يلجأ بعض الأطباء إلى التجارب النفسية مع مرضاهم دون توقع ما ستسفر عنه هذه التجارب من نتائج قد يؤدي أقلها إلى الوفاة أو الصدمة العصبية أو غيرها، والحقيقة أن تعامل بعض الأطباء مع المرضى يشوبه ما يشوبه، وكأن الطبيب لا يعرف أهمية كلامه للمريض، ثمة مريض أعرفه جيداً أوحى له أحد الأطباء
بوجود مرض خبيث، وطالبه بمراجعته بعد شهر وقد صرف له وصفة طعام معينة وطمأنه في حالة التزامه بها، وبعد شهر عاد المريض ناحل الجسم بعد أن فقد الكثير من وزنه، فطمأنه الطبيب بأن علته تتلخص بالوزن الزائد، والآن بعد أن زال السبب وهو السمنة قال له الطبيب اذهب إلى أهلك واستمتع بحياتك لم يكن فيك مرض ولا يحزنون أردت إخافتك حتى تعاف الطعام وتتخلص من الدهون هذه كل الحكاية، هكذا ببساطة!
وبعض الأطباء ليس لديه الوقت الكافي - وخصوصاً في المستشفيات الحكومية - للحديث مع المريض وطمأنته، والمريض يتعلق بأي بارقة أمل قد تقود إلى شفائه، ولا أدري ماذا يضير الطبيب إذا اقتص من وقته عدة دقائق للحديث مع مريضه المتعلم عن مرضه وكيفية العلاج والنتائج المتوقعة؟
ألهذه الدرجة يستخسر الطبيب بعض الكلمات التي ترفع المعنويات وتساعد على العلاج كما تشير أكثر الدراسات الحديثة؟
وفي رأيي يجب أن تدرس مواد في كليات الطب تدرب الطبيب على فن الإصغاء، وفن الحوار مع المريض وفق أدواته المعروفة من النظر إلى المريض والتعبير المتجاوب معه وإعطائه الفرصة كاملة للبث عن شكواه، والرد على استفساراته.
ووفقا (للجمعية العامة للمرضى) في ماربورج فإن نظام الدفع للأطباء في ألمانيا يعد السبب الرئيس في شكوى المرضى من (طب الدقائق الثلاث). وقال كريستيان زيمرمان رئيس الجمعية أنه في صالح الأطباء فحص أكبر عدد ممكن من المرضى وخفض مدة الكشف بقدر الإمكان والقيام في نفس الوقت بإجراءات غير ضرورية لتحقيق المزيد من العائد، وإذا وجدنا هذا المبرر مقبولاً في المستشفيات الخاصة فما الذي يبرره في المستشفيات الحكومية والتي يلهث فيها الأطباء في نطاق الدقائق الثلاث؟
لا شك أن التطور السريع في مجال تقنية المعلومات يمثل نعمة لا تقدر بثمن، إلا أن ذلك يعني تحدياً حقيقياً للأطباء بسبب المعلومات الدقيقة التي يحضرها المرضى إلى الطبيب عن حالتهم عبر الانترنت وينتظرون إجابة على أسئلتهم الكثيرة، ويريدون تطمينات حقيقة، وقبل ذلك طبيباً يجيد فن الإصغاء لأكثر من ثلاث دقائق.
Mk4004@hotmail.com