صنعاء - «الجزيرة» - عبدالمنعم الجابري:
يواصل الجيش اليمني عملياته العسكرية ضد عناصر التمرد الحوثية في حرف سفيان بمحافظة عمران وبعض مديريات محافظة صعدة، ورغم دعوات الحكومة اليمنية المتكررة للمتمردين للقبول بنقاط مبادرة السلام التي أعلنت عنها أواخر رمضان الفائت، إلا أن مصادر عسكرية ومحلية تصف عمليات الجيش بالأعنف طوال الحروب الخمس التي اندلعت أول شراراتها في 2004م ، ويعلن الجيش اليمني وبشكل شبه يومي تحقيق مكاسب ميدانية وإلحاق خسائر فادحة في صفوف المتمردين وهو ما يواجهه الحوثي بالنفي.
ويواجه الجيش اليمني حرب عصابات شرسة من قبل المتمردين الحوثيين، ولا تقل صعوبة مهمة الجيش اليمني في تطهير بعض مديريات محافظة صعدة الشمالية من عناصر التمرد الحوثية عن صعوبة الطبيعة الجغرافية الوعرة لمحافظة صعدة.
وقد كان للطيران الحربي كلمته في الحرب السادسة التي دخلت شهرها الثاني في دك معاقل المتمردين الحوثيين وتدمير تحصيناتهم في تلك المناطق الجبلية الوعرة بالإضافة إلى كثير من مخازن أسلحتهم إلى جانب قطع وضرب معظم الطرق والوسائل التي كانوا يعتمدون عليها في الحصول على الإمدادات بالمؤن والسلاح والوقود وغيره.. كما كان للقوات الخاصة اليمنية أن لعبت دوراً مهماً في المواجهات مع الحوثيين ونفذت عمليات وصفت بأنها نوعية استطاعت من خلالها قلب الموازين في تلك المواجهات من منظور أن المتمردين اعتادوا على اتباع أساليب حرب العصابات في مواجهاتهم مع القوات الحكومية النظامية بحيث نجد أن وحدات الجيش اليمني قد عمدت في حربها الحالية (السادسة) مع المتمردين الحوثيين إلى استخدام أساليب تكتيكية جديدة في مواجهة تلك الأساليب من حرب العصابات التي يستخدمها المتمردون وهو ما كان له أثره الكبير على سير العمليات العسكرية لصالح القوات الحكومية التي استطاعت أن تسيطر على كثير من المناطق التي كانت تحت سيطرت المتمردين وتكبيدهم خسائر فادحة لم يسبق أن تعرضوا لمثلها في الحروب الماضية والعكس بالنسبة لقوات الجيش والشرطة التي قلت خسائرها بكثير في هذه المرة مقارنة بالمرات السابقة.
ووفقاً لما تؤكده مصادر محلية موثوقة في محافظة صعدة فإن ما لا يقل عن ألف عنصر من المتمردين الحوثيين قتلوا منذ بداية جولة الحرب الأخيرة.
وتقول مصادر عسكرية رسمية في صنعاء إن الجيش يعطي حاليا أولوية لتطهير وتأمين فتح الطرقات وخصوصا الطرقات الرئيسة أمام تدفق المساعدات والمواد التموينية إلى النازحين والمواطنين في محافظة صعدة التي تشهد أزمة تموينية ونقصاً في بعض السلع الضرورية.
ومازالت وحدات من الجيش اليمني تواصل الكر والفر مع من تبقى من عناصر التمرد الحوثية في بعض المواقع بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران والتي تتحكم بالطريق الرئيس الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة صعدة، وحيث أعلن الجيش في وقت سابق عن استعادة عدد من المواقع المطلة على طريق صنعاء صعدة، تؤكد المصادر في مديرية حرف سفيان أن هناك تقدماً كبيراً للقوات الحكومية في اتجاه مدخل منطقة (العمشية) والتي تبعد 50 كيلوا متر عن مدينة صعدة في محاولة من الجيش لإعادة فتح طريق صنعاء صعدة، وحال التطهير التام لحرف سفيان فإن ذلك سيمثل ضربة قاصمة للمتمردين الحوثيين، وفي الوقت نفسه سيؤدي إلى حل مشكلة النازحين التي تمثل حرجاً كبيراً للحكومة اليمنية أمام المجتمع الدولي، خصوصاً وأن المتمردين الحوثيين يستغلون هذه المسألة ويعزفون على مآسيهم في محاولة لإيجاد نوع من الضغط على الحكومة باتجاه إيقاف الحرب, أضف إلى ذلك أن فتح وتأمين هذا الطريق من شأنه تسهيل تدفق الإمدادات العسكرية إلى صعدة التي يتم الوصول إليها حالياً عبر مناطق أخرى بعيدة في المسافة.
وعلى صعيد سير العمليات العسكرية والتي تؤكد معطيات الواقع على أن القيادة اليمنية مصممة تماماً هذه المرة على عدم وقف الحرب مهما كانت الضغوط حتى يتم القضاء التام على الحوثيين واستئصال ما أطلقه الرئيس علي عبدالله صالح علي بالسرطان الخبيث من محافظة صعدة.. ووفقاً لمصادر عسكرية فإن الجيش اليمني حقق حتى الآن معظم أهدافه في اتجاه القضاء على عناصر الإرهاب الحوثية وأن المسالة لم تعد سوى مسألة وقت لا أكثر.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو أن الوضع الميداني يؤكد أن المتمردين الحوثيين شارفوا على الانهيار التام ودليل ذلك هو أن أجهزة الأمن اليمنية تمكنت من القبض على العديد من قياداتهم قبل الفرار إلى الخارج بغض النظر عن تلك الزوبعة الإعلامية التي تحاول بعض وسائل الإعلام الداعمة لتلك العناصر ترويجها سواء وسائل الإعلام التابعة لإيران أو لبعض أطراف المعارضة في اليمن.
حتى أن تلك الوسائل تحاول أن تصور الحوثيين وكأنهم حركة قوية يمكنها أن تحقق شيئاً ما على أرض الواقع.
ولعلنا نجد في هذا السياق أنه وعندما اشتدت وطأة القصف الجوي من طائرات السوخوي روسية الصنع، وطائرات ال(f 5) على مناطق نفوذ وتواجد الحوثيين سارع المتمرد عبدالملك الحوثي إلى التهديد من أن مليشياته المسلحة، وخلاياه النائمة قادرة على توسيع دائرة المواجهة والحرب إلى خارج محافظة صعدة وحرف سفيان كرد انتقامي ضد الحكومة والقيادة السياسية في اليمن، مما أوحى حينها وكأن ثمة مقدرة لدى المتمردين الحوثيين، كما أثار عاصفة من التكهنات وصل حد تسرع بعض وسائل الإعلام والفضائيات بأن محافظة الجوف اليمنية هي المنفذ الآخر المرشح، ومما ضاعف هذه الحجة الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد إلى الوحدات العسكرية في محافظة الجوف ووصفها الخبر الرسمي بزيارة معايدة وتفقدية لتلك الوحدات ولكن لهيب المعركة اندلع في جنوب اليمن وتحديداً في محافظة أبين ومع الشيخ طارق الفضلي وهو محسوب على التيار الإسلامي المتشدد (تنظيم القاعدة)، ولاسيما عندما سبق معركة أبين إطلاق سراح جنود جنوبيون كانوا محتجزين عند الحوثيين بناء على تشفع طارق الفضلي.. وعلى هامش هذا التوافق بين قيادات متطرفة في جنوب اليمن (أبين) وأخرى نظيرة لها في شمال اليمن (صعدة) نظر إليه كتحالف مشبوه (رغم ما بينهما من تناقض كبير.. إلا أن المصائب تجمع المصابينا) كما يقولون..
إذ اجتمع النقيضان على معارضة سياسات الرئيس اليمني صالح، وتوافقا لتقويض أركان الدولة هناك.. وهذا ما تحدثت به كلمة صحيفة الثورة الرسمية بصنعاء التي صدرت في 30 سبتمبر الفائت بعنوان: لا تحالف قوى التخلف (الإرهاب).. حيث أشارت إلى أنه لم يطل الوقت على.. تحديث عن وجود تحالف ارتدادي إرهابي بين قوى التمرد، والقاعدة.. وان عناصر من الثانية تقاتل في صفوف الأولى في صعدة حتى جاء دليل الإثبات من طرف من طرف المشار إليهم بأصابع دمغها بالدموية!!، بل أن الرأي الرسمي الحكومي يرمي في تحالف (الحوثي- الفضلي) محاولة بائسة ويائية لفك الحصار والتقاط الأنفاس، وتأخير أجل الحسم وموعد نهاية التمرد الحوثي في شمال اليمن بصعدة وحرف سفيان.. وكون تحالف كهذه له أبعاده، وله مخاطره بادر مجلس الدفاع الوطني إلى عقد اجتماع في 29 سبتمبر ورأسه فخامة الرئيس صالح، وان كان ما أعلن عنه رسمياً انه كرس لتناول الأوضاع العسكرية والأمنية في محافظة صعدة بعد مرور أكثر من شهر ونصف على بدء العمليات العسكرية ضد المتمرد الإرهابي الحوثي، ولكن بدرت إشارة إلى مضمون أجندة اجتماع مجلس الدفاع الوطني، إذ أيد المجلس دعوة الرئيس صالح لبناء اصطفاف وطني واسع لمجابهة الأزمة في صعدة و(التحديات) التي تواجه البلاد.
وفي المقابل بدأت وسائل الإعلام اليمنية في تعرية الأفكار المتطرفة للمذهب الاثني عشري الذي تنشره جماعات الحوثي في صعدة ونشر بعض تلك اللقاءات التلفزيونية مع النازحين الذين يروون مآسيهم على أيدي عناصر التمرد الحوثية من اختطاف وتعذيب وتفجير منازلهم وفرض الزكاة (لآل البيت) وإجبار الفتيات على زواج المتعة، كما عمدت وسائل الإعلام اليمنية إلى إجراء مقابلات مع عناصر التمرد التي وقعت في أيدي الجيش اليمني وعن معتقداتهم والتعبئة الخاطئة لهم، بما في ذلك سب صحابة رسول الله (ص) رضوان الله عليهم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وغيرها من المقاطع التي هزت الشارع اليمني، واستطاعت الحكومة اليمنية أن تخلق إجماعاً شعبياً لمساندة عملياتها ضد المتمردين الحوثيين رغم الهوة الكبيرة بين حزب المؤتمر الحاكم وتحالف أحزاب معارضة المشترك وبعض القلاقل التي تشهدها بعض المحافظات الجنوبية.
وحيث يرى بعض المتابعين أنه يمكن لتلك المشاكل السياسية التي تعيشها اليمن أن تؤثر سلبا على قدرة الحكومة اليمنية في خوض حربا طويلة ضد أسلوب حرب العصابات لعناصر التمرد الحوثية، فضلا عن خطر تنظيم القاعدة الذي مازال يتملك الكثير من الخلايا النائمة في اليمن وربما يسعى إلى استغلال انشغال الحكومة بحربها في صعدة والقلاقل في بعض المحافظات الجنوبية إلا أن البعض الآخر من هؤلاء المراقبين يرى أن التفاف الشارع اليمني خلف القيادة والحكومة أمر يعزز من قدرات الدولة على فرض هيبة النظام والقانون والتصدي لقوى الإرهاب والتمرد والفوضى.
يأتي ذلك في وقت كانت الدوائر الرسمية في الحكومة اليمنية قد تحدثت أكثر من مرة عن صلة بين المتمردين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة وجماعات ما يسمى الحراك الجنوبي.
ولم تعد تلك الصلة خافية بعد إصدار البيانات من قبل تلك الأطراف الثلاثة (الحوثيون - القاعدة - الحراك الجنوبي) و التي تتعاطف مع بعضها البعض وهدفهم هو النظام في صنعاء.
وقد خرجت مظاهرات في المناطق الجنوبية وحدثت بعض المصادمات مع قوات الأمن في مدنية زنجبار في أبين ومدينة الضالع بعد تبادل التصريحات الغزلية بين قائد التمرد عبدالملك الحوثي والقيادي في الحراك الجنوبي طارق الفضلي الذي دعا إلى التظاهرات في مدن الجنوب وطارق الفضلي يعتبر من القيادات البارزة في تنظيم القاعدة وله علاقات وطيدة بأسامة بن لادن وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمته بالوقوف وراء حادثة تفجير المدمرة (أس. أس. كول) في شواطئ عدن في أكتوبر من العام 2000م.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن ما يطلق عليها (الحرب السادسة) بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين ( الشيعة) قد كشفت للرأي العام سواء على مستوى الشارع اليمني أو في الشارع العربي والإسلامي الكثير من حقائق الحركة الحوثية وأهدافها وما تمارسه من أعمال وجرائم ولعل ابرز ما كشفته هذه الحرب التي كان للإعلام دور بارز فيها هو ما يتعلق بتلك الأيديولوجية التي تحملها وتروج لها هذه الحركة ومواقفها المسيئة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعتقداتها المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.. هذا إلى جانب الكشف عن حقيقة التدخلات الخارجية من بعض القوى الأجنبية التي لها مطامع وأجندة خاصة بالمنطقة تسعى إلى تحقيقها عبر دعمها للحوثيين في اليمن.
وقد كان للكشف عن هذه الحقائق أن عزز من موقف القيادة والحكومة اليمنية وجعلها تحظى بتأييد شعبي واسع والتفاف ومساندة جماهيرية غير مسبوقة من جانب أبناء الشعب اليمني في مواجهتها مع المتمردين الحوثيين.
وبقدر القلق الرسمي من الأبعاد الخطيرة للمتمردين الحوثيين على اليمن والمنطقة، فإن هناك قلقا شعبيا متصاعداً من الأفكار التي تروجها جماعات الحوثي وما يمكن أن تسببه تلك الأفكار من شرخ مذهبي في اليمن، بعد ظل المذهب الزيدي والمذهب الشافعي يتعايشا جنبا إلى جنب سلميا، رغم أن عدداً من علماء المذهب الزيدي قد تبرؤوا مما يعرف بملازم حسين بدر الدين الحوثي الذي أسس جماعة الحوثيين ولقي مصرعه في أول حرب ضدهم عام 2004م، ويصر الحوثيون على إدخال أفكار المذهب الاثني عشري على المذهب الزيدي ليجعله أكثر تشدداً.
وقد دأب الحوثي الأب (بدر الدين) ومعه أولاده (حسين بدر الدين الحوثي) الذي لقي مصرعه في الحرب الأولى بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في العام 2004م وكذلك يحيى بدر الدين الحوثي الذي يقيم حالياً في ألمانيا وعبدالملك الحوثي القائد الميداني للمتمردين في الحرب الحالية جميعهم دأبو على نشر الأفكار الهدامة والمظللة في أوساط البسطاء من الناس من أبناء القبائل مستغلين لذلك حالة الجهل والتخلف الثقافي والأمية المنتشرة في أوساط المواطنين وبخاصة في تلك المناطق في محافظة صعدة وبعض مناطق محافظة عمران ولعل الأدهى في الأمر هو أنهم عمدوا إلى اتباع نهج تحريضي ضد المسلمين مخالفاً للكتاب والسنة النبوية وعبؤوا الناس البسطاء على هذا الأساس بل ووصل بهم الحال إلى حد تعبئة أتباعهم على الإساءة لبعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ومعاوية وإلى السيدة عائشة رضوان الله عليها.. ومن خلال اللقاءات التي يبثها التليفزيون اليمني مع عناصر من الحوثيين الذين يتم القبض تفاجأ المشاهدون خلال الأيام الماضية بأحد أتباع الحوثي وهو يساوي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حسين بدر الدين الحوثي عندما قال بصريح العبارة: (رسول الله وسيدي حسين واحد.. لا خلاف في ذلك) وقال إن عائشة رضوان الله عليها قتلت الإمام علي وما إلى ذلك من الأفكار التي عمد الحوثيون على تعبئة الناس بها.
رابط مقطع فيديو لحديث ذلك الإرهابي من أتباع الحوثي:
http://www.youtube.com/ watch?v=ZPN61MkSx5s
رابط آخر:
http:// www.dailymotion.com/ user/26septembernet/ video/xan4v5_yyyyyy- yyyy-yyyy-yyyyy-yyy- yyyyy-yy_news
وكما يقول القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد في اليمني فإن مشكلة الحوثيين تتمثل في النزوع الموجود لدى عبدالملك الحوثي وأخيه يحي وأخيه حسين من قبل ووالدهم ووالده أيضا نحو التسلط وهذه المشكلة ليست جديدة فقد بدأها والد بدر الدين الحوثي الذي كان قد ادعى الإمامة خلال فترة الاحتلال التركي لليمن.
مشيراً إلى أن الإيديولوجية الفكرية لدى الحوثي وأولاده تقوم على أساس الحق الإلهي في العلم والحق والإلهي في الحكم، وذلك من منطلق أنهم يعتقدون أن الله اختصهم أناساً بالعلم دون غيرهم وأنهم علماء دون أن يعلمهم أحد وأن الله عز وجل اصطفاهم لحمل كتابه وبيان أحكامه وتفسير آياته وأن اختيار الحاكم من حق الله وليس من حق البشر.
أي أن الفكر لدى الحوثيين يقوم على أساس الحقين الإلهيين في العلم والحكم حتى أنهم ومن أجل تبرير هذا الأمر فإنهم أيضا لجؤوا إلى تأويل بعض آيات القرآن الكريم تأويلاً خارجاً عن مقتضيات نصوص القرآن الكريم ووقفوا موقفاً معادياً للسنة ولا يأخذون من السنة إلا ما كان مروياً عن طريق آل البيت وما عدا ذلك فإنهم لا يقبلونه.
* من أقوال الصريع حسين الحوثي في ملازمه وكتيباته:
يرى الصريع حسين بدر الدين الحوثي من خلال كتيباته ومنشوراته التي يتم توزيعها هنا وهناك وكذا تدريسها وتلقينها للمغرر بهم من المواطنين البسطاء أن السلف الصالح هم من قتل علياً.
ويقول في أحد منشوراته: هكذا من يهتفون الآن ممن يتسمون بالسلف الصالح ممن قتل علي وفاطمة والحسن والحسين, فاطمة نفسها قتلت كمداً وقهراً وهي ترى هذا الدين يعصف به من أول يوم بعد وفاة والدها صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, لم تبك على فدك, فدك قضية تؤلمها, إنما ماتت كمداً على هذه الأمة.
ويعتبر أن ولاية أبي بكر وعمر من موانع الهداية:
كما يقول حسين الحوثي معلقاً على تفسير قوله تعالى في الآية (55) من سورة المائدة : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
(هكذا يدفع أولئك الذين يحاولون بأي وسيلة أن يدفعوا الآية عن أن تكون نزلت في الإمام علي عليه السلام, يدفعهم إلى أن يجعلوا كتاب الله الذي أحكمت آياته ولا ككلام الناس العاديين, دع عنك البلغاء والعقلاء من الناس, هذا كله من أجل من؟ من أجل عمر, لأنه إذا كانت الآية في هذا المقام المهم هي تتحدث عن نوعية عالية جداً من المؤمنين وتكون في علي بن أبي طالب يعني علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر, إذا كان علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر وعمر فهذه هي الطامة على تسعين في المائة من الأمة, يعتبرونها كارثة عليهم, أن يكون علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر وعمر, فلهذا قلنا: من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق التي تجعله فيها من أولئك الذين وصفهم الله بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة (54).
كما ذهب حسين الحوثي إلى حد القول بأن خلفاء الرسول سبب المصائب على الأمة حيث يقول: (كل سيئة في هذه الأمة كل ظلم وقع للأمة وكل معاناة وقعت الأمة فيها المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان, عمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها, هو المرتب للعملية كلها فيما يتعلق بأبي بكر).
يصف من يوالي الصحابة بالخبث:
ويصف حسين الحوثي من يوالي الصحابة بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم, ويصف من يواليه بالخبث, فيقول: (إذا لم تدعه هو (يعني الرسول صلى الله عليه وسلم) فستصبح تلقائياً في جانب الشر وفي جانب الخبث, فتصبح خبيثاً, إذاً فلتأتِ إلى الآخرين (أبي بكر وعمر), بل الكل من الصحابة أنفسهم ليس لأحد هذا المقام (يعني مقام الولاء لهم)).
ويضيف حسين الحوثي متحدثاً عن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بقوله:
(له أهداف أخرى آمال أخرى, هو لا يهمه أمر الأمة تضل أو لا تضل فيحول بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كتابة هذا الكتاب,.. ألم يكشف لنا هنا نفسية عمر أنه إنسان لا يهمه أمر الأمة, هل هذا إنسان يهمه في أعماق نفسه أمر الأمة وأمر الدين؟ لا. إذاً فهذه النوعية هي التي لا تصلح إطلاقاً أن تحمل لها ذرة ولاء, فعمر وكل من في فلكه ليسو أمناء على الأمة, ولا يمكن أن يكونوا هم الإعلام الذي تقتدي بهم الأمة, ولا يمكن أن يؤيد الإسلام ولا كتابه ولا رسوله أن تلتف الأمة حول عمر ويكون علماً كما يصنع الآخرون).
يطعن في عثمان:
يقول حسين الحوثي في محاضراته المكتوبة والتي تلقن لأتباعه: (لكنهم -يعني أهل السنة- متى ما تحدثوا عن غزوة تبوك تراهم منشغلين بأن عثمان أعطى مبلغاً كبيراً لتمويل هذه الغزوة, هذا هو المهم عندما يعرضوه في المناهج الدراسية, وعندما يتحدث أحد من الكتاب في السيرة أهم شيء أن يتحدث عما أعطاه عثمان من تمويل لهذه الغزوة الذي هو معرض للشك وانعدام الواقعية في أنه أعطى فعلاً).
الحوثي يرى أن أصول الفقه أبعد الأمة عن دينها:
يقول: (أنا شخصياً أعتقد أن من أسوأ ما ضر بنا وأبعدنا عن كتاب الله وأبعدنا عن دين الله وعن النظرة الصحيحة للحياة والدين, وأبعدنا عن الله سبحانه وتعالى هو علم أصول الفقه, وبصراحة أقولها: فن أصول الفقه من أسوأ الفنون).
* إيران والحركة الحوثية:
مع كل جولة حرب ضد المتمردين الحوثيين تتحدث صنعاء عن ارتباطات جماعة الحوثي بجمعيات ومرجعيات شيعية في الخارج وبالذات في إيران، ويمكن للإنسان البسيط أن يلحظ تلك العلاقة من خلال الإمكانيات المالية الكبيرة وترسانة الأسلحة التي يمتلكها الحوثي وأتباعه في صعدة.
ولم تعد الاتهامات لإيران بالتدخل في الشأن اليمني يقتصر على مسؤولي الحكومة بل امتدت لتشمل قيادات في المعارضة.
ويقول النائب البرلماني عزيز الزنداني عن حزب الإصلاح وتكتل المشترك المعارض: إن الكم الهائل من الأسلحة والأموال التي لدى الحوثي وأتباعه لاشك أن وراءها خزينة ضخمة لا تمتلكها إلا دول لتنفيذ أجندة خارجية للإضرار باليمن وسكينته العامة.
كما اتهم القيادي في الحزب الناصري وتكتل اللقاء المشترك محمد الصبري إيران بالتدخل فيما يجري في صعدة، وقال الصبري: إن المستجدات الجديدة المتعلقة بالسياسة الدفاعية الإيرانية تجاه منطقة الخليج والجزيرة العربية يدخل ضمنها ما يجري من نزاع مسلح في صعدة ومن أعمال القرصنة في الخليج وكل ذلك يضع إيران في موضع المعني بما يجري في هذه الساحة الجغرافية.
وكان الصبري قد أطلق تصريحه رداً على تصريحات رئيس الحرس الثوري الإيراني حول تعزيز التواجد الإيراني العسكري في خليج عدن, وذكر الصبري أن تلك التصريحات الإيرانية على صلة مباشرة بما يجري في صعدة.
وأشار القيادي في المعارضة اليمنية إلى أن تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني له مستجدات أمنية وعسكرية جديدة، وعلى دول المنطقة أن تقرأ هذا التصريح قراءة جيدة.
وذكر أن إيران دولة إقليمية كبيرة ومن الطبيعي أن يكون لها اهتمام يصل إلى شرق إفريقيا وحتى وسطها حيث وقد كان لها تواجد عسكري بحري منذ الثمانينيات ومارست هذا الوجود البحري بطريقة دخل فيها صراع القوى الدولية حينها عن طريق بث الألغام في البحر الأحمر.
وأشار الصبري إلى أن إيران تتحدث اليوم عن وجودها في خليج عدن وكأن هذا الوجود أصبح موجوداً في البر والبحر، مطالباً السياسة الخارجية الدفاعية والأمنية الإيرانية أن تنظر إلى المحيط العربي نظرة صديق وبعيدا عن نظرة العداوة.
وتتفق هذه التصريحات مع تصريحات الناطق الرسمي للحكومة اليمنية الذي سبق وان اتهم مرجعيات شيعية بدعم المتمردين الحوثيين، وقال إن التعاطف الذي يبديه الإعلام الإيراني مع المتمردين الحوثيين يكشف عن ذلك الدعم، مشيرا إلى أن الحوثيين لديهم أجندة تضر بأمن واستقرار اليمن والمنطقة.
ولعل هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد صحة الطرح على أن لإيران دور مباشر في الأحداث الجارية في اليمن وذلك من منطلق الأطماع الفارسية التاريخية في المنطقة بحيث يعد الحوثيون من الوسائل أو الأدوات التي تحرص إيران على استخدامها لبلوغ أهدافها ومطامعها التوسعية التاريخية في المنطقة.
في حين يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني سعيد ثابت.. أن الظاهرة الحوثية ليست بالبساطة التي يمكن أن التعامل معها لكونها جاءت في سياق تحولات إقليمية ودولية وداخلية أيضاً في البلد وهي ليست عفوية بل إنها تحمل توجهاً وأهدافاً قد تكون مموهة وغامضة لدى الرأي العام.
ويضيف سعيد ثابت أن ما يصدر من بيانات عن بعض المرجعيات كمرجعيات كالنجف وقم وهي مرتبطة بالدولة الإيرانية وبالمشروع الإيراني،.. (لم يأت من فراغ تلك الدعاوى ومحاولة تدويل القضية وتصويرها كما لو أنه الصراع هو صراع اضطهاد من الدولة ضد مذهب معين وهذا غير صحيح بالمرة هو خطاب سياسي كان استخدم من خلال المرجعيات من عند السيستاني إلى عند قم بتوظيفه بشكل مذهبي وتحويل الصراع كما لو أنه في اضطهاد من الدولة لدى فئة معينة وهذا يأتي في سياق ربما التوترات الإقليمية وبخاصة التنافر الأمريكي الإيراني).