منذ أن التقيت بالأخ الكريم الدكتور عدنان بن أحمد البار في مكة المكرمة في مناسبة خيرية للأيتام قبل ثلاث سنوات حيث حدّثني عن جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكة المكرمة، منذ ذلك اللقاء شعرت أنّ هذه الجمعية ستكون من الأعمال الخيرية الجليلة التي ينفع الله بها الناس في هذا المجال المهم، وها هي ذي تبرز في عناوين صحفية، وفيما يتناقله عنها المستفيدون منها، عملاً خيرياً صحياً كبيراً جديراً بالإشادة والتقدير والدَّعم، ومن أبرز أعمال هذه الجمعية المباركة العيادة المتنقِّلة التي تصل إلى أولئك المرضى الذين يعجزون عن الوصول إلى المراكز الصحية في القرى والهجر والأربطة الخيرية في مكة المكرمة وفي جدة، والأسر الفقيرة التابعة لجمعية البر وغيرها من الجمعيات الخيرية.
|
لقد أشار تقرير الجمعية إلى نجاح هذه العيادات الخيرية التي موَّلتها مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي - جزاهم الله خيراً - في معالجة (11328) مريضاً، وفي تقديم الخدمات الطبية الأخرى، كالتطعيمات الوقائية، ومكافحة بعض الأمراض التي تنتشر في بعض الهجر والقرى النائية، والتوعية الصحية التي يفتقر إليها عدد كبير من سكان المناطق البعيدة عن المدن والمراكز الصحية المتطوِّرة، وكذلك تحويل الحالات المرضية التي تحتاج إلى علاج أطول إلى المستشفيات الكبيرة وترتيب تنويم المرضى المحتاجين إلى ذلك.
|
يقول الدكتور عدنان البار - وفّقه الله والعاملين معه -: لقد استطاع مشروع (العيادة الخيرية المتنقِّلة) - بتوفيق الله وعونه - أن يُسيِّر أربعين قافلة طبية متكاملة إلى عدد من القرى والهجر النائية في منطقة مكة المكرمة، والمناطق المجاورة لها، وأن يقوم بجولات داخلية قاربت التسعين جولةً على الأربطة الخيرية والأسر الفقيرة التابعة لبعض الجمعيات الخيرية في جدة ومكة، حيث تكثر الأربطة وهي مساكن (موقوفة) لإيواء الفقراء والمحتاجين الذين لا يستطيعون أن يوفِّروا لأنفسهم وأهلهم مسكناً، ولطلاّب العلم المحتاجين إلى مساعدةٍ تؤمن لهم ضروريات الحياة الكريمة حتى يكملوا مشوارهم العلمي. وأشاد الدكتور عدنان بدور المتطوعين من الأطباء والفنيين الذين يتعاونون مع هذا المشروع الخيري المبارك.
|
ونقول: ما أجمل هذه الخطوات العملية، وما أحوجنا إلى انتشار مثل هذه المشروعات التي تخطط وتنفِّذ، وتباشر العمل بعيداً عن التنظير، والكلام الكثير دون عمل ملموس.
|
إنّ لرجال الأعمال وأصحاب الأموال في مثل هذه المشروعات لدوراً كبيراً منتظراً، إضافة إلى أدوار بعضهم البارزة في مجالات الخير المختلفة، ومنها هذا المجال المهم المتعلِّق بالصحة والوقاية من الأمراض المنتشرة داخلياً وخارجياً.
|
يقول لي أحد المباشرين للعمل في هذا المشروع الخيري، لقد رأينا من أثر هذه القوافل الطبية المتنقِّلة في شفاء كثير من الحالات - بإذن الله - وفي البهجة والرِّضا الذي تتحدث بهما وجوه الناس، وابتساماتهم ما هوَّن الصعوبات، وأشعرنا بالسعادة التي لا تُوصف، ونقول: جزى الله خيراً كلّ من كان له دور في تسيير هذه القوافل المباركة.
|
|
يرحل الناس عن الدنيا ويبقى |
مَنْ زكتْ آثاره أطول عمرا |
|