Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/10/2009 G Issue 13519
السبت 14 شوال 1430   العدد  13519
متى يبدأ التنافس العلمي بين الجامعات عندنا؟
د. عبد الرحمن بن سعود الهواوي

 

في يوم الأربعاء 4-10-1430هـ 23-9-2009م، افتتح جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز - سلمه الله - جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهي جامعة متخصصة في مجالات علمية محددة، هذا الافتتاح لهذه الجامعة يعتبر من دون أدنى شك نقلة عظيمة تصب في تطور المملكة في مجالات العلوم والتقنية، وبافتتاح هذه الجامعة قفز عدد جامعات المملكة إلى عدد لا يستهان به (23 جامعة).

إن الدول المتقدمة في عالم اليوم تفتخر بجامعاتها، وبما تقدمه هذه الجامعات لها من أبحاث علمية رصينة، وبما تقدمه لمجتمعاتها من كوادر بشرية مدربة للعمل في جميع مؤسسات الدولة، تعليمية وصناعية، وإدارية وغيرها.. إن عدد الجامعات في أي دول يصبح بلا قيمة إذا كان وسيلة لتخريج أعداد هائلة من المتخرجين الغرض منه هو الكم وليس الكيف.

وإذا القينا نظرة دقيقة على أي دولة متقدمة وقوية في مختلف المجالات في عصرنا الحاضر، نجد أن السياسي والعالم والمخترع، ورجل الأمن ورجال الأعمال، ورجال الإعلام، ورجال القانون والمثقفون في جميع ضروب الثقافة هم في عمومهم من خريجي الجامعات أو الكليات.. إن من درس في إحدى جامعات الغرب أو الشرق المتقدم، أو عنده فكرة صحيحة عنها، يلاحظ أن هناك تنافسا شديدا بين هذه الجامعات وبين الجامعات في البلد الواحد في تقديم الأفضل في الاختراعات العلمية والتكنولوجية، حتى أن بعض الجامعات تفتخر بأعداد من نالوا جائزة نوبل وجوائز أخرى ممن تخرجوا منها، حتى أنها وضعت صورهم وحتى تماثيل بعضهم في مداخلها، كما أن هناك تنافسا آخر في داخل الجامعة ذاتها، وهذا يحدث بين أقسامها المختلفة، فقد يكون أحد الأقسام متميزاً عن الأقسام الأخرى في أبحاثه وكوادره وإنتاجه المعرفي، ومن المعروف أن بعض الجامعات أخذت شهرتها العالمية من شهرة أحد أقسامها.. وهناك تنافس آخر ينصب على الجامعات تقوم به الشركات والمصانع ورجال الأعمال والبنوك ووسائل الإعلام، حيث تقوم بتقديم تمويل مادي للجامعة أو لأحد أقسامها للقيام بأبحاث تهم الجهة الممولة ويمكنها تطبيقه عملياً، وهذا يدل على الترابط الفعال بين الجامعات والمجتمع، وهذا كله ينصب في تقدم الدولة ككل.

نعود مرة أخرى إلى عنوان المقال فنقول: هناك أبحاث علمية وإدارية ودينية قامت وتقوم بها جامعة معروفة عندنا، مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام، وجامعة الملك عبد العزيز, وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وغيرها، هذه الأبحاث قامت بها هذه الجامعات بقدراتها الذاتية ومن ميزانياتها المحددة، أو من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ولم نسمع ذكرا لمصنع (؟)، أو لرجل أعمال، أو لبنك من هذه البنوك قدمت تمويلاً لدراسة معينة تسعى إلى تطبيقها في الواقع، ويكون لها حق احتكار نتائجها.

رجال الأعمال عندنا مشغولون برفع الأسعار وتكديس الدراهم، والبنوك مشغولة بالأسهم والقروض، والمصانع - فيما عدا صناعة البتروكيماويات - مشغولة بصناعة زبلان البلاستيك لموسم خراف التمر.

لقد وضعنا الملك عبد الله بافتتاحه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وأمره بافتتاح جامعات أخرى أمام تحد كبير، وكأنه يقول لنا: ها انتم أمام تحد، إما أن تكونوا بلداً متطوراً علمياً وصناعياً واجتماعياً أو أن تظلوا على ما أنتم عليه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد