وليد العبدالهادي
بعيدا عن سلوك شهية المخاطرة شهدت أسواق العملات سيولة ملفتة لعملات العائد المنخفض وتحسنا للدولار أمام الجنيه والعملة الموحدة، وبينما كان الدولار يحاول الاستقرار ومقارعة الذهب وقرب نتائج الموسم الثالث للشركات الأمريكية عادت روح الاستهلاك للسلع اليابانية من داخل الاقتصاد وامتد تسويقها إلى الموانئ الأمريكية وأعطت تفاؤلا بتحسن الصادرات وعليه قام تجار زوج الدولار مقابل الين بإجراء عملية اختبار لعمق المياه لتحسس القاع عند مستوى 88 بنجاح، أما العملات الأوربية لم تحظ لا بالأرقام الهامة ولا بهمم المضاربين في السوق.
الدولار الأمريكي
أغلق عند مستوى 76.5 أمام سلة عملاته والمتهم في ذلك الين حيث كان عقبة أمامه لكن هدوء التداول على الذهب بعد اصطدام بالمقاومة 1022 للأونصة تنتقل سيولة المتحوطين إلى الدولار والين وعملات العائد المنخفض وهذا ما حدث.
البيانات الاقتصادية والتي تخدم التحليل الأساسي جاءت هذا الأسبوع متباينة ولا تحمل أهمية كبيرة توازي ما ينتظره المستثمرون من نتائج كبرى الشركات العالمية، ونبدأ بطلبات الإعانة لثالث أسبوع من شهر سبتمبر والتي بلغت 530 ألف طلب مقارنة بالرقم السابق عند 545 ألف طلب وتدل على تحسن أسبوعي بشكل متوال وهي مؤشر متقدم لأرقام سوق العمل (معدل البطالة) ويبدو أنها تبشر بقاع أخير لها. أما قطاع الإسكان ظهرت لشهر أغسطس مبيعات المنازل الجديدة منخفضة إلى 429 ألفا مقارنة بمبيعات الشهر السابق 433 ألفا أما القائمة تراجعت بنسبة 2.7% دليل رغبة بائعي الوحدات في تخفيض الأسعار لجلب أكبر قدر ممكن من المشترين لكن يدل هذا التصرف على ترهل السوق بعض الشيء، أما بشأن أسواق النفط فقد أظهر تقرير وكالة الطاقة الأمريكية مع نهاية الأسبوع ارتفاعا في المخزون 2.8 مليون برميل بنفس المقدار للأسبوع الماضي مما يعكس تماسكا سعريا لمتوسط أسعار خامات النفط بين 65 و70 دولار للبرميل في بضعة أيام وواضح بشدة ترقب المضاربين في أسواق السلع لنتائج أداء الشركات الصناعية فهي تمثل استراحة لهم. أما بخصوص السلع جاءت المعمرة منها برقم جديد منخفض لشهر أغسطس 2.4% مقارنة بارتفاع 4.9% للشهر السابق يوحي بتركز اهتمام المستهلكين على شراء السلع الاستهلاكية ذات العمر الإنتاجي القصير يثبت ذلك انخفاض ثقة المستهلك لشهر سبتمبر ليصل إلى 53.1 عن الرقم السابق 54.1، وملخص تداعيات هذا التباين على الدولار تم ترجمته باستقرار يميل لعكس الاتجاه الهابط.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
حدثت صفقات بيع المفاجئة احتراما لقوة المستويات الحالية كمقاومة هبط الزوج بسببها ولامس خط الاتجاه عند 1.45 ويعتبر حدوث ملامسة لخط الاتجاه الصاعد مرتين خلال فترة قصيرة تمهيدا لانعكاس الاتجاه ولا سيما أن اليورو يفتقد للأخبار هذه الأيام.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
مجرد التداول تحت مستوى 1.59 ولو لصفقة يجعل من هذا المستوى معرض للهشاشة في قادم الأيام لكن بناء على المعطيات الحالية وبشكل واقعي بدأ الزوج يشكل اتجاها هابطا ولديه فرصة لزيارة مستوى 1.63 عندها تنقشع الغمامة.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
بعد تباطؤ حركة الاتجاه الهابط تمكن الزوج بدعم الأرقام الاقتصادية من اختبار عمق المياه تحسسا للقاع الاتجاه عند مستوى 88 مما نال إعجاب المضاربين في عقد صفقات شرائية قوية تنبئ بتوقف النزيف على الأقل في الأسبوع القادم.
اليورو
ثقة الأعمال في ألمانيا تنمو إلى أعلى مستوى له منذ شهر سبتمبر بحدود مستوى 91.3 ويقترب من تخطي مستوى الركود بتجاوز مقياس المئة نقطة ويعتمد ذلك على توقعات الرؤساء التنفيذيين الإستراتيجية حول الأزمة المالية لكن مع ندرة الأرقام لم يحرص التجار على الاحتفاظ بعملتها.
الجنيه الإسترليني
أعلن من العاصمة عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني منكمشة بنسبة 0.6% مقارنة بالقراءة السابقة والمنكمشة عند 0.7% ومقارنة مع انكماش الربع الأول عند 2.4% تظهر الإيجابية وفعلا تفاعلت معها صعودا العملة الملكية بشكل مؤقت لكن أفسد الدولار عليه الفرحة، وبشيء من التفصيل يلحظ بأن الصادرات تقلص انكماشها من 7% إلى 2.2% مع تحسن واضح لمعدلات الاستهلاك، ومع ارتفاع طلبات القروض العقارية للربع الثاني إلى 52.3 ألف مقارنة بالمستوى السابق 50.1 ألف وفي قطاع هام وحيوي بالنسبة للبلد يصبح الاقتصاد أكثر سرعة في التعافي مما كان في السابق خصوصا مع ترقب تجارهم لنتائج الموسم الثالث.
الين
يعج هذا الأسبوع باليانات القادمة من طوكيو نستهلها بأسعار المستهلكين لشهر أغسطس حيث بالمقياس السنوي انخفضت بنسبة 2.2% عند نفس مستويات الأداء السابق المنخفض صاحب ذلك ارتفاع في مبيعات التجزئة لنفس الشهر 1% بسبب خفض الأسعار لنيل رضى المستهلكين لكن النتيجة تعتبر بالمجمل إيجابية من حيث روح الاستهلاك، أما قطاع الصناعة وفقا لمؤشر (نانكان) للربع الثالث يظهر انخفاضا بنسبة 3.3% ويعيب عليه أنه متأخر، وفيما يتعلق بقطاع التشييد والمقاولات على المقياس السنوي تظهر طلبات البناء تقليصا للسلبية بانخفاض 25.2% مقارنة بالرقم السابق 42.8% دليل نشوة القطاع ورغبة في إنجاز المشاريع، ونتيجة ذلك تعافى الين من ظلم الدولار ونال إعجاب المشترين.
(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 7 صباحا بتوقيت جرينتش).
محلل أسواق المال