نحن لا ننكر.. أن هناك واجباً وطنياً يجب على رجال الأعمال والموسرين الاضطلاع به تجاه وطنهم.. وبعضهم.. أو الغالبية منهم لا يقصرون.. إذ يحاولون الإسهام أو المشاركة ولو على استحياء.. لكن بعضهم.. سلبي للغاية.
** وبلدنا يعتمد على التجارة الحرة.. ولا يعرف شيئاً اسمه الضرائب.. وبالتالي.. فإن التجار يغترفون الأموال اغترافاً.. ونحن لا نقول.. إلا.. اللهم بارك لهم في أموالهم.. وعسى أن يكون موردها حلالاً.. ومصرفها حلالاً.. ولكن هذا ليس موضوعنا.. إذ إن موضوعنا.. هو الإسهام أو المساهمة الوطنية ودور التجار تجاه بلدهم.
** غير أن المساهمة المطلوبة.. هي تنفيذ مشاريع يحتاج إليها البلد وتبقى للبلد.
** نعم.. الدولة لم تقصر.. والمشاريع الحكومية لم تتوقف - بفضل الله -، ولكن يظل على رجال الأعمال دور وطني وإسهام مطلوب تجاه بلدهم.
** غير أن هناك دوراً آخر ينشده أحياناً المحافظون ورؤساء المراكز.. وهو تمويل الاحتفالات والمناسبات.. سواء كانت مهمة أو غير مهمة.. إذ يلجأ بعض المحافظين أو رؤساء المراكز في بعض المدن والقرى إلى أسلوب يشبه التسول والشحاذة.. والطلب من (الجميع)، مقتدرين وغير مقتدرين، تمويل (عزومة) أو مناسبة احتفالية.. تمضي وتنتهي خلال ساعات بسيطة.. دون أن يكون لها عائد أو مردود أو نفع للبلد غير تلك التظاهرة الاحتفالية السريعة الزوال.. دون أن تترك أثراً أو يستفيد منها أحد.
** إن أكثر.. أو ربما كل هذه الاحتفالات تقام على حساب التبرعات والشحاذة حتى أن بعض الناس صار يكره هذه الاحتفالات؛ لأنها تقوم أساساً على ما يجود به هؤلاء المتبرعون.. حتى أن الكثير منهم صار يبتعد ويختبئ عن الأنظار؛ حتى لا (يصيدونه) ويطلبون منه تقديم تبرع معين لتمويل حفل أو عزيمة أو مناسبة احتفالية.
** إن من المعلوم.. ومن المعروف.. أن المحافظات والمراكز لديها ميزانيات (ضيافة) مرصودة وتدفع لكل مركز ومحافظة، وعليها أن تقيم احتفالاتها على قدر ميزانياتها.. إلا إذا تبرع تجار كبار موسرون معروفون وخصصوا ميزانية لذلك ومن عند أنفسهم فلا بأس من الاستعانة بها.. أما أن تعتمد كل الاحتفالات وتقوم أساساً على التسول والشحاذة وملاحقة الناس وإعداد قوائم بالتبرعات من أجل حفل ينتهي خلال ساعة أو ساعتين.. فهذا شيء غير معقول.
** هناك محافظات ومراكز (بُليت) بكثرة الاحتفالات بمناسبة أو بغير مناسبة.. حتى اختلقت مناسبات لتكريم هذا وذاك.. ومَن يستحق ومَن لا يستحق.. ودور (سعادة) المحافظ أو (حضرة) رئيس المركز.. هو (الترزز) فقط.. وعلى رأي المثل الشعبي (كريم من مال غيره).
** في منطقة مكة المكرمة.. منع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أي مظاهر احتفالية من هذا النوع، وأصدر قراراً يمنع الشحاذة.. وأي احتفالية تقام على حساب المحافظة أو المركز؛ يعني تتحملها (الحكومة) ممثلةً في المحافظة أو المركز؛ لأن هناك ميزانيات ومخصصات و(ضيافات) لكل محافظ أو مركز.. ومع هذا.. هل سمعتم أن أحداً من هؤلاء ذبح حتى دجاجة (؟!!).
** نحن نعايش مناسبات عدة تقيمها بعض المراكز والمحافظات لتكريم فلان أو آخر.. أو لأي غرض مشابه.. كل تكاليفها تُمول من (القطَّة) أو الشحاذة.
** متى نترك هذه العادة؟
** وهل ننتظر حتى نشاهد بعض المحافظين ورؤساء المراكز وهم يزاحمون الشحاذين في المساجد وأمام إشارات المرور (؟!!).