج طبيعي وتأهيلي لوالده ولكن يتطلب منه دفع مبالغ مالية كبيرة على قدرة الشاب وإمكاناته. وبرزت حاجة أوضاع هؤلاء إلى ايجاد تنسيق وبرامج رعاية اجتماعية وطبية وخيرية تسهم في انهاء معاناة هذه الاسر ومرضاهم المقعدين في المنازل خصوصا وقد قادت ظروف بعض هذه الأسر إلى إنهاء المستقبل الدراسي لعدد من أبنائهم الذين وجدوا أنفسهم مكبلين بأعباء كبيرة لا تساعدهم على إكمال دراستهم وقد طالب عدد ممن التقتهم (الجزيرة) بأن تكون بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم برامج تعاون لدراسة أوضاع مثل هذه الأسر وتشجيع المحسنين على تبني مراكز طبية متكاملة تأهيلية داخل بعض الأحياء ولدى بعض المنازل تكون تحت إشراف طبي بعيدا عن الاجتهادات من أجل أن تخدم المرضى على الوجه الأكمل كما طالبوا مجلس المنطقة والجهات ذات العلاقة من لجنة أصدقاء المرضى والجمعية الخيرية وجمعية الملك عبدالعزيز للخدمات الاجتماعية بدراسة مثل هذه الحالات وإيجاد حلول عملية لهم.