ما أبهى أن نلتمس للآخرين العذر!.
إنه فعل جميل أن نحاول أن نجد عذراً لمن اعتقدنا أنه قصر في أمر أو ظننا أنه أخطأ في شأن يخصنا.
ودونكم نماذج على أمور بسيطة يخلق منها البعض منا أموراً كبيرة ربما تؤثر على علاقتنا مع الآخرين فمثلاً تتصل بصديق ولا يرد عليك.. إن الأجمل هنا بدلاً من أن (تعذله) أو بالأسلوب العامي (تشره) عليه أن تلتمس له عذراً فقد يكون نسي رد اتصالك، وقد يكون ضغط على أحد أزرار الجوال فاختفت العبارة التي تشير إلى اتصال لم يرد عليه.
إنك عندما تلتمس العذر له تريح نفسك وتبقى وشائج التواصل بينكما.
ومثل آخر..
صديق أو قريب أو جار قال كلمة: فهمت منها أن فيها شيئاً من الإساءة لماذا لا تفسر الأمر بأنه إنسان يخطئ، وأنه لم يقصد مضمونها الذي فهمته أنت.. ألم يقل الخليفة عمر بن الخطاب تلك المقولة العظيمة التي تشي بخطاب المحبة وترسخه: (لا تظن بكلمة أخيك سوء وأنت تجد لها على الخير محملاً).
وأخيراً.. تجد إنساناً يعتب عليك عندما تلتقي به فلا تعرفه ربما لطول زمن لقائك به، أو لأن عوامل التعرية أثرت على وجهه أو شكله أو لأنك - لحظتها - نسيت اسمه.. لكن البعض يفسر عدم معرفتك له بأنه تجاهل أو عدم وفاء، ولو أخذنا الأمر من منطلق النسيان أو بعد الزمن أو ضعف الذاكرة لهان الأمر ولم نلجأ إلى العتاب أو اللوم.
قليلاً من ثقافة التسامح تجعل الحياة أوفر ارتياحاً وتجعل العلاقات أوثق تواصلاً.
***
بادرة موفقة لزيارة السجناء..!
** زيارة الآخرين بالمناسبات والأعياد أمر جيد وجميل وهي تكون أكثر بهاء عندما تتوجه إلى المرضى بالمستشفيات أو الأيتام بالدور أو ذوي (القدرات الخاصة) بمراكزهم.
إن هناك فئات لم نسمع أو نقرأ عن زيارات قام بها مسؤولون لهم أو رجال خير في مبادرة منهم ابتغاء لما عند الله وهؤلاء أحوج ما يكونون إلى الزيارات في المناسبات السعيدة.
هؤلاء هم فئة (السجناء) وبخاصة أولئك الذين يقبعون في السجن بسبب ديون ونحوها.
ولقد أكبرت كثيراً عندما قرأت الخبر الذي نشرته (عكاظ) عن تلك الزيارة الموفقة التي قام بها محافظ محافظة عنيزة النشط م. مساعد السليم للسجناء في سجن عنيزة حيث تبادل معهم التهاني وتحدث إليهم وتداول معهم مشاكلهم للمساعدة من أجل حلها ثم تناول معهم طعام العيد ولم يكتف بها بل تبرع بمبلغ مالي (للعنبر المثالي بالسجن)، وكم هي جميلة كلمة (العنبر المثالي بالسجن) ولِمَ لا؟ فهذا الاسم دلالة على أن السجن وسيلة إصلاح وصلاح.
تحية لهذه المبادرة التي تحفظ - بسطور تقدير - لهذا المحافظ.. وكم نتطلع إلى الاقتداء بها من أجل من ألقت بهم صروف الأيام في عنابر السجون.
***
إذاعة الرياض وتمتع بحياتك!
** ساعدني وقت خروجي من مكتبي في شهر رمضان المبارك أن استمع إلى برنامج جميل في إذاعة الرياض اسمه (تمتع بحياتك) حيث كان من حسن حظي أنني أخرج من مكتبي وقت إذاعته عصر كل يوم.
هذا البرنامج الشائق (تمتع بحياتك) يعده ويقدمه د. عبد الله الملحم، وهو يطرح أقرب الطرق للاستمتاع بالحياة بطريقة تتماهى مع القيم والأخلاق، وقد طرح صاحب البرنامج العديد من الأشياء الحسية والمعنوية المتوفرة لكل إنسان مبيناً طريقة الاستمتاع بها مثل عمل الخير، الصلاة، الدعاء، الرحمة بالمحتاجين، السكن، البيت، السيارة، الأسرة.. الخ، لقد كان يتحدث بطريقة علمية مازجاً المعنى الإيماني الذي يجلب الرضا والطمأنينة والسعادة الداخلية بالمردود الحسي الذي يراه الإنسان في حياته مرسخاً في ذات الوقت أن نوعية الممارسة والفعل تفرز - فعلاً - هرمون (الاندرفين) أو هرمون (التمتع بالحياة) كما أطلق عليه عالم النفس بينسون!
العالم - الملحم يقدم هذه الأفكار المضيئة بأسلوب جميل مبسط يشد سمعك مثلما تشد رؤاه عقلك.
أقترح على إذاعة الرياض استمرار هذا البرنامج وإعادة حلقاته المشوقة والنافعة التي قدمتها في شهر رمضان.. أثق أن كل إنسان سوف يستفيد ويستمتع عندما يستمع إلى برنامج (تمتع بحياتك).
***
بين حضن وثغر..!
** بعض العبارات تحس وأنت تقرؤها أنها مبحرة في دنيا الخيال.. وعالم الرومانسية لكنك لا تعدم - أيضاً - أن تجد فيها أحياناً مسحة من واقعية.. أو قريباً منها.. وعلى أهداب هذه الكلمات ننتقل - أحياناً - من جمود الحياة إلى فيض جمالياتها.. وتظل مثل هذه الكلمات نغماً يخضب لحظاتك وذاكرتك وأنت تستعيدها منشياً بها.. اقرؤوا معي هذه العبارة واحكموا بعدها على السطور السابقة: (لا يوجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغر الحبيبة..!).
آخر الجداول
** للشاعر حسن محمد حسن الزهراني
عندما كُنّا صغاراً
كانت الأرض
بساطاً من نمير الطهر
نهرا ًعسجدياً..
كانت الأحلام
جسراً من ورود.
فاكس: 014565576
hamad.alkadi@hotmail.com